لا تعجلوا عن عشائكم

حديث: لا تعجلوا عن عشائكم

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قُدِّم العَشَاءُ، فابدءوا به قبل أن تُصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عَشائِكم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان من طريق عُقيل (٦٧٢)، ومسلم في المساجد من طريق عمرو بن الحارث (٥٥٧) كلاهما من حديث ابن شهاب الزّهريّ، قال: حَدَّثَنِي أنس بن مالك فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحمل في طياته حكماً شرعياً وأدباً نبويًا عظيماً يتعلق بجمع الإنسان بين حاجاته الدنيوية والعبادية بشكل متوازن. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:

● قُدِّم العَشَاءُ: أي حضر الطعام المعدّ للأكل في وقت العشاء (وهو الوجبة المسائية).
● فابدءوا به: أي ابدأوا بالأكل قبل الصلاة.
● صلاة المغرب: الصلاة المفروضة بعد غروب الشمس.
● ولا تعجلوا عن عَشائِكم: أي لا تستعجلوا في ترك طعامكم أو تقطعوه لأجل الصلاة.

2. شرح الحديث:

يأمر النبي ﷺ في هذا الحديث بأنه إذا حضر طعام العشاء وكان وقت صلاة المغرب قد دخل، فإنه يُستحب البدء بتناول الطعام قبل أداء الصلاة، وذلك إذا كان الإنسان يشتهي الطعام ويخاف أن ينشغل قلبه فيه أثناء الصلاة. وهذا ليس على سبيل الوجوب، بل على سبيل الاستحباب والرخصة، خاصة إذا كان الطعام حاضراً وكان الشخص جائعاً.
والحكمة من ذلك:
- حتى لا يشتغل الذهن بالطعام أثناء الصلاة فيفقد الخشوع والإقبال على الله تعالى.
- ليكون العبد مقبلاً على صلاته بقلب سليم وذهن صافٍ.
- لتحقيق التوازن بين حق البدن في الطعام وحق الرب في العبادة.

3. الدروس المستفادة منه:

● مراعاة النفس البشرية: الشرع يراعي طبيعة الإنسان واحتياجاته، فلا يُكلِّفه ما يشق عليه.
● الخشوع في الصلاة: ينبغي على المسلم أن يحرص على إزالة كل ما قد يشغله في صلاته.
● التوازن بين العبادة والعادة: الإسلام دين التوازن، فلا إفراط في العبادة يؤدي إلى إهمال الحقوق الأخرى، ولا تفريط فيها.
● استحباب تقديم الطعام على الصلاة إذا حضر: وهذا خاص بوقت المغرب إذا اجتمع الطعام والصلاة، ولا يعمم على جميع الصلوات إلا بدليل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "جمع المصالح وتقديم الأولى منها"، فإذا خشي الإنسان فوت الخشوع في الصلاة بسبب التفكير في الطعام، قدّم الأكل.
- هناك أحاديث أخرى تُظهر اهتمام الإسلام بالخشوع في الصلاة، مثل النهي عن الصلاة عند حاجة الإنسان للطعام أو الشراب أو قضاء الحاجة.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن العبادات التي تحتاج إلى حضور القلب يُستحب تأديتها مع كمال الإقبال، وعدم تشويش الذهن.
- هذه الرخصة ليست لمن لا يشتهي الطعام أو لا يخاف تشويش قلبه، بل لمن كان الطعام حاضراً وقلبه مشغول به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان من طريق عُقيل (٦٧٢)، ومسلم في المساجد من طريق عمرو بن الحارث (٥٥٧) كلاهما من حديث ابن شهاب الزّهريّ، قال: حَدَّثَنِي أنس بن مالك فذكر الحديث.
ولكن زاد ابن حبان (٢٠٦٨)، والطحاوي في «مشكله» (١٩٩٢) كلاهما من حديث موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث به «وأحدكم صائم»، ومسلم أخرج الحديث المذكور من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث ولم يذكر هذه الزيادة. فالظاهر أن الذي زادها هو موسى بن أعين.
وقد نصَّ الطبرانيّ في الأوسط أن موسى بن أعين تفرّد بها.
قال الحافظ في «الفتح» (٢/ ١٦٠): «موسى ثقة متفق عليه».
قال الأعظمي: واستدل الطحاويّ بهذه الزيادة بأن النَّبِيّ ﷺ إنّما قصد بهذا القول الصُوَّام دون من سواهم. والله تعالى أعلم.
وقوله: «لا تعجلوا عن عشائكم» - أي يأكل حاجته من الأكل بكماله كما جاء توضيح ذلك في حديث ابن عمر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 624 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تعجلوا عن عشائكم

📜 حديث: لا تعجلوا عن عشائكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تعجلوا عن عشائكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تعجلوا عن عشائكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تعجلوا عن عشائكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية