ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

حديث: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

عن جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسولُ الله ﷺ فقال: «ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمُسٍ؟ اسكنُوا في الصلاة». قال: ثم خرج علينا فرآنا حِلَقًا فقال: «ما لي أراكم عِزين؟» قال: ثم خرج علينا فقال: «ألا تصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟» فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصفُّ الملائكة عند ربِّها؟ قال: «يُتِمُّون الصَّفوفَ الأُولَ، ويتراصُّون في الصفّ».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٣٠) من حديث الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:

1. شرح المفردات:

● رافعي أيديكم: أي ترفعونها في الصلاة بغير موضع الرفع المشروع.
● كأنها أذناب خيل شُمس: الخيل الشُمس هي النافرة العصبية التي لا تُمسك بسهولة، وأذنابها تكون مرفوعة ومضطربة. شبه رفعهم لأيديهم في الصلاة بغير موضعه باضطراب أذناب هذه الخيل.
● اسكنوا في الصلاة: أي اهدؤوا واطمئنوا فيها، ولا تتحركوا بلا حاجة.
● حِلَقًا: جمع حلقة، أي مجتمعين في جماعات متفرقة كالحلق.
● عِزين: جمع عِزّة، وهي الجماعة المتفرقة المنعزلة عن غيرها.
● يُتِمُّون الصفوف الأولى: يبدؤون بإكمال الصف الأول فالأول، ولا يتركون فرجات فيه.
● يتراصُّون: يلتصق بعضهم ببعض في الصف، فلا يكون بينهم فراغ.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث العظيم يرويه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه، وفيه يبين لنا النبي ﷺ ثلاثة أخطاء كان يراها في صلاة الصحابة ويصححها لهم بأسلوب تربوي رفيع.
الخطأ الأول: رفع الأيدي في الصلاة بغير موضعه:
خرج النبي ﷺ على أصحابه فرأهم يرفعون أيديهم في الصلاة في غير مواضع الرفع المشروعة (وهي عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول)، فشبه هذا الرفع المضطرب بذيل الفرس النافر الذي لا يستقر، وأمرهم بالسكون والطمأنينة في الصلاة، لأنها من أهم أركانها.
الخطأ الثاني: التفرق في الصفوف:
ثم خرج عليهم مرة أخرى فرأهم مجتمعين في جماعات متفرقة وحلق منعزلة، فأنكر عليهم هذا التفرق، لأن جماعة المسلمين يجب أن تكون كالجسد الواحد، متماسكة في صفها.
الخطأ الثالث: عدم إتمام الصفوف الأولي وعدم التراص:
ثم خرج عليهم第三次 فنهاهم عن التفرق مرة أخرى، ولكن هذه المرة قدم لهم البديل الأمثل، وهو الاقتداء بصف الملائكة عند ربهم، فلما سألوه عن كيفية صفهم، بين لهم أن الملائكة:
● يُتِمُّون الصفوف الأولى: أي يبدؤون بإكمال الصف الأول ثم الذي يليه، فلا يصفون في الثاني حتى يكمل الأول، وهذا أدب جماعي عظيم.
● ويتراصُّون في الصف: أي يلتصقون في الصف فلا يكون بينهم فراغ، مما يعطي قوة ومنعة ووحدة للصف.

3. الدروس المستفادة منه:

1- وجوب السكون والطمأنينة في الصلاة: والرفع فيها只在 المواضع التي شرعها النبي ﷺ.
2- تحريم رفع الأيدي في الصلاة بغير المواضع المحددة: لأنه يشبه فعل الخيل النافرة.
3- وجوب تسوية الصفوف وإكمال الأول فالأول: وعدم التقدم إلى الصف الثاني قبل اكتمال الأول.
4- وجوب التراص في الصفوف وسد الفرجات: لأن الفرجة مدخل للشيطان.
5- الاقتداء بالملائكة في نظامهم وطاعتهم: فهم المثل الأعلى في التنظيم والطاعة.
6- الأسلوب النبوي في التعليم: بالنقد البناء، وتصوير الخطأ بصورة محسوسة، ثم تقديم البديل الصحيح.
7- وحدة الأمة وتماسكها: المتجلي في صف الصلاة، فهو صورة مصغرة عن تماسك الأمة وقوتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الصلاة.
- يستفاد منه أن تسوية الصفوف من كمال الصلاة، وقد قال ﷺ: «سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة» (متفق عليه).
- التراص في الصف من أسباب الرحمة، كما في الحديث: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول» والصف الأول هو أكملها نظامًا وتراصًا.
- ينبغي للإمام أن يأمر بمثل هذه الآداب، وأن يعلم الناس كيفية الصف، كما كان يفعل النبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة على أكمل وجه، ويتمون صفوفهم كما تصف الملائكة عند ربها، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٣٠) من حديث الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، فذكر مثله.
ورواه أصحاب السنن من هذا الوجه الجزء الأخير من الحديث.
وقوله: «شُمس» جمع شموس. مثل رسول ورسل، وهي التي لا تستقر، بل تضرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.
وقوله: «حِلقًا» بكسر الحاء وفتحها لغتان، جمع حلْقة بإسكان اللام.
وقوله: «ما لي أراكم عزين أي متفرقين جماعة جماعة، وواحدها عِزَة.
وفيه النهي عن التفرق، والأمرُ بالاجتماع.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 570 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

📜 حديث: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية