حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خروج النساء لحضور الجماعات في المساجد

عن ابن عمر قال: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعِشاء في الجماعة في المسجد. فقيل لها: لِم تخرجين، وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله ﷺ: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».

متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٠٠) عن يوسف بن موسى، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعِشاء في الجماعة في المسجد. فقيل لها: لِم تخرجين، وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله ﷺ: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي أشرتم إليه حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عدل الإسلام وسماحته، وتوازنه بين الحقوق والواجبات. وإليكم الشرح الوافي لهذا الحديث على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● امرأة العمر: أي زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
● تشهد: تحضر وتشارك.
● صلاة الصبح والعشاء: الصلوات التي تكون في وقت الظلام أو أول النهار وآخره.
● الجماعة: الصلاة مع المسلمين في المسجد.
● يكره ذلك ويغار: يكره خروجها ويغار عليها من نظرة الآخرين أو التعرض لأذى.
● لا تمنعوا إماء الله مساجد الله: لا تمنعوا نساء الله (المؤمنات) من الذهاب إلى مساجد الله.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كانت تحضر صلاتي الصبح والعشاء في المسجد مع الجماعة. فسألها أحد الناس: لماذا تخرجين إلى المسجد مع علمك أن عمر يكره ذلك ويغار عليك؟ فأجابت: وما الذي يمنعه أن ينهاني عن الخروج؟ ثم بينت السبب بقولها: "يمنعه قول رسول الله ﷺ: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله".
هذا الحديث يوضح عدة أمور:
- أن خروج النساء إلى المساجد جائز شرعاً، بل هو حق من حقوقهن بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية.
- أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكره خروج النساء إلى المساجد ليس لأنه حرام، ولكن غيرة منه وحماية لهن، وخوفاً عليهن من الفتنة أو الأذى.
- أن زوجته رضي الله عنها كانت تعلم أن رأي عمر ليس نهياً تحريمياً، بل هو كراهة تنزيهية أو تحفظ شخصي، ولذلك استمرت في الخروج مستشهدة بالحديث النبوي.
- أن عمر رضي الله عنه مع شدته وغيرة التزم بأمر النبي ﷺ فلم يمنعها، وهذا يدل على قوة تمسكه بالسنة وعدم مخالفتها حتى لو كانت له رغبة شخصية.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز خروج النساء إلى المساجد: هذا الحديث دليل على أن للمرأة الحق في الصلاة في المسجد مع الالتزام بالشروط الشرعية مثل عدم التطيب، ولبس الحجاب الشرعي، وعدم الاختلاط، وغير ذلك.
● الغيرة المحمودة: غيرة عمر رضي الله عنه كانت غيرة شرعية، فهو لا يريد أن تتعرض زوجته لأي أذى أو فتنة، وهذا من كمال غيرته وحمايته لأهله.
● الالتزام بالسنة فوق الرأي الشخصي: عمر رضي الله عنه كان يمكن أن يمنع زوجته برأيه الشخصي، لكنه آثر التمسك بقول النبي ﷺ، وهذا درس في تقديم النص الشرعي على الهوى والرأي.
● الحكمة في فهم النصوص: الزوجة فهمت أن كراهة عمر ليست تحريماً، ولذلك لم تتوقف عن الخروج، مع احترامها لمشاعره.
● المرأة العالمة: الزوجة كانت على علم بالحديث النبوي، واستدلت به، مما يدل على أهمية تعلم المرأة للدين ومعرفتها بالأحكام.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "حقوق المرأة في الإسلام"، حيث كفل الإسلام للمرأة حق العبادة في المساجد مع الضوابط.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على أن خروج المرأة إلى المسجد ليس حراماً، بل هو جائز ومشروط بالآداب.
- في عصرنا الحاضر، ينبغي مراعاة الضوابط الشرعية لخروج المرأة، مثل تجنب الاختلاط، ولبس الحجاب الكامل، وعدم التطيب، وأن يكون الخروج للعبادة فقط لا للتبرج أو اللهو.
- الحديث يظهر أيضاً أدب الصحابة مع النبي ﷺ، حيث لم يخالف عمر السنة حتى لو كان له رأي شخصي.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنن نبيه رداً جميلاً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعة (٩٠٠) عن يوسف بن موسى، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
ورواه مسلم في الصلاة (٤٤٢/ ١٣٦) دون قصة عمر من حديث عبيد الله به.
ويصلح أن يكون هذا الحديث من مسند ابن عمر، كما يصلح أن يكون من مسند عمر بن الخطاب، ويدل عليه ما رواه الإمام أحمد (٢٨٣) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سالم بن عبد الله قال: كان عمر رجلًا غيورًا، فكان إذا خرج إلى الصلاة أتبعته عاتكة ابنة زيد فكان يكره خروجها، ويكره منْعها، وكان يحدث أن رسول الله ﷺ قال: «إذا استأذن نساؤكم إلى الصلاة فلا تمنعوهن» إلا أنه منقطع، فإن سالم بن عبد الله بن عمر لم يدرك جده عمر، ولم يسمع منه.
ورواه مالك في القبلة (١٤) عن يحيى بن سعيد، عن عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل امرأة
عمر بن الخطاب أنها كانت تستأذن عمر بن الخطاب إلى المسجد، فيسكتُ فتقول: والله! لأخرجنّ إلا أن تمنعني. فلا يمنعُها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 636 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

  • 📜 حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب