لا تُقِيمونَ الصفوفَ

حديث: لا تُقِيمونَ الصفوفَ

عن أنس بن مالك: أنه قَدِم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منَّا منذ يومِ عهدتَ رسولَ الله ﷺ؟ قال: ما أنكرتُ شيئًا إلا أنكم لا تُقِيمونَ الصفوفَ.

صحيح: رواه البخاري في الأذان (٧٢٤) من طريق بُشَير بن يسار الأنصاري، عن أنس بن مالك.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قَدِم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منَّا منذ يومِ عهدتَ رسولَ الله ﷺ؟ قال: ما أنكرتُ شيئًا إلا أنكم لا تُقِيمونَ الصفوفَ.

1. شرح المفردات:

● قَدِمَ المدينة: أي رجع إليها بعد غياب.
● ما أنكرت منا: أي ما رأيته منّا مُتغيرًا أو مُخالفًا لما كان عليه الحال في عهد النبي ﷺ.
● مُنذ يوم عهدت رسول الله: أي منذ الوقت الذي عاصرت فيه رسول الله ﷺ وعايشته.
● لا تُقيمون الصفوف: أي لا تحسنون تسوية صفوف الصلاة ولا تبالون بها.

2. شرح الحديث:

كان أنس بن مالك رضي الله عنه من الصحابة الذين عاشوا مع النبي ﷺ وعاصروه، ثم انتقل من المدينة فترةً وعاد إليها. فسأله الناس عند عودته: ما الذي لاحظته من تغيير في أحوالنا أو في عبادتنا مقارنة بما كان عليه الحال في زمن النبي ﷺ؟ فأجابهم أن كل شيء بقي على ما كان عليه من الخير والاستقامة، إلا أمرًا واحدًا، وهو أنهم لا يُحسنون إقامة صفوف الصلاة كما كان يفعلون في عهد النبي ﷺ.
وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا حريصين على متابعة السنة في أدق التفاصيل، وأن إقامة الصفوف كانت من الأمور المهمة التي كان النبي ﷺ يهتم بها ويُعلّمها أصحابه.

3. الدروس المستفادة:

● أهمية إقامة الصفوف في الصلاة: وهذا الأمر من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي ﷺ، بل أمر بها وأرشد إلى كيفية تسويتها، كما في الحديث: "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة" (رواه البخاري ومسلم).
● حرص السلف على التمسك بالسنة: فأنس رضي الله عنه أنكر عليهم تقصيرهم في هذه السنة، مع أنهم كانوا من أفضل الناس بعد عصر النبوة، وهذا يدل على أنهم كانوا لا يتسامحون في أي أمر من أمور الدين ولو بدا صغيرًا.
● التغير الزمني وأثره على بعض السنن: فمع مرور الزمن قد تُهمل بعض السنن أو تُضعف، فيجب على الدعاة والعلماء تذكير الناس بها.
● الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد أنكر أنس رضي الله عنه هذا التقصير، وهذا من النصيحة للمسلمين.

4. معلومات إضافية:

- إقامة الصفوف من كمال الصلاة وجمالها، وقد قال النبي ﷺ: "لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ" (رواه البخاري ومسلم).
- من هدي النبي ﷺ في تسوية الصفوف: أن يكون الصف مستقيمًا ومتراصًا، لا تتقدم فيه أحدٌ على أحد، ولا تكون فيه فرجات.
- هذا الحديث يدل على أن أنسًا رضي الله عنه كان حريصًا على السنة، مع أنه كان من آخر الصحابة موتًا، وقد شاهد تغيرًا في حياة الناس، لكنه لم ينكر إلا هذا الأمر، مما يدل على استمرار الخير في تلك الأمة آنذاك.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على إقامة الصلاة وإتقانها، وعلى التمسك بسنة نبيه ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٢٤) من طريق بُشَير بن يسار الأنصاري، عن أنس بن مالك. فذكر مثله.
وبوَّبه البخاري بقوله: «إثم من لم يُتمَّ الصفوفَ» يفهم منه أنه يرى وجوبَ التسوية كالظاهرية، إلا أنه لم ينقل عن أحد أن صلاة من خالف، ولم يُسو باطلة. ويؤيد ذلك أن أنسًا مع إنكاره عليهم لم يأمرهم بإعادة الصلاة، إلا ابن حزم فإنه ذهب إلى بطلان الصلاة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 563 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُقِيمونَ الصفوفَ

📜 حديث: لا تُقِيمونَ الصفوفَ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تُقِيمونَ الصفوفَ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تُقِيمونَ الصفوفَ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تُقِيمونَ الصفوفَ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية