حديث: إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضل الصف الأول
يجلس في المسجد ينتظر الصلاة الأخرى إلا الملك يقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، فإذا قمتم إلى الصلاة فأعدلوا صفوفكم وأقيموا، وسدوا الفرج، فإني أراكم من وراء ظهري، فإذا قال إمامكم: الله أكبر، فقولوا: الله أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإن خير الصفوف المقدم، وشرّها المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشرها المقدم. يا معشر النساء! إذا سجد الرجالُ فاخْفِضْنَ أبصاركنَّ، لا ترين عورات الرجال من ضيق الأزر».
حسن: رواه أبو يعلى «المقصد العلي،» (برقم ٢٥٥) حدّثنا زهير، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم جامع لفضائل عبادات متنوعة، رواه الإمام مسلم في صحيحه. وإليك الشرح الوافي له:
أولاً. شرح المفردات:
● إسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله، بإيصال الماء إلى جميع الأعضاء الواجب غسلها، مع تعميمها بالماء والمبالغة في ذلك.
● في المكاره: أي في أوقات الشدة، كالبرد الشديد، أو المرض، أو التعب.
● كثرة الخطى: الإكثار من المشي إلى المساجد.
● انتظار الصلاة بعد الصلاة: الجلوس في المسجد بعد انتهاء صلاة، منتظرًا إقامة الصلاة التالية.
● أعدلوا صفوفكم: قوموا صفوفكم وسووها.
● سدوا الفرج: املأوا الفجوات والفراغات بين المصلين.
● خير الصفوف المقدم: أفضل الصفوف هو الأول.
● شرها المؤخر: أسوأ الصفوف هو الأخير.
● من ضيق الأزر: من ضيق الثياب والإزار.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بسؤال نبوي تحفيزي، حيث يسأل النبي ﷺ أصحابه سؤالاً يدعو للانتباه والرغبة في معرفة الجواب: «ألا أدلكم على شيء يكفر الله به الخطايا، ويزيد في الحسنات؟».
ثم يذكر ﷺ ثلاثة أعمال عظيمة لها هذا الأجر الكبير:
1- إسباغ الوضوء في المكاره: وهو تحمل مشقة الوضوء وكماله في الأوقات الصعبة، مثل شدة البرد، أو وجود جرح، أو تعب. وهذا يدل على قوة الإيمان والصبر على طاعة الله.
2- كثرة الخطى إلى المساجد: والإكثار من المشي إلى المساجد يدل على حرص العبد على الصلاة مع الجماعة، وكل خطوة تمحى بها خطيئة وترفع بها درجة.
3- انتظار الصلاة بعد الصلاة: وهو أن يجلس المسلم في المسجد بعد انتهاء صلاة، يذكر الله أو يقرأ القرآن، منتظرًا إقامة الصلاة التالية. وهذا دليل على حب المسجد وملازمة ذكر الله.
ثم يبين ﷺ الفضل العظيم لمن يجلس منتظرًا الصلاة، بأن الملائكة تدعو له وتستغفر له طوال فترة انتظاره: «اللهم اغفر له، اللهم ارحمه».
بعد ذلك، ينتقل الحديث إلى آداب الصلاة في الجماعة:
* إقامة الصفوف وتسويتها: بأمره ﷺ بتعديل الصفوف وسد الفرجات، لأن ذلك من كمال الصلاة.
* متابعة الإمام: في التكبير والركوع والقيام، وعدم التقدم عليه.
* بيان أفضلية الصفوف: حيث أن أول الصفوف هو الأفضل، وآخرها هو الأقل فضلاً. أما صفوف النساء، فخيرها المؤخر وشرها المقدم، لحماية النساء من الاختلاط ورؤية عورات الرجال.
* توجيه خاص للنساء: بأمرهن بخفض أبصارهن أثناء سجود الرجال، حتى لا يرين عوراتهم بسبب ضيق ملابسهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- سعة رحمة الله: حيث جعل تكفير الخطايا وزيادة الحسنات في أعمال يسيرة يحسن فيها المسلم إيمانه وصبره.
2- فضل الصبر على الطاعة: فتحمل المشقة في الوضوء والصلاة يضاعف الأجر.
3- الحث على ملازمة المساجد: والجلوس فيها لانتظار الصلوات، فهي بيوت الله وأحب البقاع إليه.
4- أهمية النظام والترتيب في الصلاة: فإقامة الصفوف وتسويتها من كمال الصلاة وهيئة الجماعة.
5- وجوب متابعة الإمام: وعدم سبقه أو التأخر عنه، لما في ذلك من إفساد للصلاة.
6- الحرص على الحشمة والستر: خاصة في الصلاة، والتوجيهات الخاصة بالنساء للحفاظ على الآداب العامة ومنع الفتنة.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث يجمع بين أبواب الطهارة والصلاة والآداب، مما يدل على شمولية التوجيه النبوي.
* انتظار الصلاة بعد الصلاة من أسباب مغفرة الذنوب ودخول الجنة، كما في حديث: «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟... إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».
* تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وقد كان السلف الصالح يهتمون بها اهتمامًا عظيمًا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، والمكثرين من الحسنات، والمجتنبين للسيئات.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن لأجل عبد الله بن محمد بن عقيل.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 553 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 528 رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون...
- 529 خرج بين رجلين، أحدهما العباس، لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي...
- 530 لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض
- 531 لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف
- 532 لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا...
- 533 لا تُبادروني بالقيام في الصلاة والركوع والسجود
- 534 من رفع رأسه قبل الإمام جعل الله رأسه رأس حمار
- 535 أفي القوم أبي بن كعب؟
- 536 هلا أذكرتنيها
- 537 ما منعك أن تصلي معنا
- 538 لِيَليني منكم أُولو الأحلام والنُهى
- 539 المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه
- 540 عهد من النبي إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال...
- 541 صلاة النبي ﷺ بابن عباس عن يساره فأقامه عن يمينه
- 542 مسح النبي ﷺ على الخفين وصلى.
- 543 عن يسار رسول الله فأخذ بيدي فأدارني خلفه
- 544 وضع اليدين على الركبتين في الركوع
- 545 صلى النبي باليتيم والعجوز وراءه
- 546 صلى النبي ﷺ بأنس وأمه وخالته
- 547 صلاة ابن عباس إلى جنب النبي ﷺ وعائشة خلفهما.
- 548 صلاة النبي ﷺ وصف الرجال والغلمان
- 549 ما في النداء والصف الأول
- 550 خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها
- 551 لو تعلمون ما في الصف المقدّم لكانت قرعة
- 552 تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم
- 553 إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
- 554 خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها
- 555 صلاة الملائكة على الصف الأول في الصلاة
- 556 لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
- 557 كان رسول الله يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة
- 558 الصلاة على الصف الأول في الصلاة
- 559 الصف الأول يصلي عليه الله والملائكة
- 560 يتأخرون عن الصف الأول فيؤخرهم الله في النار
- 561 تسوية الصفوف من إقامة الصلاة
- 562 أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري
- 563 لا تُقِيمونَ الصفوفَ
- 564 استووا استووا استووا فوالذي نفسي بيده
- 565 رُصُّوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق
- 566 أتِمُّوا الصَفَّ المقدّم ثم الذي يليه
- 567 إقامة الصف في الصلاة من حسن الصلاة
- 568 لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم
- 569 استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم
- 570 ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس
- 571 من وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله
- 572 المصلون الذين يصلون الصفوف يصلي الله عليهم وملائكته
- 573 إقامة الصف من تمام الصلاة
- 574 كان النبي ﷺ يسوي مناكبنا في الصلاة
- 575 كنا نتقي هذا على عهد رسول الله
- 576 صلاة من صلى خلف الصف وحده
- 577 لا صلاة للذي خلف الصف
معلومات عن حديث: إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
📜 حديث: إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








