حديث: دعاء النبي لمن حفظه في السفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أداء الصلوات الفائتة بالجماعة

عن أبي قتادة قال: فبينما رسول الله ﷺ يسير حتَّى ابهارَّ الليلُ وأنا إلى جنبه. قال: فنعس رسول الله ﷺ فمال عن راحلته. فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى تهوَّر الليلُ، مال عن راحلته. قال: فدعمته. من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى إذا كان من آخر السَّحر مال ميلةً هي أشدُّ من المَيْلَتين الأُولَيين. حتَّى كاد ينجفلُ. فأتيته فدعمته. فرفع رأسه فقال: «من هذا؟». قلت: أبو قتادة. قال: «متى كان هذا مسيرك منِّي؟». قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة. قال: «حفظك الله بما حفظت به نبيَّه». ثمَّ قال: «هل ترانا نخفي على الناس؟». ثمَّ قال: «هل ترى من أحدٍ؟». قلت: هذا راكبٌ. ثمَّ قلت: هذا راكبٌ آخر. حتَّى اجتمعنا فكنا سبعة رَكب. قال: فمال رسول الله ﷺ عن الطريق، فوضع رأسه. ثمَّ قال: «احفظوا علينا صلاتنا». فكان أوَّل من استيقظ رسول الله ﷺ والشمس في ظهره. قال: فقمنا فزعين. ثمَّ قال: «اركبوا» فركِبنا. فسرنا حتَّى إذا ارتفعت الشمس نزل. ثمَّ دعا بميضأَةٍ كانت معي، فيها شيءٌ من ماء. قال: فتوضَّأ منها وضوءًا دون وضوءٍ. قال: وبقي فيها شيءٌ من ماء. ثمَّ قال لأبي قتادة: «احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لها نبأٌ». ثمَّ أذَّن بلالٌ بالصلاة. فصلَّى رسول الله ﷺ ركعتين. ثمَّ صلى الغداة، فصنع كما يصنع كل يوم. قال: وركب رسول الله وركبنا معه. قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثمَّ قال: «أما لكم فيَّ أسوة؟». ثمَّ قال: «أما إنه ليس في النوم تفريط، إنَّما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتَّى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند
وقتها». ثمَّ قال: «ما ترون الناس صنعوا؟». قال: «أصبح الناسُ فقدوا نبيَّهم. فقال أبو بكر وعمر: رسول الله ﷺ بعدكم. لم يكن ليُخلِّفكم. وقال الناسُ: إنَّ رسول الله ﷺ بين أيديكم. فإن يُطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا».
قال: فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهار وحمِي كلُّ شيءٍ. وهم يقولون: يا رسول الله! هلكنا. عطشنا، فقال: «لا هُلكَ عليكم». ثمَّ قال: «أطلقوا لي غُمَري». قال: ودعا بالميضأَةِ. فجعل رسول الله ﷺ يَصُبُّ وأبو قتادة يسقيهم. فلم يَعْدُ أن رأى الناسُ ماءً في الميضأَةِ تكابّوا عليها. فقال رسول الله ﷺ: «أحسنوا الملأَ، كلُّكم سيَروَى». قال: ففعلوا. فجعل رسول الله ﷺ يصبُّ وأسقيهم. حتَّى ما بقي غيري وغير رسول الله ﷺ. قال: ثمَّ صبَّ رسول الله ﷺ فقال لي: «اشرب». فقلت: لا أشرب حتَّى تشربَ يا رسول الله! قال: «إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا»، قال: فشربتُ. وشرب رسول الله ﷺ. قال: فأتى الناس الماء جامِّين رواءً. قال: فقال عبد الله بن رباح: إني لأُحدِّث هذا الحديثَ في مسجد الجامع إذ قال عمرانُ بنُ حصين: انظر أيُّها الفتي كيف تحدِّث. فإنِّي أحدُ الرَّكْب تلك اللّيلة. قال، قلت: فأنت أعلم بالحديث. فقال: ممن أنت؟ قلت: من الأنصار. قال: حدِّث فأنتم أعلم بحديثكم. قال: فحدَّثتُ القوم. فقال عمرانُ: لقد شهدتُ تلك الليلةَ وما شعرت أنَّ أحدًا حفظه كما حفظته.

متفق عليه: رواه مسلم في المساجد (٦٨١) عن شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان (يعني ابن المغيرة) حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة فذكره.

عن أبي قتادة قال: فبينما رسول الله ﷺ يسير حتَّى ابهارَّ الليلُ وأنا إلى جنبه. قال: فنعس رسول الله ﷺ فمال عن راحلته. فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى تهوَّر الليلُ، مال عن راحلته. قال: فدعمته. من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى إذا كان من آخر السَّحر مال ميلةً هي أشدُّ من المَيْلَتين الأُولَيين. حتَّى كاد ينجفلُ. فأتيته فدعمته. فرفع رأسه فقال: «من هذا؟». قلت: أبو قتادة. قال: «متى كان هذا مسيرك منِّي؟». قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة. قال: «حفظك الله بما حفظت به نبيَّه». ثمَّ قال: «هل ترانا نخفي على الناس؟». ثمَّ قال: «هل ترى من أحدٍ؟». قلت: هذا راكبٌ. ثمَّ قلت: هذا راكبٌ آخر. حتَّى اجتمعنا فكنا سبعة رَكب. قال: فمال رسول الله ﷺ عن الطريق، فوضع رأسه. ثمَّ قال: «احفظوا علينا صلاتنا». فكان أوَّل من استيقظ رسول الله ﷺ والشمس في ظهره. قال: فقمنا فزعين. ثمَّ قال: «اركبوا» فركِبنا. فسرنا حتَّى إذا ارتفعت الشمس نزل. ثمَّ دعا بميضأَةٍ كانت معي، فيها شيءٌ من ماء. قال: فتوضَّأ منها وضوءًا دون وضوءٍ. قال: وبقي فيها شيءٌ من ماء. ثمَّ قال لأبي قتادة: «احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لها نبأٌ». ثمَّ أذَّن بلالٌ بالصلاة. فصلَّى رسول الله ﷺ ركعتين. ثمَّ صلى الغداة، فصنع كما يصنع كل يوم. قال: وركب رسول الله وركبنا معه. قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثمَّ قال: «أما لكم فيَّ أسوة؟». ثمَّ قال: «أما إنه ليس في النوم تفريط، إنَّما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتَّى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند
وقتها». ثمَّ قال: «ما ترون الناس صنعوا؟». قال: «أصبح الناسُ فقدوا نبيَّهم. فقال أبو بكر وعمر: رسول الله ﷺ بعدكم. لم يكن ليُخلِّفكم. وقال الناسُ: إنَّ رسول الله ﷺ بين أيديكم. فإن يُطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا».
قال: فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهار وحمِي كلُّ شيءٍ. وهم يقولون: يا رسول الله! هلكنا. عطشنا، فقال: «لا هُلكَ عليكم». ثمَّ قال: «أطلقوا لي غُمَري». قال: ودعا بالميضأَةِ. فجعل رسول الله ﷺ يَصُبُّ وأبو قتادة يسقيهم. فلم يَعْدُ أن رأى الناسُ ماءً في الميضأَةِ تكابّوا عليها. فقال رسول الله ﷺ: «أحسنوا الملأَ، كلُّكم سيَروَى». قال: ففعلوا. فجعل رسول الله ﷺ يصبُّ وأسقيهم. حتَّى ما بقي غيري وغير رسول الله ﷺ. قال: ثمَّ صبَّ رسول الله ﷺ فقال لي: «اشرب». فقلت: لا أشرب حتَّى تشربَ يا رسول الله! قال: «إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا»، قال: فشربتُ. وشرب رسول الله ﷺ. قال: فأتى الناس الماء جامِّين رواءً. قال: فقال عبد الله بن رباح: إني لأُحدِّث هذا الحديثَ في مسجد الجامع إذ قال عمرانُ بنُ حصين: انظر أيُّها الفتي كيف تحدِّث. فإنِّي أحدُ الرَّكْب تلك اللّيلة. قال، قلت: فأنت أعلم بالحديث. فقال: ممن أنت؟ قلت: من الأنصار. قال: حدِّث فأنتم أعلم بحديثكم. قال: فحدَّثتُ القوم. فقال عمرانُ: لقد شهدتُ تلك الليلةَ وما شعرت أنَّ أحدًا حفظه كما حفظته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي قتادة رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر عظيمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● ابهارَّ الليلُ: أي اشتد ظلامه ودخل في عمقه.
● تهوَّر الليلُ: أي انحدر وسار نحو نهايته.
● مال عن راحلته: أي انحرف عن جمله من النعاس.
● دعمته: أي سندته وأمسكته ليعتدل.
● ينجفل: أي يسقط.
● ميضأة: إناء صغير للماء.
● تكابّوا عليها: تزاحموا عليها.
● جامِّين رواءً: جاءوا جماعات وقد رووا من الماء.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- بداية القصة: كان النبي ﷺ يسير ليلاً في سفر مع أصحابه، وكان أبو قتادة قريبًا منه. تعب النبي ﷺ من السفر فنعس وأخذ يميل عن راحلته (جمله) من شدة النعاس، فكان أبو قتادة يسنده دون إيقاظه حتى يعود إلى الاعتدال.
2- استيقاظ النبي ﷺ: في المرة الثالثة كاد يسقط، فسنده أبو قتادة فاستيقظ النبي ﷺ وسأله: "من هذا؟" فلما عرفه سأله: "متى كان هذا مسيرك مني؟" فأخبره أنه كان يسنده منذ الليل، فدعا له بقوله: "حفظك الله بما حفظت به نبيك".
3- تفقد الصحابة: سأل النبي ﷺ أبا قتادة: "هل ترانا نخفي على الناس؟" ثم طلب منه أن يبحث عن بقية الصحابة، فاجتمعوا وكانوا سبعة.
4- النوم عن صلاة الفجر: بعد أن مال النبي ﷺ عن الطريق ووضع رأسه للنوم، قال للصحابة: "احفظوا علينا صلاتنا" أي يوقظونهم للصلاة، لكنهم ناموا جميعًا حتى طلعت الشمس.
5- الاستيقاظ بعد طلوع الشمس: استيقظوا فزعين، فأمرهم النبي ﷺ بالركوب والسير حتى ارتفعت الشمس، ثم توضأ وصلى ركعتي السنة ثم صلاة الفجر.
6- بيان حكم النوم عن الصلاة: تساءل الصحابة عن كفارة تفريطهم في الصلاة، فأخبرهم النبي ﷺ أن النوم ليس تفريطًا، وإنما التفريط على من يتعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وأن من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها حين يذكرها.
7- معجزة الماء: عندما اشتد العطش بالصحابة، طلب النبي ﷺ إناء الماء الذي كان مع أبي قتادة، فجعل يصب منه ويسقي الناس حتى شربوا جميعًا من كمية قليلة من الماء.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- بشريَّة النبي ﷺ: الحديث يظهر بشرية النبي ﷺ وحاجته للنوم والراحة مثل سائر البشر، وهذا من أدلة نبوته حيث جمع بين البشرية والرسالة.
2- رحمة النبي ﷺ بأصحابه: في معاملته لأبي قتادة ودعائه له، وفي تيسيره عليهم عند تفويت الصلاة.
3- حكم من نام عن الصلاة أو نسيها: يجب عليه أن يصليها فور استيقاظه أو تذكرها، ولا إثم عليه لأن النوم والنسيان من الأعذار الشرعية.
4- التأسِّي بالنبي ﷺ: قوله: "أما لكم فيَّ أسوة؟" توجيه للأمة باتباع هديه في جميع الأحوال.
5- بركة الطاعة: ما حصل من بركة في الماء القليل كان بسبب طاعة الصحابة للنبي ﷺ واتباعهم له.
6- الأخلاق الحميدة: أدب أبي قتادة مع النبي ﷺ في سنده له وعدم إيقاظه، وأدبه في الشرب بعد النبي ﷺ.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث من أطول الأحاديث في صحيح مسلم، وهو متفق على صحته.
- فيه بيان لكمال شريعة الإسلام ويسرها، ورفع الحرج عن المكلفين.
- فيه معجزة حسية للنبي ﷺ في بركة الماء.
- قصة الحديث تدل على صدق الصحابة وحبهم للنبي ﷺ وحرصهم على متابعته.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٦٨١) عن شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان (يعني ابن المغيرة) حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة فذكره.
ورواه البخاري في مواقيت الصلاة (٥٩٥) من وجهٍ آخر عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مختصرًا.
وفي الصلاة الفائتة أحاديث أُخرى انظرها في جميع الأذان، باب الأذان والإقامة الصلاة الفائتة، وجموع الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، باب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها.
شرح المفردات الغريبة:
ابهارَّ الليلُ: أي انتصف. تهوَّرَ الليلُ: ذهب أكثرُه.
دعمته: أي أقمت ميله من النوم، وصرت تحته كالدعامة للبناء فوقها.
أطلِقوا غُمرِي: أي ايتوني به. والغمر القدح الصغير.
أحسنوا الملأَ: أي الخلق والعشرة.
جامِّين رواءً: أي مستريحين قد رووا من الماء.
كاد ينجفلُ: أي يسقط.
وضوءًا دون وضوءٍ: يريد وضوءًا خفيفًا

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 633 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعاء النبي لمن حفظه في السفر

  • 📜 حديث: دعاء النبي لمن حفظه في السفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعاء النبي لمن حفظه في السفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعاء النبي لمن حفظه في السفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعاء النبي لمن حفظه في السفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب