حديث: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الصف بين السواري

عن عبد الحميد بن محمود قال: صلَّيتُ مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنَّا نتقي هذا على عهد رسول الله ﷺ.

حسن: رواه أبو داود (٦٧٣) واللفظ له، والترمذي (٢٢٩)، والنسائي (٨٢١) كلهم من طريق سفيان، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود فذكر الحديث، ولفظهما: كنَّا مع أنس فصلينا مع أمير من الأمراء، فدفعوا حتى قمنا وصلينا بين الساريتين، فجلس أنس يتأخر وقال:
فذكر كما ذكره أبو داود.

عن عبد الحميد بن محمود قال: صلَّيتُ مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنَّا نتقي هذا على عهد رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن عبد الحميد بن محمود قال: "صلَّيتُ مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنَّا نتقي هذا على عهد رسول الله ﷺ."

1. شرح المفردات:


● دفعنا إلى السواري: أي زَحَمنا الناس حتى ألجَؤونا إلى السواري (الأعمدة في المسجد).
● فتقدمنا وتأخرنا: أي تحركنا بين الصفوف نتقدم أحيانًا ونتأخر أحيانًا بحثًا عن مكان في الصف.
● نتقي هذا: أي نتحاشى هذا الفعل (الزحام والتدافع بين الصفوف) ونبتعد عنه.

2. شرح الحديث:


يُخبر الصحابي الجليل عبد الحميد بن محمود أنه صلى الجمعة مع أنس بن مالك رضي الله عنه (خادم رسول الله ﷺ وصاحبه)، فحصل زحام شديد في المسجد حتى دُفعوا إلى الأعمدة، فاضطروا للتحرك بين الصفوف يتقدمون ويتأخرون ليجدوا مكانًا يصطفون فيه.
فلما رأى أنس بن مالك هذا المشهد، تذكَّر عهد النبي ﷺ فقال: "كنا نتقي هذا على عهد رسول الله ﷺ"، أي أن الصحابة كانوا يحرصون غاية الحرص على تجنب مثل هذا الفعل في زمن النبي ﷺ، وكان نظام الصفوف في صلاتهم مُرتبًا ومنظمًا، لا زحام فيه ولا تدافع، حفاظًا على كمال الصلاة وآدابها.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب تسوية الصفوف وسد الفرج: الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على إقامة الصفوف بشكل مستقيم ومتراص، امتثالاً لأمر النبي ﷺ: "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة" (رواه البخاري ومسلم).
● التأدب في المساجد واجتناب الإيذاء: النهي عن الزحام والتدافع في المساجد، خاصة أثناء الصلاة، لأنه يؤدي إلى الإيذاء وعدم الخشوع وينقص الأجر.
● الحفاظ على هيبة المسجد وقدسيته: المسجد له حرمته وآدابه، فيجب على المصلي أن يدخله بسكينة ووقار، ويجتنب كل ما يخل بالصلاة أو يشوش على المصلين.
● الاقتداء بالسلف الصالح: قول أنس رضي الله عنه يذكرنا بضرورة الاقتداء بهدي النبي ﷺ وصحابته في كل أمورنا، خاصة في العبادات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" وأبو داود في "سننه"، وهو حسن.
- المشهد الذي وصفه أنس بن مالك يدل على أن بعض الآداب قد تُهمل مع مرور الزمن، مما يجعل تذكير الناس بسنة النبي ﷺ وسيرة الصحابة أمرًا ضروريًا.
- يستحب للمصلي أن يبكر إلى الصلاة، خاصة صلاة الجمعة، ليتجنب الزحام ويحصل على مكان مناسب في الصفوف الأولى التي فيها فضل عظيم.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من المحافظين على صلواتهم وآدابها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٧٣) واللفظ له، والترمذي (٢٢٩)، والنسائي (٨٢١) كلهم من طريق سفيان، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود فذكر الحديث، ولفظهما: كنَّا مع أنس فصلينا مع أمير من الأمراء، فدفعوا حتى قمنا وصلينا بين الساريتين، فجلس أنس يتأخر وقال:
فذكر كما ذكره أبو داود.
قال الترمذيّ: «حديث أنس حديث حسن»، وفي رواية: «صحيح» وقد كره قوم من أهل العلم أن يُصَفَّ بين السواري، وبه يقول أحمد وإسحاق، ورخَّص قوم من أهل العلم في ذلك». انتهى.
قال الأعظمي: إسناده حسن، فإن عبد الحميد بن محمود المِغْوَلي من المقلين قال فيه أبو حاتم: شيخ، ووثَّقه النسائي، وبقية رجاله ثقات.
وقد صححه ابن خزيمة (١٥٦٨)، وابن حبان (٢٢١٨)، والحاكم (١/ ٢١٠)، والحافظ في الفتح (١/ ٥٧٨).
وقيل: إن الحكمة في ذلك انقطاع الصف وذلك بالنسبة للجماعة، وأمن المنفرد فلا يكره أن يصلي بين السواري وبوَّب البخاري بقوله: الصلاة بين السواري، في غير جماعة، وأخرج فيه حديث ابن عمر أن النبي ﷺ دخل الكعبة، وصلَّى بين العمودين المقدمين. (رقم الحديث في الفتح ٥٠٤).
وفي رواية: جعل عمودًا عن يساره، وعمودًا عن يمينه، وفي رواية: عمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه. وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلَّى (رقم الحديث في الفتح ٥٠٥).
وأما ما رواه ابن ماجه (١٠٠٢) عن زيد بن أخْزم أبي طالب، قال: حدثنا أبو داود وأبو قتيبة، قالا: حدثنا هارون بن مسلم، عن قتادة، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه، (قُرة بن إياس) قال: «كُنَّا نُنْهى أن نَصُفَّ بين السواري على عهد رسول الله ﷺ، ونُطْردَ عنها طَرْدًا. فهو ضعيف، فإن هارون بن مسلم أبو مسلم البصري قال فيه أبو حاتم والذهبي: مجهول، وجعله الحافظ في درجة «مستور» والحديث في مسند أبي داود (١١٦٩).
وأما ابن حبان فذكر هارون بن مسلم في الثقات (٧/ ٥٨١) على قاعدته.
وأخرج الحديث شيخه ابن خزيمة (١٥٦٧) وعنه هو نفسه في صحيحه (٢٢١٩) من هذا الوجه. وأما أبو قتيبة فهو سَلْم بن قتيبة الشَعيري الخراساني، نزيل البصرة «صدوق» من رجال البخاري كما في التقريب.
قال البزار: «لا نعلم روي هذا الحديث عن قتادة إلا هارون» ذكره الحافظ في ترجمته في التهذيب. قال البيهقي رحمه الله تعالى (٣/ ١٠٤): لأن الإسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف، فإن كان منفردا ولم يجازوا ما بين السارتين لم يكره إن شاء الله تعالى لما رُوينا في الحديث الثابت عن ابن عمر قال: سألت بلالًا أين صلى رسول الله - يعني في الكعبة -. فقال: بين العمودين المقدمين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 575 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله

  • 📜 حديث: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب