حديث: فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ ّ

عن أبيّ بن كعب قال: صلى بنا رسولُ الله ﷺ يومًا الصبح فقال: «أشاهد فلان»؟ قالوا: لا، قال: «أشاهد فلان؟» قالوا: لا، قال: «إن هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوًا على الركب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتُم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثُر فهو أحبُّ إلى الله تعالى».

حسن: رواه أبو داود (٥٥٤) عن حفص بن عمر، والنسائي (٨٤٤) عن خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب، هكذا في سند أبي داود، وفي سند النسائي: عن شعبة، عن أبي إسحاق أنه أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه - قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه، ومن أبيه - قال: سمعت أبي بن كعب فذكره.

عن أبيّ بن كعب قال: صلى بنا رسولُ الله ﷺ يومًا الصبح فقال: «أشاهد فلان»؟ قالوا: لا، قال: «أشاهد فلان؟» قالوا: لا، قال: «إن هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوًا على الركب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتُم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثُر فهو أحبُّ إلى الله تعالى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث فضل الصلاة في الجماعة وفضل الصف الأول، رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم، وهو حسن.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أشاهد فلان؟: أي هل حضر فلان للصلاة؟ يسأل عن غياب بعض الصحابة.
● حبوًا على الركب: أي زحفًا على الأيدي والركب، مما يدل على شدة الحرص والمشقة.
● أزكى: أطهر وأنقى وأفضل ثوابًا.
● ابتدرتموه: أي تسابقتم إليه بسرعة وشدة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالصحابة صلاة الصبح، وسأل عن غياب شخصين معينين، مما يدل على حرصه على حضور الجماعة واهتمامه بأمر المسلمين. ثم بين عليه الصلاة والسلام أن صلاتي الفجر والعشاء هما أشد الصلوات ثقلاً على المنافقين؛ لأن وقتهما يكون في ظلمة الليل وبرودة الجو، مما يتطلب جهدًا للخروج إلى المسجد، والمنافقون يثقل عليما فعل الخير.
ثم حضّ النبي على الحرص على هاتين الصلاتين، وبيّن عظم فضلهما، حتى أن المسلم لو لم يستطع المشي إليهما لزحف على ركبتيه ليحضرها، وهذا من باب المبالغة في بيان الفضل والحث على عدم التفريط فيهما.
ثم انتقل إلى فضل الصف الأول، وشبّهه بصف الملائكة في النظام والطاعة والبركة، وحث على المسارعة إليه لشدة فضله.
وأخيرًا، بين فضل الصلاة في الجماعة، وأنها أفضل من الصلاة منفردًا، وكلما كثر عدد المصلين كان أفضل وأحب إلى الله تعالى، لما في ذلك من تعاون على البر والتقوى وإظهار شعائر الإسلام.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب المحافظة على صلاة الجماعة: خاصة صلاتي الفجر والعشاء لشدة فضلهما.
2- الحرص على الصف الأول: لما فيه من الأجر العظيم والاقتداء بالملائكة.
3- تفاضل الجماعة في الصلاة: فالصلاة مع الجماعة أفضل من الصلاة منفردًا، وكلما زاد العدد زاد الأجر.
4- بيان حال المنافقين: الذين يثقل عليهم فعل الطاعات، خاصة ما كان فيه مشقة.
5- الحث على المسارعة إلى الخيرات: كالحرص على الصلوات والصفوف الأولى.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الصلاة في الجماعة فرض كفاية على الأقل عند بعض العلماء، وأنها من أعظم شعائر الإسلام.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الصلوات الخمس في المسجد، خاصة الفجر والعشاء، وأن يتسابق للصف الأول طلبًا للأجر والفضيلة.
- كما ينبغي للأئمة والمسؤولين الاهتمام بأمر الجماعة، والسؤال عن الغائبين، ونصحهم وتذكيرهم.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٥٤) عن حفص بن عمر، والنسائي (٨٤٤) عن خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب، هكذا في سند أبي داود، وفي سند النسائي: عن شعبة، عن أبي إسحاق أنه أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه - قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه، ومن أبيه - قال: سمعت أبي بن كعب فذكره.
وعبد الله بن أبي بصير العبدي وثَّقه العجلي وابن حبان.
وأما أبوه، وهو أبو بصير فلم يُوثقه غير ابن حبان، ولذا جعله الحافظ في درجة «مقبول» أي: إذا توبع، على أن الإسناد ثابت بدون واسطته، فقد رواه أيضًا أحمد (٢١٢٦٥) وابن حبان (٢٠٥٦) والحاكم في المستدرك (١/ ٢٤٧) كلهم من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيّ بن كعب به مثله.
قال الحاكم: «وقد حكم أئمة الحديث: يحيى بن معين وعلي بن المديني ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم لهذا الحديث بالصحة».
وأبو إسحاق مدلس، ولكنَّه صرح بالتحديث كما أن شعبة روى عنه وهو القائل: كفيتكم تدليس ثلاثة، منهم أبو إسحاق، كما أنَّه صرح بالسماع عند أحمد وابن خزيمة (١٤٧٦ - ١٤٧٧).
ورواه ابن ماجة (٧٩٠) مختصرًا عن محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: «صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرّجل وحده أربعًا وعشرين، أو خمسًا وعشرين درجة».
وفي الباب حديث قُباث بن أَشْيم الليثي: رواه إسحاق بن راهويه، ثنا عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن يونس بن سيف، عن عبد الرحمن بن زياد، عن قباث بن أَشْيم الليثي، عن رسول الله ﷺ قال: الصلاة الرجلين يؤمُّ أحدُهما صاحبَه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى، وصلاة أربعة
يؤمُّهم أحدُهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمُّ أحدُهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى».
رواه الطبراني في الكبير (١٩/ ٣٦) عن موسى بن هارون، عن إسحاق بن راهويه به.
ورواه أيضًا البخاري في «التاريخ الكبير» (٤/ ١٩٢ - ١٩٣) والبزار «كشف الأستار» (٤٦١)، والحاكم (٣/ ٦٢٥)، والبيهقي (٣/ ٦١) كلهم من طرق عن يونس بن سيف به مثله.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢١٤٢): رواه البزار والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني موثقون.
قال الأعظمي: فيه عبد الرحمن بن زياد «مقبول» وحيث لم أجد من تابعه فهو «ليَّن الحديث» ولكن اصطلح الهيثمي أن يقول في مثله: رجاله موثقون، اعتمادا على توثيق ابن حبان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 588 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول

  • 📜 حديث: فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب