حديث: إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (٤) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، وإسحاق بن عبد الله، أنهما أخبراه أنهما سمعا أبا هريرة يقول فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث آداب الصلاة وهدي النبي ﷺ في المشي إليها، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
أولاً. شرح المفردات:
● ثوِّب بالصلاة: أي أُقيمت الصلاة، وسميت الإقامة تثويباً لأن فيها تكرار النداء (الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله... إلخ).
● تسعون: أي تسرعون في المشي بطريقة فيها عَجَلَةٌ واهتياج، كالعدو أو الهرولة.
● السكينة: الوقار والطمأنينة والتؤدة في المشي والحركة، مع حفظ الهيئة وعدم العجلة.
● فما أدركتم فصلوا: أي الشِّقَّ الأول من الصلاة الذي حضتموه مع الإمام.
● وما فاتكم فأتموا: أي قضوا ما فاتكم من ركعات بعد سلام الإمام.
● ما كان يعمد إلى الصلاة: أي ما دام متوجهاً إلى الصلاة ومقصوداً لها.
ثانياً. شرح الحديث:
يوجهنا النبي ﷺ في هذا الحديث إلى أدبين عظيمين:
1- النهي عن الإسراع والعجلة في المشي إلى الصلاة عند سماع الإقامة: فلا يخرج المسلم من بيته مسرعاً كأنه يفر من شيء، أو يهرول في طريقه إلى المسجد، لأن هذا ينافي الخشوع والوقار الذي ينبغي أن يكون عليه المصلي.
2- الأمر بالسكينة والوقار أثناء المشي إلى الصلاة: فيمشي المسلم بسكينة ووقار وطمأنينة، مهما كان خائفاً من فوات بعض الصلاة، لأن الله قد تكفل له أجر الصلاة كاملة ما دامت نيته صادقة.
3- بيان حكم من فاته بعض الصلاة: فمن أدرك الإمام في أي جزء من الصلاة (ولو في التشهد الأخير) فإنه يدخل معه ويبنى على ما أدرك، فما فاته يقضيه بعد سلام الإمام. وهذا تطمين من النبي ﷺ للمسلم أن صلاته لن تضيع.
4- التعليل بالكون في صلاة: أي أن المسلم من لحظة خروجه من بيته متوجهاً إلى الصلاة بنية صادقة، يكون مكتوباً له أجر الصلاة، ويكون في حكم المصلي من حيث الأجر والثواب، حتى يصل إلى المسجد.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- التأكيد على أهمية الخشوع والطمأنينة: وهي روح العبادة، فلا ينبغي أن تبدأ الصلاة بالعجلة والاضطراب.
2- التسابق إلى الخيرات لا يعني الإخلال بالآداب: فالمسارعة إلى الصلاة من علامات الإيمان، ولكن بشرط عدم الإخلال بالوقار والسكينة.
3- الرحمة والتيسير في الشريعة: حيث جعل الله أجر الصلاة كاملاً لمن خرج بنيتها، وشرع قضاء ما فات، تخفيفاً على الأمة.
4- النية تصحب العمل من بدايته إلى نهايته: فمن نوى الخير فإنه يكون في خير وعمل صالح منذ أن يخرج من بيته حتى يعود.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "النية" و"إتمام العمل الصالح"، وفيه توجيه تربوي عظيم لاستشعار مراقبة الله في كل خطوة.
- بعض العلماء يستدل بهذا الحديث على أن المشي إلى الصلاة بسكينة هو من كمال الصلاة وليس مجرد أدب خارجي.
- ينبغي للمسلم أن يخرج من بيته إلى الصلاة مبكراً حتى لا يضطر إلى العجلة أو الهرولة.
أسأل الله أن يجعلنا من المقيمين للصلاة، الخاشعين فيها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأخرجه مسلم في أحد طرقه عن العلاء بن عبد الرحمن، وأخرجه الشيخان من غير طريق مالك، من طرق عن الزهري، عن أبي سعيد مرة، وقرنا مرة أخرى بأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة مثله. البخاري في الأذان (٦٣٦)، والجمعة (٩٠٨)، ومسلم في المساجد (٦٠٢).
ومعني ثُوِّب - أقيمت كما في بعض الروايات، وسميت الإقامة تثويبًا لأنها دعاء إلى الصّلاة بعد الدّعاء بالأذان من قولهم: ثاب إذا رجع.
قال أبو داود (١/ ٣٨٤) بعد أن أخرج الحديث من طريق يونس، عن الزْهريّ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة مثله.
»كذا قال الزبيدي وابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ومعمر وشعيب بن أبي حمزة، عن الزهري «وما فاتكم فأتموا» وقال ابن عيينة، عن الزهري وحده «فاقضوا» وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وجعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة «فأتموا».
ثم روى من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعتُ أبا سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ائتوا الصلاة وعليكم السكينة، فصَلُّوا ما أدركتُم واقضوا ما سبقكم».
وقال: وكذا قال ابن سيرين عن أبي هريرة «وليقض» وكذا قال أبو رافع عن أبي هريرة، وأبو ذر روى عنه: «فأتموا واقضوا» فاختلف فيه. انتهى
وهذا الخلاف يشير إلى أن في قوله «أتموا» وفي قوله «اقضوا» تغايرًا، «فأتموا» معناه: أكملوا فيكون ما أدركه المأموم هو أول صلاة، ما يكمله هو آخره، وأكثر الروايات تدل على هذا، وكذا رجح البيهقي أيضًا (٢/ ٢٩٨) ومعنى «اقضوا» أن ما أدركه المأموم هو آخر صلاته، فيقضي ما فاته من أول صلاته، فإن كانت الجهرية استحب له الجهر في الركعتين وقراءة السورة، وترك القنوت عند الشافعية في صلاة الصبح، إن فاتته الركعة الأولى في حين أن الشافعي مع جمهور العلماء: ما أدركه المسبوق مع الإمام أول صلاته، وما يأتي به بعد سلامه آخرها.
وقال أبو حنيفة: «ما أدركه مع الإمام هو آخر صلاته، وما يأتي بعد سلامه هو أول صلاته».
وعن مالك وأصحابه روايتان كالمذهبين. وحجة الجمهور أن أكثر الرّوايات «وما فاتكم فأتموا» وما جاء في بعض الروايات «فأقضوا» فهو مروي بالمعنى والمراد منه إتيان الفعل لا القضاء المصطلح عليه عند الفقهاء، مثل قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ﴾ ومثل قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ﴾ وغيرها من الآيات. والمسألة مبسوطة في كتب الفقه. وانظر للمزيد «المنة الكبرى» (٢/ ٣٠ - ٣١).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 628 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 603 من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة غفر...
- 604 من يتصدق على هذا فيصلي معه
- 605 من يتجر على هذا فليصل معه
- 606 صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين
- 607 من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى كله
- 608 من صلى الصبح فهو في ذمة الله
- 609 من صلى صلاة الغداة فهو في ذمة الله
- 610 تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون
- 611 رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة كرؤية القمر
- 612 من صلى البردين دخل الجنة
- 613 من صلى الفجر والعصر دخل الجنة
- 614 حافظ على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
- 615 ألا صلوا في الرحال في الليلة الباردة الممطرة
- 616 الصلاة في الرحال في اليوم المطير
- 617 أتيت رسول الله وقد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي
- 618 صَلُّوا في رحالكم في المطر
- 619 صَلُّوا في رحالكم في الليلة المَطيرة
- 620 صلوا في رحالكم
- 621 الصلاة في الرحال
- 622 عتبان بن مالك يدعو النبي لبناء مصلى في بيته
- 623 تعالَ فخُطَّ لي مسجدًا في داري أصَلِّي فيه
- 624 لا تعجلوا عن عشائكم
- 625 ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة
- 626 إذا وضع العشاء، وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء
- 627 لا تصل بحضرة الطعام ولا يدافعه الأخبثان
- 628 إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
- 629 الهدوء والسكينة عند الذهاب للصلاة
- 630 إذا جاء أحدكم إلى الصلاة فليمش على هينته
- 631 إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
- 632 صَلَّى رسولُ الله ﷺ العصرَ بعد ما غربتِ الشمسُ
- 633 دعاء النبي لمن حفظه في السفر
- 634 إن الرجل لينصرف وما كتب إلا عشر صلاته
- 635 إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها
- 636 لا تمنعوا إماء الله مساجد الله
- 637 لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن
- 638 لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن تفلات
- 639 لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات
- 640 لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد
- 641 إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تَطَيَّبْ تلك الليلة
- 642 امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة
- 643 امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة
- 644 إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم فهي زانية
- 645 صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها
- 646 فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد
- 647 خير مساجد النساء قعر بيوتهن
- 648 من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
- 649 ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم
- 650 خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة
- 651 اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا
- 652 مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر...
معلومات عن حديث: إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
📜 حديث: إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








