حديث: من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في وجوب صلاة الجماعة والتشديد في تركها بغير عذر

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «والذي نفسي بيده! لقد هممتُ أن آمر بحطَبٍ فيُحطَبَ، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمرَ رجلًا فيؤُمَّ الناس، ثم أخالفَ إلى رجال، فأحرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده! لو يعلم أحدكم أنه يجد عظْمًا سَمِينًا، أو مِرماتين حسنتين لشهد العشاء».

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الجماعة (٣) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «والذي نفسي بيده! لقد هممتُ أن آمر بحطَبٍ فيُحطَبَ، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمرَ رجلًا فيؤُمَّ الناس، ثم أخالفَ إلى رجال، فأحرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده! لو يعلم أحدكم أنه يجد عظْمًا سَمِينًا، أو مِرماتين حسنتين لشهد العشاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الترغيب في الصلاة، وخاصة صلاة العشاء في الجماعة، وهو صادر عن أشرف الخلق وأحبهم إلى الله ﷺ، يحث فيه أمته على عدم التهاون في أداء هذه الفريضة مع الجماعة.

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ».
رواه البخاري (644) ومسلم (651).


أولاً. شرح المفردات:


● هَمَمْتُ: أي عزمت وقصدت وأردت تنفيذ هذا الأمر.
● حَطَبٍ: هو الحطب الذي يُشعل به النار.
● فَيُحْطَبَ: أي يُجمع ويُحضر.
● يُؤَذَّنَ لَهَا: يُنادى للصلاة بالأذان.
● فَيُؤُمَّ النَّاسَ: أي يصلي إمامًا بالناس.
● أُخَالِفَ: أتجه وأذهب خفية.
● فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ: أي أشعل النار في بيوتهم بسبب تخلفهم عن الصلاة.
● عَظْمًا سَمِينًا: عظمًا عليه بقية لحم.
● مِرْمَاتَيْنِ: (بكسر الميم) والمِرْمَاة: هي ما يُرمى به، والمراد هنا عَظْمٌ ليس عليه لحم، وقيل هي الحوافِرُ والأظلاف.
● حَسَنَتَيْنِ: جيدتين.
● لَشَهِدَ الْعِشَاءَ: لحضر صلاة العشاء في الجماعة.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن شدة غضبه وتألمه من تخلف بعض المنافقين أو المتكاسلين عن صلاة الجماعة، وخاصة صلاة العشاء التي يتكاسل عنها الكثيرون بسبب ظلمة الليل ووقت الراحة.
فقد همَّ ﷺ -وهو أشد الناس رحمة وشفقة- أن يأمر بجمع الحطب، ثم يؤذن للصلاة، ويُقام لها ويصلي أحد الصحابة بالناس إمامًا، ثم يذهب هو بنفسه إلى بيوت المتخلفين الذين ليس لهم عذر شرعي، فيشعل النار فيها عليهم عقابًا لهم على تفويت هذه الصلاة العظيمة.
ثم أكد ﷺ على عظم الأجر المترتب على حضور صلاة العشاء في الجماعة، فقال: لو أن أحدكم يعلم أن في المسجد ما يستحق أن يتحرّك لأجله، ولو كان مجرد عظم ليس عليه لحم، أو قطعة صغيرة لا قيمة لها، لحضر الصلاة لأجلها، فكيف وهو يعلم أن في المسجد رضا الله تعالى والأجر العظيم والفضل الجزيل؟!
● ملاحظة مهمة: همَّ النبي ﷺ بهذا الفعل (إحراق البيوت) بيانًا لشدة خطر التخلف عن الصلاة، ولكنه لم ينفذه رحمةً من الله تعالى بأمته، ولأن الشريعة قد حددت عقوبة تارك الصلاة بغير عذر، وهي القتل بعد الاستتابة إذا أصر على الترك، وليس حرق البيت. ففعل النبي ﷺ كان للزجر والوعيد الشديد، وليس تشريعًا لعقوبة جديدة.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم شأن صلاة الجماعة:يبيّن الحديث الأهمية البالغة للصلاة في جماعة، إلى درجة أن تركها دون عذر شرعي يُعتبر من الكبائر التي استحقت هذا الوعيد الشديد من النبي ﷺ.
2- خصوصية صلاة العشاء: فيها تأكيد على الاهتمام بصلاة العشاء في الجماعة، لأنها أخفى الصلوات وأكثرها عرضة للترك بسبب الوقت.
3- بيان خطر التهاون في الصلاة: التخلف عن الصلاة في الجماعة من علامات النفاق، كما في الأحاديث الأخرى، وهذا الوعيد الشديد يبين خطورة الاستهانة بهذا الأمر.
4- حكمة النبي ﷺ في التربية: استخدام أسلوب التخويف والوعيد الشديد لردع الناس عن المعصية، مع عدم تنفيذ العقوبة القاسية التي هم بها، مما يجمع بين تحقيق الزجر والرحمة.
5- الحث على الحرص على الأجر: لو كان الإنسان يعلم مقدار الأجر والثواب الذي يناله في صلاة الجماعة، لما تخلّف عنها даже لو كان في أمر دنيوي بسيط (كالعظم السمين)، فكيف وهو يعلم أن فيها رضا الله وجنته؟
6- أن الهمَّ لا يلزم وقوعه: هم النبي ﷺ بأمر ثم لم يفعله، مما يدل على أن مجرد الهم بالشيء ليس حرامًا إذا لم يترتب عليه فعل، خاصة إذا كان للزجر والوعيد.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أشد الأحاديث وعيداً لتارك الجماعة، وهو خاص بمن يتخلف عنها تكاسلاً مع إقراره بفرضيتها.
- يستث
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الجماعة (٣) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره. ورواه البخاري في الأذان (٦٤٤) عن عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك به.
ورواه مسلم في المساجد (٦٥١) عن عمرو الناقد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد به وزاد في أول الحديث: «أن رسول الله ﷺ فقد ناسًا في بعض الصلوات»، فقال: فذكر الحديث.
ولم يذكر: المرماتين.
والمرماة: ما بين ظِلْفَي الشاة. قال أبو عبيد: لا أدري ما وجهُه، إِلَّا أنه هكذا يُفسر. وقال ابن الأعرابي: المِرماة: السهم الذي يُرمي به «شرح السنة» (٣/ ٣٤٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 591 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة

  • 📜 حديث: من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب