حديث: ما في النداء والصف الأول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الصف الأول

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لو يعلم الناس ما في النِداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتَهِمُوا عليه لاستهموا. ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُبْح لأتوهما ولو حَبْوًا».

متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (٣) عن سُمّي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح
السمان، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لو يعلم الناس ما في النِداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتَهِمُوا عليه لاستهموا. ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُبْح لأتوهما ولو حَبْوًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث فضائل الأعمال، يحثنا النبي ﷺ فيه على المسارعة إلى الخيرات والتنافس في الطاعات. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بعون الله وتوفيقه.
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لو يعلم الناس ما في النِداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتَهِمُوا عليه لاستهموا. ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُبْح لأتوهما ولو حَبْوًا».
رواه البخاري (615) ومسلم (437).

### ثانياً. شرح المفردات
● النِّداء: المقصود به الأذان، وهو الإعلام بدخول وقت الصلاة.
● يَسْتَهِمُوا: الاستهام هو الاقتراع أو السحب (كأن يقترعوا بالقداح أو غيرها ليحصلوا على هذه الفضيلة).
● التَّهجير: التبكير إلى صلاة الظهر في شدة الحر، والمشي إلى المسجد في وقت الهاجرة (وهو وقت اشتداد الحر).
● العَتَمَة: صلاة العشاء، وسُميت بذلك لأنها تصلى في العتمة، أي أول الظلام.
● الصُّبْح: صلاة الفجر.
● حَبْوًا: الحبو هو المشي على الأرداف أو الركبتين، أي لو لم يقدروا على المشي على أقدامهم لجاؤوا زحفاً.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن عظيم الأجر والفضل المخفي في بعض الأعمال، والتي قد يغفل عنها الكثير من الناس. فهو يقول:
لو علم الناس مقدار الثواب والأجر العظيم الذي أعده الله للمؤذنين (أو للمجيبين للأذان) وللمصلين في الصف الأول في الصلاة، ثم لم يجدوا طريقة للحصول على هذا الفضل إلا أن يقترعوا عليه بالقداح (أي بالسحب والقرعة)، لفعلوا ذلك وتنافسوا فيه.
ثم يقول: ولو علم الناس ما في التبكير إلى صلاة الظهر (التهجير) من أجر عظيم، لسارعوا إليه وتنافسوا في السباق إليه.
ثم يقول: ولو علم الناس ما في صلاتي العشاء والفجر في جماعة من الأجر والفضل، لأتوهما даже لو لم يستطيعوا المشي على أقدامهم، وجاؤوا زاحفين على أردافهم أو ركبهم حرصاً على ذلك الأجر.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الحث على التنافس في الخيرات: الحديث يحض على المسارعة إلى الطاعات والتنافس فيها، لأنها تخفي أجراً عظيماً لا يعلمه كثير من الناس.
2- فضل الأذان والإجابة له: فيه إشارة إلى فضل الأذان والمؤذنين، وكذلك فضل من يجيب نداء الله بالمسارعة إلى الصلاة.
3- فضل الصف الأول: الصف الأول في الصلاة له فضل عظيم، وقد وردت أحاديث أخرى تبين ذلك، مثل قوله ﷺ: «خير صفوف الرجال أولها» (رواه مسلم). وهذا يحثنا على التبكير إلى المسجد لنتسنى لنا الصف الأول.
4- فضل التبكير إلى صلاة الظهر (التهجير): المشي إلى المسجد في شدة الحر له أجر كبير، لأنه يشق على النفس، وفي ذلك مجاهدة لها.
5- عظم أجر صلاتي العشاء والفجر في الجماعة: هاتان الصلاتان يشق على الكثيرين التزامهما في المسجد لظروف الوقت (فالعشاء في وقت الراحة والنوم، والفجر في وقت نوم لذيذ). لكن الأجر عليهما عظيم جداً، حتى أن المسلم لو لم يستطع المشي لجاء زاحفاً.
6- الحرص على الصلوات الخمس في الجماعة: الحديث بشكل عام يحث على المحافظة على الصلوات في المسجد والجماعة، وبيان أن فيها أجراً عظيماً يغفل عنه الكثيرون.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
● الاستهام (الاقتراع): كان العرب يستعملون القداح (أشياء يُقترع بها) للحكم بينهم في الأمور، فشبه النبي ﷺ شدة رغبة الناس في هذا الفضل بأنهم لو لم يجدوا طريقة أخرى لنيله إلا بهذه الطريقة لفعلوا.
● التهجير: المقصود به التبكير إلى صلاة الظهر، وكان الصحابة يتهجرون إلى المسجد، أي يخرجون في شدة الحر.
● صلاة العتمة والصبح: هما من أكثر الصلوات التي يتخلف عنها الناس بسبب الوقت، ومع ذلك فهما ثقيلتان في الميزان، كما في الحديث: «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ» (رواه البخاري ومسلم)، والبردان هما الفجر والعصر. ولكن المقصود هنا العشاء والفجر للاشتياق إليهما حتى لو حبواً.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا للمحافظة على الصلوات والمسارعة إلى الخيرات.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (٣) عن سُمّي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح
السمان، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في الأذان (٦١٥)، ومسلم في الصلاة (٤٣٧).
وفي رواية للبخاري (٧٢١): «الصف المقدَّم». وهو من طريق مالك أيضًا.
وقوله: «التهجير» من الهاجرة، وهي شدّة الحر نصف النهار، وهو أول وقت الظُّهر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 549 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما في النداء والصف الأول

  • 📜 حديث: ما في النداء والصف الأول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما في النداء والصف الأول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما في النداء والصف الأول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما في النداء والصف الأول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب