حديث: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الصف الأول

عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ يتخلَّلُ الصفَّ من ناحيةٍ إلى ناحيةٍ، يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم».
وكان يقول: «إن الله وملائكتَه يُصلون على الصفوف الأوَل».

صحيح: رواه أبو داود (٦٦٤)، والنسائي (٨١١) كلاهما من طريق أبي الأحوص، عن منصور، عن طلحة بن مُصرِّف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء فذكر الحديث، ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان (٢١٥٧)، ورواه أيضًا ابن ماجه (٩٩٧) من طريق شعبة قال: سمعتُ طلحة بن مُصرف يقول: سمعتُ عبد الرحمن بن عوسجة يقول: سمعت البراء بن عازب إلا أنه لم يذكر الجزء الأول من الحديث.

عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ يتخلَّلُ الصفَّ من ناحيةٍ إلى ناحيةٍ، يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم».
وكان يقول: «إن الله وملائكتَه يُصلون على الصفوف الأوَل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث البراء بن عازب رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحث على إقامة الصلاة بأكمل هيئة وأتم نظام، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● يتخلَّلُ الصفَّ: أي يمشي بين الصفوف ويتفحصها.
● يَمْسَحُ صُدُورَنَا ومَنَاكِبَنَا: يضع يده على صدورنا وكواهنا لتسويتها.
● لا تَخْتَلِفُوا: لا تختلفوا في تسوية الصفوف.
● فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ: فتحصل بينكم الفرقة والاختلاف.
● يُصَلُّونَ: يُثْنون ويُبَرِّكون، وصلاة الملائكة هي الدعاء والاستغفار.
2. شرح الحديث:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأمر الصفوف في الصلاة غاية الاهتمام، فكان لا يكتفي بالأمر بتسويتها، بل كان يفعل ذلك بنفسه الشريفة، فيمشي بين الصفوف ويتفقدها، ويقوم بتسويتها بيده الكريمة، يمسح صدور المصلين ومناكبهم ليعلمهم كيفية الاستواء والاعتدال في الصف.
ثم يرشدهم إلى الحكمة من ذلك فيقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم»، أي لا تختلفوا في الهيئة الظاهرة -وهي تسوية الصفوف- لأن هذا الاختلاف الظاهر يؤدي إلى الاختلاف الباطن، وهو اختلاف القلوب وتفرقها، فكما تستقيم الأبدان يجب أن تستقيم القلوب وتتآلف.
وفي هذا إشارة إلى أن صلاح الظاهر يؤدي إلى صلاح الباطن، وأن الاعتناء بالشكل الظاهري المنضبط يعكس انضباطًا داخليًا ووحدةً بين المسلمين.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم الفضل العظيم للصفوف الأولى فيقول: «إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأولى»، أي أن الله تعالى يثني على أهل الصفوف الأولى ويرحمهم، والملائكة تدعو لهم وتستغفر لهم، وهذا من أعظم الفضائل التي تحث المسلم على المسارعة إلى الصفوف الأولى والمبادرة إليها.
3. الدروس المستفادة:
- وجوب تسوية الصفوف في الصلاة وسد خللها، وهذا من كمال الصلاة.
- أن تسوية الصفوف ليست أمرًا شكليًا فحسب، بل لها أثر على القلوب ووحدتها.
- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه وتفقيههم في الدين حتى في أدق细节 الصلاة.
- فضل الصفوف الأولى وأنها محل البركة وصلاة الله والملائكة.
- الحث على المسابقة إلى الخير والتقدم إلى الصفوف الأولى في الصلاة.
- أن العناية بظاهر العبادة من تمام الإتقان والإحسان فيها.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن تسوية الصفوف سنة مؤكدة بل ذهب بعض العلماء إلى وجوبها.
- الصفوف الأولى لها فضل عظيم، وقد جاء في بعض الأحاديث أن最好的 الصفوف أولها وآخرها شرها، أي أن الصف الأول هو الأفضل ثم الذي يليه، وهكذا.
- ينبغي للإمام أن يتفقد الصفوف ويأمر بتسويتها كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على إقامة الصلاة على الوجه الذي يرضيه، وأن يجعلنا من المحافظين على سنن نبيه والمقتفين أثره.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٦٤)، والنسائي (٨١١) كلاهما من طريق أبي الأحوص، عن منصور، عن طلحة بن مُصرِّف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء فذكر الحديث، ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان (٢١٥٧)، ورواه أيضًا ابن ماجه (٩٩٧) من طريق شعبة قال: سمعتُ طلحة بن مُصرف يقول: سمعتُ عبد الرحمن بن عوسجة يقول: سمعت البراء بن عازب إلا أنه لم يذكر الجزء الأول من الحديث.
ولذلك جعله البوصيري من الزوائد، وقال: «إسناده صحيح ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: والحديث ليس على شرط الزوائد إلا أنه صحيح كما قال، وصححه أيضًا ابن خزيمة (١٥٥٦) فرواه من طريق جرير، عن منصور به مثله.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة (١/ ٣٥١) عن أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن عبيد الله، عن طلحة به ولفظه: «أقيموا صفوفكم، لا يتخللكم الشياطين أولاد الحذف». قيل يا رسول الله! وما أولاد الحذف؟ قال: «ضأن سود جرد تكون بأرض اليمن».
ورواه الإمام في مسنده (١٨٥١٨) عن عفان، ثنا شعبة قال: طلحة أخبرني به وزاد في أول الحديث.
من منح مِنْحَةَ ورقٍ - أو منح ورقًا - أو هَدَى زُقَاقًا، أو سقى لبنًا، كان له عِدْلُ رقبةٍ، أو نسمَةٍ. ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير - عشر مرات - كان له كعدلِ رقبةٍ أو نسمةٍ».
ورواه البغويّ في «شرح السنة» (٣/ ٣٧٢) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن طلحة به وزاد فيه: «زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم، ومن منح منيحة لبنٍ، أو هدي زُقاقًا كان له صدقة». وهذه الروايات كلّها صحيحة.
وأما ما روي عن قتادة، عن أبي إسحاق الكوفي، عن البراء بن عازب أن نبي الله ﷺ قال: «إن الله وملائكته يُصَلُّون على الصفِّ المقدم، والمؤذِّن يُغْفَر له مدَّ صوته، ويصدقه من سمعه من رطْبٍ ويابسٍ، وله مثلُ أجر منْ صلَّى معه» فهو منقطع، وظاهره متَّصل.
ولذا اغتر به المنذري فقال: «إسناده جيد». «الترغيب والترهيب» (١/ ١٤٠). ونقل الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٠٥) تصحيحه عن ابن السّكن.
رواه النسائي (٢/ ١٣)، والإمام أحمد (١٨٥٠٦) كلاهما من حديث معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة فذكر مثله.
وقتادة: وهو ابن دعامة، مدلس، وقد عنعن، وفي سماعه من أبي إسحاق نظر. نقل العلائي في «جامع التحصيل» (ص ٢٥٦) عن البرديجي أنه قال: حدَّث عن أبي إسحاق، ولا أدري أسمع منه أم لا؟ والذي يقر في القلب أنه لم يسمع منه».
ورواه ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٤٢٦) قال: ثنا ابن صاعد، ثنا بندار وبشر بن آدم قالا: ثنا معاذ بن هشام به ثم قال: «هكذا رواه قتادة من رواية معاذ بن هشام عنه، عن أبيه عنه فقال: عن أبي إسحاق، عن البراء، وأسقط بين أبي إسحاق والبراء اثنين، فإن أصحاب أبي إسحاق رووه عن أبي إسحاق عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء».
قال الأعظمي: ومن أصحاب أبي إسحاق ابنه يوسف رواه عن أبيه أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف قال: سمعت عبد الرحمن بن عوسجة به، رواه الترمذي (١٩٥٧) ثنا أبو كريب، ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق إلا أنه اكتفى بلفظ «من منح منيحة لبنٍ أو ورق، أو هدي زقاقًا كان له مثل عتق رقبة».
وقال: حسن صحيح غريب من حديث أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي منصور بن المعتمر وشعبة، عن طلحة بن مصرف هذا الحديث. انتهى.
قوله: «زُقاقًا» بالضم، الطريق. يريد به دلَّ الضال، أو الأعمى على طريقه.
وقوله: «زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم» قيل: معناه: زَيِّنُوا أصواتكم بالقرآن، وهو من باب المقلوب كقولهم: عرضتُ الناقة على الحوض - أي عرضت الحوض على الناقة، أفاده البغوي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 556 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

  • 📜 حديث: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب