حديث: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تسوية الصفوف

عن النعمان بن بشير قال: قال النبي ﷺ: «لتُسَوُّنَّ صفوفَكُم، أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم».

متفق عليه: أخرجه البخاري في الأذان (٧١٧)، ومسلم في الصلاة (٤٣٦) كلاهما من حديث شعبة، قال: أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعتُ سالم بن أبي الجعد، قال: سمعتُ النعمان بن بشير فذكر الحديث.

عن النعمان بن بشير قال: قال النبي ﷺ: «لتُسَوُّنَّ صفوفَكُم، أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف:
الحديث:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ».
رواه البخاري ومسلم.


1. شرح المفردات:


● لَتُسَوُّنَّ: اللام للأمر المؤكد، و"تُسَوُّنَّ" من التسوية، أي تهذيب الصفوف وجعلها مستقيمة ومتراصة.
● صُفُوفَكُمْ: جمع صف، وهو ترتيب المصلين في صلاة الجماعة.
● أَوْ: هنا للوعيد والتهديد، بمعنى "إلا" أو "وإلا".
● لَيُخَالِفَنَّ: اللام للتأكيد، و"يُخَالِفَنَّ" من المخالفة، أي يجعل بينكم اختلافًا وتباعدًا.
● بَيْنَ وُجُوهِكُمْ: أي بين قلوبكم ونياتكم، وفسره بعض العلماء بالخلاف في الوجوه الحقيقية في الدنيا أو الآخرة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يأمر المسلمين بتسوية صفوف الصلاة وجعلها مستقيمة ومتراصة، بحيث لا يكون فيها اعوجاج ولا فرجات، ويحذر من الإهمال في ذلك، ويتهدد بوعيد شديد لمن لا يفعل ذلك.
والمعنى: أقيموا صفوفكم straighten your rows، وأعدلوها، وأتموها، وإلا فإن الله سيخالف بين قلوبكم، فيجعل فيها اختلافًا وتباغضًا وعداوة، أو يخالف بين وجوهكم في الدنيا أو الآخرة، فيجعلها مختلفة غير متناسبة.
وقد فسّر العلماء "ليخالفن الله بين وجوهكم" بعدة تفسيرات:
- أنه اختلاف في القلوب، فينشأ التباغض والتحاسد.
- أو أنه اختلاف في الوجوه في الآخرة، فلا تكون منيرة كوجه المؤمن.
- أو أنه اختلاف في الصفات والخَلق في الدنيا كعقوبة.
والمراد: أن إهمال تسوية الصفوف يؤدي إلى اختلاف القلوب، لأن الطاعة تؤلف بين القلوب، والمعصية تفرقها.


3. الدروس المستفادة منه:


● أهمية تنظيم الصفوف في الصلاة: وهذا من كمال الصلاة وشروط صحتها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم به غاية الاهتمام.
● التأكيد على التراص في الصف: حتى لا تكون هناك فرجات للشيطان.
● الترابط بين الظاهر والباطن: فكما تستقيم الصفوف في الظاهر، تستقيم القلوب في الباطن، والعكس صحيح.
● الوعيد الشديد لمن يهمل ذلك: مما يدل على عظم الأمر.
● التعاون على البر والتقوى: فالمسلمون يتعاونون على إقامة الصف وتسويته.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن تسوية الصفوف واجبة عند جمهور العلماء، وإلا كان الإثم على من فرط فيها.
- كان الصحابة رضي الله عنهم يهتمون بتسوية الصفوف حتى كانوا يسوونها بالقدوم قبل أن يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة.
- من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تسوية الصفوف: أن يقول: «استووا»، و«سووا صفوفكم»، و«لا تختلفوا فتختلف قلوبكم».
- التسوية تشمل: استقامة الصف، وتراص المصلين، وتقريب بعضهم من بعض، وسد الفرجات.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاري في الأذان (٧١٧)، ومسلم في الصلاة (٤٣٦) كلاهما من حديث شعبة، قال: أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعتُ سالم بن أبي الجعد، قال: سمعتُ النعمان بن بشير فذكر الحديث. ولفظهما سواء.
وفي رواية عند مسلم: كان رسول الله ﷺ يُسَوِّي صفوفنا حتى كأنما يُسَوِّي بها القِداحَ، حتى رأى أنَّا قد عقلنا عنه، ثم خرج يومّا فقام حتى كاد يُكبِّر، فرأى رجلًا باديًا صدرُه من الصَفِّ فقال: «عباد الله! لتسوُّنَّ صفوفكم، أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم».
ورواه أبو داود (٦٦٢) من وجه آخر بإسناد حسن وفيه: «أقيموا صفوفكم ثلاثًا،»والله! ليُقِيمُنَّ صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين قلوبكم«، قال: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، ركبتَه بركبة صاحبه، وكعبَه بكعبه.
وفي رواية بإسناد صحيح: كان رسول الله ﷺ يُسَوِّي صفوفنا إذا قمنا للصلاة، فإذا سَوَّينا كبَّر.
ونصُّ أبي داود يفسر قوله: «ليخالفنَّ الله بين وجوهكم«وهو بمعنى إيقاع العداوة والبغضاء
واختلاف القلوب، كذا قال النووي.
وقيل: يحمل على الحقيقة وهو: المسخُ والتحويلُ لقوله ﷺ: «يجعل الله صورته صورة حمار».
والقِداح: بكسر القاف، هي خشب السهام حين تنحت وتبرى، واحدها قِدح - بكسر القاف، ومعناه يبالغ في تَسْوِيتها حتى تصير كأنما يُقَوِّم بها السهام لشدة استوائها واعتدالها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 568 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

  • 📜 حديث: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب