حديث: يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الصف الأول

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصَفِّ الأول حتى يؤخرهم الله في النار».

حسن: إلا قوله: «في النار»: رواه أبو داود (٦٧٩) من طريق عبد الرزاق، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرت الحديث.

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصَفِّ الأول حتى يؤخرهم الله في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصَفِّ الأول حتى يؤخرهم الله في النار».

تخريج الحديث:


رواه أبو داود في سننه، وابن ماجه، وأحمد في مسنده، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:


● يتأخرون: يمتنعون عن التقدم ويقفون في المؤخرة.
● الصف الأول: أول صفوف المصلين خلف الإمام.
● يؤخرهم الله: يجعلهم في المؤخرة.
● في النار: في النار يوم القيامة، والعياذ بالله.

2. شرح الحديث:


يهدف هذا الحديث إلى الحث على المسارعة إلى الخيرات والتنافس في الطاعات، ويخص بذلك الصف الأول في الصلاة. يخبر النبي ﷺ أن هناك فئة من الناس تستمر في التأخر عن الصف الأول وتتخلف عنه، مع القدرة على التقدم إليه، وأن هذا الفعل قد يستمر بهم حتى يكون جزاؤهم من جنس عملهم، فيؤخرهم الله تعالى ويجعلهم في مؤخرة أهل النار، والعياذ بالله.
ليس المقصود أن كل من لم يصلِ في الصف الأول سيدخل النار، ولكن الحديث يحذر من الاستمرار في التفريط والتكاسل عن فضائل الأعمال مع القدرة عليها، واستصغار أمرها. وهو يشير إلى أن هذا السلوك (التأخر المتعمد عن الصف الأول مع القدرة على التقدم) قد يكون دليلاً على إهمال في القلب واستخفاف بأمر الصلاة وفضائلها، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● فضيلة الصف الأول: الحديث يبين فضيلة عظيمة للصلاة في الصف الأول، وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد على هذه الفضيلة، منها قوله ﷺ: «خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها» (رواه مسلم).
● الاستخفاف بفضائل الأعمان علامة خطر: الاستمرار في التهاون بفضائل الأعمال مع القدرة عليها قد يكون مؤشرًا على مرض في القلب وضعف في الإيمان.
● الجزاء من جنس العمل: كما أنهم أخروا أنفسهم عن موطن الفضيلة في الدنيا، أخروا في الآخرة عن الرحمة والجنة، إلى موطن العذاب.
● الحث على المسارعة إلى الخيرات: يحث النبي ﷺ على المسارعة إلى كل ما يقرب إلى الله تعالى، والمنافسة في الطاعات.
● التخلف عن الخير قد يكون سببًا للعقوبة: ليس فقط فعل المعاصي، بل حتى التكاسل عن الطاعات والتفريط في الفضائل يمكن أن يكون سببًا للعقاب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- فضل الصف الأول ليس مقصورًا على الرجال فقط، بل يشمل النساء كذلك في صفوفهن.
- يستحب للمسلم أن يبكر إلى المسجد ليحصل على الصف الأول، ولا يتقدم بين يدي المصلين إذا وجد الصفوف قد اكتملت.
- هذا الحديث من أشد الأحاديث تحذيرًا من التكاسل عن الصلاة في الجماعة والتأخر عن الصفوف الأولى، ويجب أن يكون باعثًا للمسلم على المراقبة والمحاسبة لنفسه.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على المسارعة إلى الخيرات، والانتفاع بهذه الوصية النبوية.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

إلا قوله: «في النار»: رواه أبو داود (٦٧٩) من طريق عبد الرزاق، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرت الحديث. وهو في «مصنف عبد الرزاق» (٢/ ٥٢). ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة (١٥٥٩)، وابن حبان (٢١٥٦).
وإسناده حسن لأجل الخلاف في عكرمة بن عمار، قال الإمام أحمد: أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ضعاف ليس بصحاح، وقال البخاري: هو مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب، بينما قال يحيى بن معين: عكرمة بن عمار ثقة ثبت، ووثَّقه العجلي، وقال الساجي: صدوق، ونقل الآجري عن أبي داود: أنه ثقة، وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب.
قال الأعظمي: وأبو داود أخرج حديثه في سننه عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير وسكت عليه، كما سكت عليه أيضًا المنذري، فالظاهر أنه لم يضطرب في هذا الحديث، ولعل السبب يعود إلى عبد الرزاق الإمام الحافظ، فقد قال ابن عدي في الكامل (٥/ ١٩١٥): «عكرمة بن عمار هو مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة».
قال الأعظمي: ومثل هذا لا بأس في الاستشهاد به، إلا قوله «في النار»، لم يتابع عليه، ولأن السياق
الذي ورد في الحديث يناقض قوله «في النار»، ولم يثبت ذلك في حديث أبي سعيد الذي مضى في أول الباب. فإن المراد بالتأخير ليس تأخير الدخول في النار، بل في رحمته ومغفرته وعظيم فضله كما سبق تفسير ذلك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 560 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار

  • 📜 حديث: يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب