حديث: ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تناول العَشاء إذا قُدِّمَ وإنْ أُقيمتِ الصّلاةُ

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وُضع عَشاءُ أحدِكم، وأقيمتِ الصّلاةُ فابدأوا بالعَشاءِ، ولا يعجلْ حتَّى يفرغَ منه».
وكان ابن عمر يُوضعُ له الطعامُ، وتُقام الصلاةُ، فلا يأتيها حتى يفرغَ، وإنه ليسمعُ قراءة الامام.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٧٣)، ومسلم في المساجد (٥٥٩) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وُضع عَشاءُ أحدِكم، وأقيمتِ الصّلاةُ فابدأوا بالعَشاءِ، ولا يعجلْ حتَّى يفرغَ منه».
وكان ابن عمر يُوضعُ له الطعامُ، وتُقام الصلاةُ، فلا يأتيها حتى يفرغَ، وإنه ليسمعُ قراءة الامام.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَأُوا بِالعَشَاءِ، وَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ، وَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ.
[رواه البخاري ومسلم]


1. شرح المفردات:


* وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ: قُدِّمَ طعام العشاء أمامه.
* أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ: نُودِيَ للصلاة بالإقامة، وهي الإعلام بدخول وقت الصلاة واقتراب ابتدائها.
* فَابْدَأُوا بِالعَشَاءِ: قدموا تناول الطعام على التوجه إلى الصلاة في هذه الحالة.
* حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ: حتى ينتهي من أكله بشكل كامل ومطمئن.


2. شرح الحديث:


يأمر النبي ﷺ في هذا الحديث من كان طعامه حاضرًا بين يديه وقد أقيمت الصلاة (أي بدأت الإقامة) أن يبدأ بتناول طعامه أولاً، ويأكل على مهل حتى يشبع وينهي طعامه، ثم بعد ذلك يذهب إلى الصلاة. ولا ينبغي له أن يستعجل في الأكل أو يتركه غير مكتمل منشغلاً بالصلاة.
الحكمة من الأمر:
* طمأنينة القلب في الصلاة: إذا شرع الإنسان في الصلاة وجائع، أو كان قلبه مشغولاً بالطعام الحاضر الذي تركه، فإن ذلك ينقص من خشوعه وكمال إقباله على ربه في الصلاة. فالأكل أولاً يطرد هذه الوساوس ويحقق الخشوع.
* دفع المشقة والعنَت: الشرع الحنيف يرفع الحرج عن الأمة، ومن الحرج أن يمنع الإنسان من تناول طعام حضر وهو محتاج إليه.
* إكمال نعمة الله: الطعام نعمة من الله، وإكرامها بالأكل واستعمالها على الوجه المشروع هو شكر للنعمة.
التطبيق العملي من ابن عمر رضي الله عنهما:
ذكر الراوي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يطبق هذا الحديث عمليًا، فإذا حضر طعامه وأقيمت الصلاة، كان لا يذهب إلى الصلاة حتى يفرغ من طعامه، حتى وإن كان يسمع الإمام يقرأ في الصلاة. وهذا دليل على:
* حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي ﷺ تطبيقًا دقيقًا.
* أن الأمر ليس على سبيل الاستحباب فحسب، بل هو أمر جازم في هذه الحالة الخاصة.
* أن الصلاة في الجماعة لها فضل عظيم، ولكن إزالة ما يشغل القلب عنها أولى لتحقيق كمالها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحرص على كمال الخشوع في الصلاة: الشرع يريد للمصلي أن يكون قلبه حاضرًا خاشعًا، لذا شرع كل ما يعين على ذلك.
2- رفع الحرج ودفع المشقة: من يسر الإسلام وسماحته أنه لا يكلف الإنسان بما فيه مشقة وعنت، بل يراعي أحواله الطبيعية.
3- إكرام نعم الله وشكرها: الطعام نعمة، والأكل منه على المائدة من آداب الإسلام، وتركه للصلاة قد يكون إهانة للنعمة.
4- وجوب الاقتداء بالنبي ﷺ: والأخذ بأمره ونهيه، والحرص على تطبيق سنته في كل كبيرة وصغيرة.
5- الفقه في الموازنة بين العبادات: فالصلاة فريضة، ولكن تناول الطعام لتحقيق شرط كمالها (الخشوع) مقدم في هذه الحالة ليكون أداء الصلاة على الوجه الأكمل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هل هذا عام في كل طعام؟ الجمهور على أن هذا الحكم خاص بوقت العشاء (الوجبة المسائية)؛ لأنها الوجبة الرئيسية التي يجتمع عليها الناس، ويشتد حاجتهم إليها. أما لو كان مجرد تمرات أو شيء يسير لا يشغل القلب، فيستحب المبادرة إلى الصلاة.
* ماذا لو فاتت الجماعة؟ إذا خاف فوات الركعة أو الجماعة كلها، فإن المبادرة إلى الصلاة أولى، لأن فضل الجماعة عظيم. ولكن الحديث فيمن أمن فوات الصلاة، أي يعلم أنه سيأتي فيدرك جزءًا منها مع الإمام.
* هل ينطبق على غير العشاء؟ بعض العلماء يعمم الحكم لكل طعام يشغل القلب ويحصل به اشتغال الذهن، ولو كان غداءً أو إفطارًا في رمضان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٦٧٣)، ومسلم في المساجد (٥٥٩) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم: «ولا يعجل حتى يفرغ منه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 625 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

  • 📜 حديث: ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابدأوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب