حديث: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في وجوب صلاة الجماعة والتشديد في تركها بغير عذر
صحيح: أخرجه مسلم في المساجد (٦٥٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا الفضل بن دُكين، عن أبي العُميس، عن عليّ بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو يحمل في طياته تأكيدًا على أهمية المحافظة على الصلوات في الجماعة في المساجد، وبيانًا لفضلها العظيم، وتحذيرًا من التهاون فيها. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:
1. شرح المفردات:
● يُلقى الله غدًا مسلمًا: أي يموت على الإسلام ويقابله الله تعالى وهو راض عنه.
● حيث يُنادى بهن: أي في أوقات الأذان للصلوات الخمس في المساجد.
● سُنن الهدى: السنن بمعنى الطرق والشرائع المتبعة التي تؤدي إلى الهداية.
● المتخلف: الذي يتخلف عن صلاة الجماعة ويصلي في بيته.
● يُحسن الطهور: أي يتم الوضوء أو الغسل على الوجه الكامل المشروع.
● يُؤتى به يهادى بين الرجلين: أي يُسند ويُساعد بالمشاية بين رجلين due to weakness or illness.
2. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بتوجيه تحفيزي للمسلم: "من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا" – أي من أراد أن يموت على الإسلام ويقابل الله وهو راض عنه – فعليه أن يحافظ على الصلوات الخمس في المساجد مع الجماعة عند سماع الأذان. وهذا يشير إلى أن المحافظة على صلاة الجماعة من علامات الإيمان والقبول.
ثم يبين عبد الله بن مسعود أن هذه الصلوات في الجماعة هي من "سنن الهدى" التي شرعها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، أي أنها من الطرق الواضحة التي تؤدي إلى الهداية والاستقامة. ويحذر من التخلف عنها، مشيرًا إلى أن الصلاة في البيت – وإن كانت صحيحة – لا تعادل فضل صلاة الجماعة، وأن التخلف عنها يشبه ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد على أن ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي إلى الضلال، لأن اتباع سننه هو طريق السلامة من الانحراف.
ثم يذكر فضل الذهاب إلى المسجد: فمن يتطهر ويحسن الطهور (أي يتوضأ أو يغتسل بشكل كامل وصحيح)، ثم يذهب إلى المسجد، فإن الله يكسبه بكل خطوة يخطوها:
- حسنة (مكافأة إيجابية).
- رفعة في الدرجات (في الجنة).
- محو سيئة (تكفير للذنوب).
وأخيرًا، يصف عبد الله بن مسعود واقع الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان التخلف عن صلاة الجماعة علامة على النفاق المعلن، وكانوا يحرصون عليها حتى إن الرجل الضعيف أو المريض كان يُساعد بالمشاية بين رجلين ليصل إلى الصف في المسجد.
3. الدروس المستفادة منه:
● أهمية صلاة الجماعة: فهي من سنن الهدى وليست مجرد مستحب، بل هي من الأمور التي تحافظ على إيمان المسلم.
● التحذير من التهاون: التخلف عن الجماعة بدون عذر شرعي من صفات المنافقين، وقد يؤدي إلى الضلال.
● فضل الذهاب إلى المسجد: كل خطوة إلى المسجد تكتب فيها الحسنات وترفع الدرجات وتُحط السيئات.
● الحرص على الطهارة: إحسان الطهور (الوضوء أو الغسل) شرط للفضل الكامل.
● اقتداء بالصحابة: كان الصحابة يحرصون على الجماعة حتى في أشد الظروف، مما يدل على أهمية هذه السنة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدل على أن صلاة الجماعة في المسجد فرض كفاية على الرجال عند كثير من العلماء، بل ذهب بعضهم إلى أنها فرض عين (كأحمد في رواية)، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
- التخلف عن الجماعة بدون عذر من كبائر الذنوب عند بعض العلماء، لوصفه بأنه من فعل المنافقين.
- الفضل المذكور (الحسنة والدرجة ومحو السيئة) يتحقق حتى مع المشي إلى المسجد، مما يشجع على السعي إليه.
- الحديث يظهر عظمة اتباع السنة، فتركها يؤدي إلى الضلال، وهذا يحث على التمسك بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات في جماعة، وأن يتوفانا مسلمين ويُلحقنا بالصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أيضًا من وجه آخر عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص عنه قال: «لقد رأيتُنا وما يتخلف عن الصّلاة إِلَّا منافق، قد علم نفاقه. أو مريض. إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصّلاة، وقال: «إن رسول الله ﷺ علَّمَنا سننَ الهدى. وإن من سنن الهديّ، الصّلاةُ
المسجد الذي يؤذَّنُ فيه». انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 594 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 569 استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم
- 570 ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس
- 571 من وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله
- 572 المصلون الذين يصلون الصفوف يصلي الله عليهم وملائكته
- 573 إقامة الصف من تمام الصلاة
- 574 كان النبي ﷺ يسوي مناكبنا في الصلاة
- 575 كنا نتقي هذا على عهد رسول الله
- 576 صلاة من صلى خلف الصف وحده
- 577 لا صلاة للذي خلف الصف
- 578 ركع قبل أن يصل إلى الصف
- 579 كان رسول الله يصلي من الليل في حجرته
- 580 قري في بيتك، فإن الله تعالى يرزقك الشهادة
- 581 لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا
- 582 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى...
- 583 صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
- 584 صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين جزءًا
- 585 صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته خمسا...
- 586 صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة
- 587 تفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين صلاة
- 588 فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول
- 589 فضل صلاة الرجل في الجمع على صلاته وحده خمسًا وعشرين...
- 590 من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى
- 591 من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة
- 592 ما أعرف من أمة محمد شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا
- 593 من يتخلف عن الجمعة أحرق بيته
- 594 من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات...
- 595 عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية
- 596 هل تسمع النداء بالصلاة فأجب
- 597 هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة
- 598 مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين
- 599 مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
- 600 إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم
- 601 إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت
- 602 لا تصلوا صلاة في يوم مرتين
- 603 من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة غفر...
- 604 من يتصدق على هذا فيصلي معه
- 605 من يتجر على هذا فليصل معه
- 606 صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين
- 607 من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى كله
- 608 من صلى الصبح فهو في ذمة الله
- 609 من صلى صلاة الغداة فهو في ذمة الله
- 610 تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون
- 611 رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة كرؤية القمر
- 612 من صلى البردين دخل الجنة
- 613 من صلى الفجر والعصر دخل الجنة
- 614 حافظ على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
- 615 ألا صلوا في الرحال في الليلة الباردة الممطرة
- 616 الصلاة في الرحال في اليوم المطير
- 617 أتيت رسول الله وقد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي
- 618 صَلُّوا في رحالكم في المطر
معلومات عن حديث: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن
📜 حديث: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








