حديث: لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خروج النساء لحضور الجماعات في المساجد

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «لا تمنعوا إماءَ الله مساجِدَ الله، ولْيخرجْنَ تَفِلات».
قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليومَ منعهن.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٤٠٦) قال: حدثنا الحكم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، قال أبي يذكره عن أمه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «لا تمنعوا إماءَ الله مساجِدَ الله، ولْيخرجْنَ تَفِلات».
قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليومَ منعهن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

نص الحديث:


عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «لا تمنعوا إماءَ الله مساجِدَ الله، ولْيخرجْنَ تَفِلات». قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليومَ منعهن.


1. شرح المفردات:


● إماءَ الله: أي نساء المؤمنات، فكلمة "إماء" جمع أمة، وهي المرأة المؤمنة التي هي من عباد الله.
● مساجِدَ الله: أي بيوت الله التي يُعبد فيها، والمقصود المساجد.
● تَفِلات: أي غير متطيبات، أو غير متعطرات. والتَفلة هي المرأة التي لا تطيب نفسها أو ثيابها عند خروجها، أي تخرج بسيطة غير متبرجة ولا متعطرة.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يوجه النبي ﷺ الرجال - وخصوصًا أولياء النساء - بعدم منع النساء من الذهاب إلى المساجد لأداء الصلاة أو حضور الدروس أو غير ذلك من العبادات المشروعة، شريطة أن يخرجن بدون طيب أو عطر، حتى لا يلفتن انتباه الرجال أو يثيرن الشهوة.
ثم تعقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: "ولو رأى حالهن اليومَ منعهن"، وهذا تعليق منها على واقع النساء في زمانها، حيث رأت أن بعض النساء قد يخرجن متطيبات أو متبرجات، مما يخالف الشرط الذي وضعه النبي ﷺ، فلو رأى النبي ﷺ ذلك لمنعهن من الخروج؛ لأنه خروج عن المقصد الشرعي.


3. الدروس المستفادة منه:


● حق المرأة في المشاركة في الحياة الاجتماعية والدينية: فالإسلام لم يمنع المرأة من الخروج للصلاة في المساجد، بل حض على ذلك مع الالتزام بالضوابط الشرعية.
● الضوابط الشرعية لخروج المرأة: يجب أن تخرج المرأة بدون طيب أو زينة تلفت الانتباه، وأن تلتزم بالحجاب الشرعي، وأن تخرج بسكينة ووقار.
● مراعاة المقاصد الشرعية: فالنبي ﷺ لم يمنع النساء من الخروج للمساجد، لكنه اشترط شروطًا تحفظ كرامتهن وتصون المجتمع من الفتنة. فإذا انحرفت النساء عن هذه الشروط، يصبح المنع مشروعًا؛ كما فهمت عائشة رضي الله عنها.
● فقه التغير والواقع: كلمة عائشة رضي الله عنها تدل على أن الأحكام قد تتغير بتغير الظروف والأحوال، فإذا صار خروج النساء سببًا للفتنة أو المخالفة الشرعية، فإنه يجوز منعهن سدًا للذريعة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن خروج المرأة إلى المسجد ليس حرامًا بل هو مشروع، لكنه مشروط بعدم إثارة الفتنة.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل إذا خافت الفتنة أو إذا كان خروجها فيه مخالفة شرعية.
- ينبغي للنساء إذا أردن الخروج إلى المساجد أن يحرصن على الالتزام بالآداب الشرعية، من الحجاب الكامل، وعدم التعطر، والخروج بسكينة ووقار.
- قول عائشة رضي الله عنها: "ولو رأى حالهن اليومَ منعهن" يدل على فقه الصحابة رضوان الله عليهم وفهمهم لمقاصد الشريعة، وأنهم كانوا يطبقون الأحكام وفقًا للواقع والمصلحة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤٤٠٦) قال: حدثنا الحكم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، قال أبي يذكره عن أمه، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن الكلام في عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال إلا أنه حسن الحديث.
وأبوه: أبو الرِّجال مشهور بهذه الكنية، وهي لقبه، وكنيته أبو عبد الرحمن، وهو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري من رجال الشيخين.
وأمه هي: عمرة بنت عبد الرحمن التابعية المشهورة.
والحكم هو: ابن موسى القنطري أبو صالح البغدادي وثَّقه العجلي وابن سعد، وهو «صدوق» من رجال مسلم.
وأما قول عائشة فهو متفق عليه: رواه مالك في القبلة (١٥) عن يحيى بن سعيد، عن عَمَرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة أنها قالت: لو أدرك رسولُ الله ﷺ ما أحدث النساءُ لمنعهنَّ المساجدَ كما مُنِعتْ نساءُ بني إسرائيل.
قال يحيى بن سعيد: فقلت لعمرة: أو مُنع نساءُ بني إسرائيل المساجدَ؟ قالت: نعم.
وأخرجه البخاري في الأذان (٨٦٩) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك به، ورواه مسلم في الصلاة (٤٤٥) من طرق عن يحيى بن سعيد به مثله.
وقولها: ما أحدث النساء - يعني من الزّينة والطِّيب وحسن الثياب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 640 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد

  • 📜 حديث: لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمنعوا النساء من الذهاب الى المساجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب