حديث: لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خروج النساء لحضور الجماعات في المساجد

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن».

صحيح: رواه أبو داود (٥٦٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه جماعة من أهل العلم، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ».

أولاً. شرح المفردات:


● تَمْنَعُوا: أي تحرموا وتصدوا.
● نِسَاءَكُم: زوجاتكم ومن تحت ولايتكم من النساء.
● الْمَسَاجِدَ: أماكن الصلاة جماعة.
● بُيُوتُهُنَّ: بيوتهن التي يقمن فيها.
● خَيْرٌ لَهُنَّ: أفضل وأكثر أجراً وبركة لهن.

ثانياً. شرح الحديث:


يجمع هذا الحديث بين أمرين عظيمين في قضية واحدة، ويضع ضابطاً مهماً للعلاقة بين حق المرأة في حضور المساجد وواجبها في بيتها.
1- النفي والمنع: «لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ»
هذا نهي صريح من النبي صلى الله عليه وسلم للأولياء – الأزواج والآباء والإخوة – عن منع النساء من الذهاب إلى المساجد لأداء الصلاة جماعة، خاصة صلاتي الفجر والعشاء، وصلاة الجمعة والعيدين. وهذا تأكيد على حق المرأة الشرعي في العبادة الجماعية وشهود الخير مع المسلمين، وهو حق كفله لها الإسلام. وكان نساء الصحابة يخرجن إلى المساجد، بل ويشهدن مع الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات والحلقات العلمية.
2- التوجيه والترغيب: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ»
هنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم المكان الأصلح والأفضل للمرأة، وهو بيتها. فالصلاة في البيت أفضل للمرأة من الصلاة في المسجد، إلا إذا كانت تريد حضور درس علم أو الاستماع إلى موعظة أو كان في خروجها مصلحة راجحة. وهذا ليس انتقاصاً من حقها، بل تكريم لها وصون لكرامتها، وحماية لها من الاختلاط وما قد يترتب عليه من فتنة، وإبعاد لها عن مشقة الخروج وتعب الطريق. وهو تشجيع لها على أن يكون بيتها مصنعاً للعبادة والطاعة، ففي صلاتها في بيتها أجر عظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إبطال التضييق غير المشروع: ذمّ الإسلام أولئك الذين يمنعون النساء من المساجد منعاً باتاً دون سبب شرعي، مخالفين بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
2- التوازن في التكاليف: الإسلام دين التوازن، فلا إفراط في الإطلاق ولا تفريط في المنع. فليس للمرأة أن تتهاون في الخروج ولا للرجل أن يمنعها بدون حق.
3- مراعاة طبيعة المرأة: التوجيه النبوي بأن البيت خير لهنّ يراعي الفطرة التي خلق الله عليها المرأة، وجعلها سكناً للأسرة، وقوامة على البيت، مما يجعل وجودها فيه مصدر بركة واستقرار.
4- اشتراط الخلو من الفتنة: خروج المرأة إلى المسجد مشروط بأن تخرج محتشمة غير متبرجة ولا متطيبة، وأن يكون خروجها آمناً من الفتنة في الطريق وفي المسجد نفسه.
5- تفضيل صلاة المرأة في بيتها: يستفاد من الجزء الثاني من الحديث أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد النبوي فضلاً عن غيره من المساجد، وهذا من فضل الله عليها وتيسيره.

رابعاً. معلومات إضافية:


- إذا منعها زوجها من الخروج إلى المسجد بدون سبب شرعي (كخوف فتنة أو وجود مفسدة) فقد أثم، وإذا كان منعها لأجل مصلحة شرعية فلا إثم عليه.
- يستثنى من ذلك صلاة الجمعة، فلا يجوز للمرأة الخروج لها لأنها غير واجبة عليها، وصلاة الظهر في بيتها أفضل.
- هذا الحديث يرد على من يتشدد فيمنع النساء من المساجد مطلقاً، ويرد أيضاً على من يتساهل ويترك النساء يخرجن متبرجات أو مختلطات بالرجال دون ضوابط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٦٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
وصححه أيضًا ابن خزيمة (١٦٨٤)، والحاكم (١/ ٢٠٩) وقال: صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعًا بالعوام بن حوشب، وقد صَحَّ سماع حبيب من ابن عمر، ولم يخرجا فيه لزيادة «وبيوتهن خير لهن».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 637 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

  • 📜 حديث: لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب