حديث: من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في فضيلة أربعين صلاة في جماعة

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى أربعين يومًا في جماعة، يُدرك التكبيرةَ الأولى كتبتْ له براءتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق». ولم يثبت في هذا الباب شيءٌ، وأما هذا لحديث فهو مختلف في رفعه ووقفه.

حسن: رواه الترمذي (٢٤١) من طريق سلْم بن قتيبة، عن طُعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس مرفوعًا.

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى أربعين يومًا في جماعة، يُدرك التكبيرةَ الأولى كتبتْ له براءتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق». ولم يثبت في هذا الباب شيءٌ، وأما هذا لحديث فهو مختلف في رفعه ووقفه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
أولاً: توثيق الحديث وبيان حاله:
الحديث الذي ذكر: «من صلَّى أربعين يومًا في جماعة، يُدرك التكبيرةَ الأولى كتبتْ له براءتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق» رواه الترمذي في جامعه.
ملاحظة مهمة حول صحة الحديث:
كما أشرت في سؤالك، فإن هذا الحديث مختلف في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (أي أن النبي هو الذي قاله) ووقفه على أنس بن مالك (أي أن أنساً هو الذي قاله من نفسه). وقد ضعفه كثير من أهل العلم، منهم الإمام الترمذي نفسه حيث قال بعد روايته: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، كما ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع".
لذلك، فإنه لا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقيناً لضعف سنده، ولكن يمكن الاستئناس بمعناه العام الذي يدعو إلى المحافظة على صلاة الجماعة وإدراك التكبيرة الأولى.

ثانياً: شرح الحديث (على سبيل الاستئناس بمعناه العام):
1- شرح المفردات:
* أربعين يومًا في جماعة: أي حافظ على أداء الصلوات المفروضة مع جماعة المسلمين في المسجد لمدة أربعين يوماً متتالية.
* يُدرك التكبيرة الأولى: أي يحضر الصلاة مع الإمام من أولها، فيسمع التكبيرة الأولى (تكبيرة الإحرام) أو على الأقل يدرك ركعة كاملة مع الإمام (وهو قول آخر في تفسير "إدراك التكبيرة الأولى").
* بَراءتان: (مفردها: براءة) أي عهدان أو وثيقتان أو تكفلان بالأمان.
* براءة من النار: أي أمان وعصمة من عذاب النار.
* براءة من النفاق: أي أمان ونجاة من صفة النفاق، وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر.
2- شرح المعنى العام (بافتراض صحة الحديث):
الحديث يبين فضل المحافظة على صلاة الجماعة وإدراكها من أولها. ومن يداوم على هذا الفعل العظيم (أربعين يوماً) فإن هذا دليل على قوة إيمانه وحرصه على الطاعة، واستجابة لنداء الله، فيستحق بفضل الله وكرمه أن يُكتب له أمان من عذاب النار، وأمان من أن يخالط قلبه نفاقاً، لأن المواظبة على الجماعة من علامات الإيمان الصادق.

ثالثاً: الدروس المستفادة والفؤائد (من المعنى العام للحديث):
1- الحث على صلاة الجماعة: يؤكد المعنى العام للحديث على المكانة العظيمة لصلاة الجماعة في المسجد، وأنها من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة.
2- الحرص على التكبيرة الأولى: الحضور مبكراً لإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام له فضل عظيم، وهو دليل على شوق المسلم للصلاة وحرصه عليها.
3- المواظبة والاستمرارية: فضل الله عظيم على من يداوم على الطاعة، والمواظبة لمدة (كالأربعين يوماً) قد تكون سبباً في نيل بركات ووعود عظيمة.
4- صلاة الجماعة من مكفرات الذنوب: المحافظة على الصلوات في جماعة من أسباب تكفير السيئات ورفع الدرجات.
5- النجاة من النفاق: من داوم على صلاة الجماعة كان بعيداً عن صفات المنافقين، الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر».

رابعاً: تنبيه مهم:
بما أن الحديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز:
* نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
* الاعتقاد بأن هذه الفضيلة المحددة (براءتان) قد وعد بها النبي صلى الله عليه وسلم جزماً.
ولكن يبقى أصل فضل صلاة الجماعة والإتيان إليها مبكراً ثابتاً بأدلة صحيحة كثيرة، منها:
* قوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى لله أربعين يوماً في جماعة لا يفوته التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق». [ضعيف كما بينا]
* وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: «...ومن مشى إلى صلاة مكتوبة في جماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع في جماعة فهي كعمرة تامة...». [صححه الألباني]
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «...ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه...». (أي التبكير إلى الصلاة) [متفق عليه].
الخاتمة:
الحديث ضعيف لا يثبت، ولكن المعنى العام الذي يشجع على المحافظة على صلاة الجماعة وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام معنى صحيح، وله فضل عظيم ثابت بنصوص أخرى.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٤١) من طريق سلْم بن قتيبة، عن طُعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس مرفوعًا. قال الترمذي: «وقد رُوي هذا الحديث عن أنس موقوفًا، ولا أعلم أحدًا رفعه إلا ما روي سلم بن قتيبة، عن طُعمة بن عمر [عن حبيب بن أبي ثابت] عن أنس، وإنما يُروى هذا الحديث عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس قوله». انتهى.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حبيب هذا من هو؟ فقال: «لا أدري». «العلل» (٣٨٧).
وكذلك ما روي عن أنس مرفوعًا: «من صلى في مسجدي أربعين صلاةً، لا يفوتُه صلاةٌ كُتِبَتُ له براءةٌ من النار، ونجاةٌ من العذاب، وبرئَ من النفاق» رواه الإمام أحمد (١٢٥٨٣)، والطبراني في الأوسط (٥٤٤٠) وفيه نبيط بن عمرو لم يوثِّقه غير ابن حبان.
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: «ضعيف عند أهل التّحقيق فلا يعتمد عليه».
فتاواه (١٦/ ٤٠٦). وانظر للمزيد: «المنة الكبرى» (٤/ ٤١٧ - ٤٢٠).
وخلاصة القول في هذا أن بعض العلماء جوزوا العمل بالحديث الضعيف الذي فيه ضعف بسير إذا كان يندرج تحت أصل ثابت فقالوا: لا بأس للحاج الذي قصد الصلاة في مسجد النبي ﷺ أن يواظب على أداء أربعين صلاة فيه، لأنه مأمور بأداء الصلاة بالجماعة حيث ما كان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 590 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى

  • 📜 حديث: من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب