حديث: رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تسوية الصفوف

عن أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ قال: «رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده! إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَلِ الصفِّ كأنها الحَذَفُ».

صحيح: أخرجه أبو داود (١٦٧)، والنسائي (٨١٥) كلاهما من طريق أبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكر مثله.

عن أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ قال: «رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده! إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَلِ الصفِّ كأنها الحَذَفُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحرص على تنظيم أمور الأمة حتى في عباداتها، ليكون ذلك دليلاً على وحدتها وتماسكها. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.

الحديث بلفظه:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده! إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَلِ الصفِّ كأنها الحَذَفُ».
راوي الحديث: أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مصادر الحديث: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، والحاكم وغيرهم، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


● رُصُّوا: من الرَّصّ، وهو إلصاق بعض الصف ببعض، بحيث لا تكون هناك فرجات أو فجوات بين المصلين. كأنهم جدار واحد متماسك.
● قاربوا بينها: أي قاربوا بين الصفوف بعضها وبعض، فلا تكون المسافة بين الصف الأول والثاني كبيرة، بل تكون متقاربة.
● حاذوا بالأعناق: أي سووا صفوفكم باستقامة، وجعلوا الأعناق (الرقاب) في خط واحد، فلا يتقدم أحد على أحد ولا يتأخر.
● خَلَلِ الصف: الخلل هو الفجوة أو الفرجة التي بين المصلين في الصف الواحد.
● الحَذَف: (بفتح الحاء والذال) هي صغار الغنم أو ولد الضأن، وقيل هي ولد القَطا (طائر معروف). والمقصود هنا التشبيه بحركة هذه الصغار واختراقها للأماكن الضيقة.


2. شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأمرين عظيمين يتعلقان بإقامة الصلاة وإتقانها:
الأمر الأول: إتقان الصف من الداخل (التماسك الأفقي)
● رُصُّوا صفوفكم: أي ألصقوا أكتافكم وأقدامكم ببعضها في الصف الواحد، حتى لا تبقى فرجات.
● حاذوا بالأعناق: أي استووا في الصف واجعلوا مناكبكم متساوية، بحيث يكون الصف كالجدار الواحد أو كالبنيان المرصوص. وهذا يشمل تسوية الأقدام والمناكب.
الأمر الثاني: إتقان الصف من الخارج (التماسك العمودي)
● وقاربوا بينها: أي قاربوا بين الصفوف بعضها وبعض، فلا تترك مسافة كبيرة بين الصف الأول والثاني وهكذا.
ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم ليبين عظمة هذا الأمر وخطورة التفريط فيه، فيقول: «فوالذي نفسي بيده!» وهذا قسم عظيم يؤكد أهمية ما يلي.
«إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَلِ الصف كأنها الحَذَفُ»
هذا بيان للعاقبة والسبب. فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه يرى بعين بصيرته النافذة - التي أطلعه الله عليها - أن الشيطان (إبليس أو شيطانه من الجن) ينفذ من خلال الفرجات والثغرات التي يتركها المصلون في صفوفهم، ويتسلل بينهم بسهولة ويسر، كما تتسلل وتنفذ صغار الغنم أو الطير من بين الأماكن الضيقة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على إقامة الصلاة بكمال هيئتها: فإتقان الصفوف من تمام الصلاة وكمالها، وهو من سننها المهجورة التي ينبغي إحياؤها.
2- التماسك والألفة: الصف المتماسك هو صورة مرئية لوحدة الأمة وتماسكها وتآلف قلوبها. والفرجات صورة للفرقة والاختلاف.
3- حرص الشيطان على إفساد العبادة: يبين الحديث أن الشيطان لا يترك للمسلم عبادته إلا ويسعى لإفسادها أو نقص أجرها. ودخوله من خلل الصف قد يكون للوسوسة للمصلين، أو لإيجاد الفرقة والفرجة المعنوية بينهم، أو لنقصان الأجر والثواب.
4- التخويف من الشيطان وعمله: الحديث يحذر المسلمين من كيد الشيطان ويحثهم على سد جميع المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها لإفساد عباداتهم وأعمالهم.
5- التأكيد على الاستقامة والنظام: الإسلام دين النظام والترتيب، وهذا ظاهر حتى في عبادة الصلاة، لتعويد الأمة على النظام في جميع شؤونها.
6- عظمة علم النبي صلى الله عليه وسلم: حيث يخبرنا عن عالم الغيب الذي أطلعه الله عليه، ليكون عبرة وموعظة لأمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب «سد الذرائع»، حيث أمرنا بسد الذرائع التي يتسلل منها الشيطان حتى لا يصل إلى مقصده من الإفساد.
- يستحب للإمام أن يأمر بتسوية الصفوف قبل البدء في الصلاة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
- من السنة أن يسوي المأمومون الصفوف بأن يقدم الإمام من يقوم بتسويتها، أو يتولى ذلك أفراد الصف بأنفسهم.
- تسوية الصفوف من أسباب مضاعفة الأجر، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَس
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (١٦٧)، والنسائي (٨١٥) كلاهما من طريق أبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكر مثله.
وإسناده صحيح، وأبان هو: يزيد العطار البصري ثقة من رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقًا.
وصحّحه ابن خزيمة (١٥٤٥)، وابن حبان (٢١٦٦) فروياه في صحيحيهما، والإمام أحمد (١٣٧٣٥) كلهم من طرق عن أبان به.
والحَذَفُ: غنم سُود صِغار، واحدتُها: حَذْفَةٌ، وفي رواية: كأنها بنات حذفٍ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 565 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق

  • 📜 حديث: رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب