حديث: من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، وهي توقيفية، أظهرها اللَّه لعباده للمعرفة والدّعاء والذّكر

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «للَّه تسعة تسعون اسمًا مائة إلّا واحدة، لا يحفظها أحدٌ إلّا دخل الجنة، وهو وتر يحبُّ الوتر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الدعوات (٦٤١٠) عن علي بن عبد اللَّه: حدثنا سفيان، قال: حفظناه من أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة روايةً فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «للَّه تسعة تسعون اسمًا مائة إلّا واحدة، لا يحفظها أحدٌ إلّا دخل الجنة، وهو وتر يحبُّ الوتر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ».

أولاً. شرح المفردات:


● تسعة وتسعين اسمًا: أي أن لله تعالى أسماءً حسنى معروفة به، وهي تسعة وتسعون اسمًا.
● مائة إلا واحدة: تأكيد على العدد، أي أنها ليست مائة كاملة بل ناقص واحد.
● أحصاها: الإحصاء هنا يشمل حفظها باللسان، وفهم معانيها، والاعتقاد بها، والتعبد لله بها في الدعاء والثناء.
● دخل الجنة: أي أن حفظها وإحصائها مع العمل بمقتضاها سبب لدخول الجنة.
● وهو وتر: أي أن الله واحد لا شريك له، وهو فرد صمد.
● يحب الوتر: أي يحب الأعمال والأقوال الوترية (الفردية)، كالوتر في الصلاة، والدعاء بعدد فردي، وغير ذلك.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا، من حفظها وعمل بها وآمن بمعانيها دخل الجنة، ويؤكد أن الله واحد أحد، ويحب العدد الفردي في العبادة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم أسماء الله الحسنى: فهي طريق إلى الجنة، وسبب للفوز برضوان الله.
2- فضل حفظها وفهمها: ليس المقصود مجرد ترديدها، بل حفظها مع فهم معانيها والعمل بمقتضاها.
3- التوحيد والعبادة: التأكيد على وحدانية الله، وأنه يحب الوتر في العبادة، مما يدل على استحباب إفراد العبادات بالعدد الفردي أحيانًا.
4- الترغيب في العلم: حفظ أسماء الله من العلم النافع الذي يثمر الإيمان والعمل الصالح.

رابعًا. معلومات إضافية:


● أسماء الله الحسنى: لم يرد في الحديث تعدادها، ولكن العلماء استخرجوها من القرآن والسنة، وأشهر ما ورد في تعدادها ما رواه الترمذي وغيره عن أبي هريرة أيضًا.
● معنى "الإحصاء": يشمل:
- حفظها باللسان.
- فهم معانيها.
- التعبد لله بها (كالدعاء بها، كقول: "يا رحمن ارحمني").
- الاعتقاد بما دلت عليه من صفات الكمال.
● الوتر في العبادة: مثل صلاة الوتر، والدعاء بعدد فردي، والتكبير في العيدين فرديًا، وغير ذلك.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يحفظون أسماءه ويعملون بها، ويدخلنا الجنة برحمته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الدعوات (٦٤١٠) عن علي بن عبد اللَّه: حدثنا سفيان، قال: حفظناه من أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة روايةً فذكره.
ورواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء (٢٦٧٧) عن عمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر، جميعًا عن سفيان بن عيينة بهذا السّند عن النّبيّ ﷺ.
وللبخاريّ في كتاب الشروط (٢٧٣٦)، وفي التوحيد (٧٣٩٢) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزّناد، بسنده أنّ رسول اللَّه ﷺ قال. . . فذكره.
وقوله: «مائة إلّا واحدة» كذا بالتأنيث، وفي رواية شعيب «واحدًا» بالتذكير، قال بعض أهل العلم: وهو الصّواب.
ومنهم من وجّه التأنيث بأن الاسم كلمة، واحتجوا بقول سيبويه: الكلمة اسم أو فعل أو حرف. فسمّى الاسم كلمة. انظر: للمزيد فتح الباري (١١/ ٢١٩).
وأمّا روي عن أبي هريرة مرفوعًا، وفيه سرد لأسماء اللَّه تعالى وهي:
«هو اللَّه الذي لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم، الملك، القدُّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبُر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذل، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، المجيب، الباعث، الشهيد، الحقّ، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحمي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيّوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدِّم، المؤخِّر، الأوّل، الآخر، الظّاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التّواب، المنتقم، العفو، الرّؤُوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقيط، الجامع، الغنيُّ، الْمُغْنِي، المانع، الضّار، النّافع، النُّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصَّبور».
ففيه ضعف ونكارة. رواه عن أبي هريرة: عبد الرحمن بن الأعرج، ورواه عنه اثنان: أحدهما موسى بن عقبة - ومن طريقه رواه ابن ماجه (٣٨٦١) عن هشام بن عمّار، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعانيّ، قال: حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميميّ، قال: حدثنا موسى بن عقبة، قال: حدثني عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده ضعيف، عبد الملك بن محمد الصنعانيّ -من صنعاء دمشق- الحميريّ أبو الزرقاء مختلف فيه، والخلاصة فيه أنه ليّن الحديث كما قال الحافظ في التقريب. وقال ابن حبان: «كان يجيبُ فيما سئل عنه، ينفرد بالموضوعات، لا يجوز الاحتجاج بروايته»، وقال الأزديّ: «ليس
بالمرضي في حديثه».
وزهير بن محمد التميميّ أبو المنذر الخراساني، سكن الشّام ثم الحجاز، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضُعِّف بسببها.
وهذا الحديث رواه عنه عبد الملك بن محمد وهو شاميّ.
قال أبو حاتم: «محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشّام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، فما حدّث من حفظه ففيه أغاليط، وما حدَّث من كتبه فهو صالح».
والثاني أبو الزّناد: ومن طريقه رواه الترمذيّ (٣٥٠٧) عن إبراهيم بن يعقوب، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، بإسناد مثله، واللّفظ له.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن منده في التوحيد (٢/ ٢٠٥)، وابن حبان في صحيحه (٨٠٨)، والحاكم (١/ ١٦)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٦) من طريقين صفوان بن صالح، وموسى بن أيوب كلاهما عن الوليد بن مسلم.
وظاهره السّلامة من العلل؛ لأنّ صفوان بن صالح، والوليد بن مسلم كلاهما صرّحا بالتحديث، ولكن أعلّه الترمذيّ قائلًا: «هذا حديث غريب، حدثنا به غيرُ واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث (كذا قال! وقد رواه أيضًا موسى بن أيوب كما مضى)، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ، ولا نعلم في كبير شيء من الرّوايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث. وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ، وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح» انتهى قول الترمذيّ.
ثم روى الترمذيّ من طريق سفيان، عن أبي الزّناد بإسناده مرفوعًا: «إنّ للَّه تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنّة». وقال: «وليس في هذا الحديث ذكر الأسماء، ورواه أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، ولم يذكر فيه الأسماء» انتهى قوله.
ورواية سفيان، وشعيب بن أبي حمزة في الصحيح كما سبق.
وقال البغويّ في «شرح السنة» (١٢٥٧) بعد أن روى الحديث من طريق صفوان بن صالح الدّمشقيّ، ونقل كلام الترمذيّ بكامله: «يحتمل أن يكون ذكرُ هذه الأسامي من بعض الرّواة، وجميع هذه الأسامي في كتاب اللَّه، وفي أحاديث الرسول ﷺ نصًا أو دلالة.
واللَّه عز وجل أسماءُ سوى هذه الأسامي أتى بها الكتاب والسنة، منها: الرّب، والمولي، والنّصير، والفاطر، والمحيط، والجميل، والصّادق، والقديم، والوتر، والحنّان، والمنّان، والشّافي، والكفيل، وذو الطَّوْل، وذو الفضْل، وذو العرش، وذو المعارج وغيرها، وتخصيص بعضهنّ بالذّكر لكونها أشهر الأسماء.
وقيل: معنى قوله: «من أحصاها» معناه: أحصى من أسماء اللَّه تسعًا وتسعين دخل الجنة، أي عمل بمقتضاها، سواء أحصى مما جاء في حديث الوليد بن مسلم، أو من سائر ما دلّ عليه الكتاب أو السنة، ذكر هذا المعنى الشيخ أحمد البيهقيّ ﵀».
وإليه ذهب أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى بأنّ هذه الأسماء مدرجة في الحديث، وليس من كلام النّبيّ ﷺ، ولهذا جمعها قومُ آخرون على غير هذا الجمع، واستخرجوها من القرآن منهم: سفيان بن عيينة، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم. وهذا كلّه يقتضي أنها عندهم مما يقبل البدل، فإن الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء اللَّه أكثر من تسعة وتسعين» انظر للمزيد: «مجموع الفتاوى» (٦/ ٣٨٠ - ٣٨١).
وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» -في تفسير سورة الأعراف آية (١٨٠) -: «والذي عوّل عليه جماعة من الحفّاظ أنّ سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصّنعانيّ، عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم انّهم قالوا ذلك. أي أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد، وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغويّ».
وقال: «ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليستْ منحصرة في التسعة والتسعين بدليل حديث ابن مسعود الآتي. . . وذكر الفقيه الإمام أبو بكر بن العربيّ أحد أئمّة المالكيّة في كتابه»الأحوذي في شرح الترمذيّ«أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة من أسماء اللَّه ألف اسم».
قال الأعظمي: ما ذُكر عن سفيان بن عيينة أنه جمع تسعة وتسعين اسمًا من كتاب اللَّه هو ما أخرجه ابن منده في كتاب التوحيد (٣/ ٣١٢) فقال: أخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، ثنا عبد اللَّه بن الزبير الحميديّ، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ للَّه تسعة وتسعين اسمًا مائة غير واحد من حفظها أو من أحصاها دخل الجنة».
روى حيان بن نافع بن صخر هذا الحديث عن ابن عيينة بإسناده مثله. ثم ذكر حيان أن داود بن عمرو سأل ابن عيينة أن يملي عليه التسعة والتسعين اسمًا مائة إلّا واحدًا من كتاب اللَّه عز وجل فوعد أن يخرجها، قال: فلما أن طالت سألنا أبا زيد فأملى علينا، فأتينا سفيان فعرضنا عليه فنظر فيها أربع مرّات فقال: هي هذه، فقلنا: اقرأ علينا فقرأها في فاتحة الكتاب خمسة أسماء: يا اللَّه، ياربّ، يا رحمن، يا رحيم، يا مالك. وفي البقرة ستة وعشرون اسمًا: يا حفيظ، يا قدير، يا عظيم، يا حكيم، يا تواب، يا بصير، يا واسع، يا بديع، يا سميع، يا كافي، يا رؤوف، يا شاكر، يا اللَّه، يا واحد، يا مقتدر، يا حليم، يا فاطر، يا باسط، يا اللَّه لا إله إلا هو، يا حي، يا قيوم، يا عليّ، يا عظيم، يا ولي، يا غني، يا حميد. وفي آل عمران أربعة أسماء: يا قائم، يا وهاب، يا سميع، يا خبير. وفي النساء: ستة أسماء يا رقيب، يا حسيب، يا شهيد، يا عفو، يا مغيث، يا وكيل. وفي الأنعام
خمسة أسماء: يا فاطر، يا طاهر، يا قاهر، يا لطيف، يا خبير. وفي الأعراف اسمان: يا محيي، يا مميت. وفي الأنفال اسمان: يا نعم المولى، ويا نعم النّصير. وفي هود سبعة أسماء: يا حفيظ، يا رقيب، يا مجيب، يا قوي، يا مجيد، يا ودود، يا فعال. وفي الرّعد اسمان: يا كبير، يا متعال. وفي إبراهيم اسم: يا منان. وفي الحجر اسم: يا خلّاق. وفي مريم اسمان: يا صادق، يا وارث. وفي الحجّ اسم: يا باعث. وفي المؤمنين اسم: يا كريم. وفي النور ثلاثة أسماء: يا حقّ، يا مبين، يا نور. وفي الفرقان اسم: يا هادي. وفي سبأ اسم: يا فتاح. وفي المؤمن أربعة أسماء: يا غافر، يا قابل، يا شديد، يا ذا الطّول. وفي الذاريات ثلاثة أسماء: يا رزاق، يا ذا القوة المتين. وفي الطور اسم: يا بارّ. وفي اقتربت اسم: يا مقتدر. وفي الرحمن ثلاثة أسماء: يا باق، يا ذا الجلال والإكرام. وفي الحديد أربعة أسماء: يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن. وفي الحشر عشرة أسماء: يا قدوس، يا سلام، يا مؤمن، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبار، يا متكبر، يا خالق، يا بارئ، يا مصور. وفي البروج اسمان: يا مبدئ، يا معيد. وفي قل هو اللَّه أحد اسمان: يا أحد، يا صمد».
قال حيان: «قال داود بن عمرو: فمن زعم أن أسماء اللَّه محدثة فقد زعم أن القرآن محدث».
من طريق حيان بن نافع أخرجه أبو القاسم تمام بن محمد في «فوائده» (٤/ ٤٠٦ - ٤٠٦) وإليه عزاه الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/ ٢١٧).
وابن منده نفسه جمع أسماء اللَّه تعالى من كتاب اللَّه وسنة رسوله ﷺ، وجعل تحت كلّ اسم ما جاء من الآيات والأحاديث، فقال:
«هو اللَّه الذي لا إله إلّا هو، وهو الرّحمن، الرحيم، الملك والمالك، الربّ ربّ كلّ شيء ومليكه، الأحد، الصّمد، عالم الغيب والشّهادة، هو الرّحمن الرّحيم، هو اللَّه الذي لا إله إلّا هو الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الأوّل والآخر، والظّاهر والباطن، الأحد، القيّوم، الدّائم، القائم، الباعث، الباقي، البديع، البصير، البارّ، الباسط، التوّاب، الجواد، الجميل، الجليل، الجامع، الحقّ، الحليم، الحافظ، الحفيظ، الحميد، الحي، المحيي، الحسيب، الحكم، الخالق، الخلاق، الخبير، الدافع، الديّان، ذو الجلال والإكرام، الرّءوف، الرّقيب، الرّازق، الرزّاق، الرّافع، والرّفيق، الرّشيد، السّيد، السّلام، السميع، السّبوح، السّريع، الستّار، الشّافي، الشّديد، الشّهيد، الشّاهد، الشّكور، الشّاكر، الصّادق، والصّاحب، والصّبور، الطّيّب، الظُّهَر، الطّاهر، العلي، الأعلى، العظيم، العزيز، العدل، العالم، العليم، العلّام، العفو، الغفور، الغافر، الغفّار، الغني، الفاتح، الفتّاح، الفاطر، القدير، القادر، المقتدر، القيام، القهار، القاهر، القدوس، القريب، القوي، القابض، القديم (كذا في الكتاب، وقال المعلق الدكتور علي ناصر الفقيهي: «إنما الوارد اسم اللَّه «الأوّل» كما هو نصّ القرآن، وحسب اطلاعي إنه لم يرد في أسماء اللَّه الحسنى «القديم»، وإنما هذا من قول المتكلمين، إنّ أخص ما وصف له سبحانه القدم، والوارد كما ذكرت «الأوّل».
وأسماء اللَّه وصفاته توقيفية، والمصنّف ممن يقول بهذا، ولذا فإنني لا أستبعد أن عبارة «القديم» خطأ من النّاسخ بدليل أن المصنف سرد الأسماء كما في الحديث -رقم ٣٦٦ - ولم يذكر «القديم» فيها)، والكبير، الكريم، الكافي، الكفيل، اللّطيف، المجيد، الماجد، المعزّ، المذلّ، المقدر، المعطي، المانع، المعين، المنان، المبين، المفضل، الموسع، المنعم، المفرج، المقسط، المعافي، المطعم، النور، الناصر، النذير، الواحد، الوتر، الوهاب، الودود، الولي، الوفي، الهادي».
ثم قال ابن منده: «ومن أسماء اللَّه عز وجل المضافة إلى صفاته وأفعاله -وذكر منها-: ذو الجلال والإكرام، ذو الفضل العظيم، ذو القوة المتين، ذو العرش المجيد، ذو الطول والإحسان، ذو الرحمة الواسعة، ذو الجبروت والملكوت، فاطر السموات والأرض، فالق الحبّ والنّوى، منزل الكتاب، سريع الحساب، علّام الغيوب، غافر الذنب، وقابل التوب، فارج الهمّ، كاشف الكرب، مقلب القلوب».
وممّا ذكره أيضًا: ربّ العرش العظيم ربّ العرش الكريم، ربّ السماوات السبع، خير الراحمين، أرحم الرّاحمين، خير الفاتحين، خير الناصرين، خير الوارثين، خير الفاصلين، خير المُنزِلين، أحكم الحاكمين، احسن الخالقين، ولي المؤمنين» انتهى. ثم ذكر حديث أبي هريرة الذي رواه الترمذيّ وغيره مع سرد الأسماء مرفوعًا كما سبق، وبَيَّن أن سرد الأسماء مرفوعًا لا يصح.
وبهذا تبين النكارة في المتن في تحديد أسامي اللَّه وقصرها عليها ورفعها إلى النبيّ ﷺ مع أنها أكثر من هذا العدد.
وأمّا قول الحاكم: «هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه، والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرّد بسياقته بطوله، وذكر الأسامي فيه، ولم يذكرها غيره، وليس هذا بعلة، فإني لا أعلم اختلافًا بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجلّ من أبي اليمان، وبشر بن شعيب، وعلي بن عياش وأقرانهم من أصحاب شعيب، ثم نظرنا فوجدنا الحديث قد رواه عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعًا عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ بطوله».
ثم روى الحديث من الطريق المشار إليه وقال: «هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مختصرًا دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن. وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه، وإنما جعلته شاهدًا للحديث الأول» انتهى.
فتعقبه الذّهبي فقال: «عبد العزيز ضعّفوه».
قال الأعظمي: الاختلاف ليس في قوله ﷺ: «إنّ اللَّه تسعة وتسعين اسمًا. . .»، فإنّه صحيح ثابت بدون ذكر الأسامي، وإنما الاختلاف فيمن سرد هذه الأسامي وجعلها مرفوعًا، ومن هؤلاء عبد العزيز بن
حصين بن الترجمان وهو ضعيف كما قال الذهبي، كما ثبت تضعيف كل من ذكر الأسامي، فتبين من هذا أن الحاكم لم يأتِ بشيء جديد يعتمد عليه، واللَّه الموفق.
ولذا تعقبه الحافظ في: الفتح (١١/ ٢١٥) -بعد أن نقل كلام الحاكم بكامله-: «وليست العلة عند الشّيخين تفرّد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليه، واحتمال الإدراج. قال البيهقي: يحتمل أن يكون العين وقع من بعض الرواة في الطريقين معًا، ولهذا وقع الاختلاف الشديد بينهما، ولهذا الاحتمال ترك الشيخان تخريج التعيين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 212 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة

  • 📜 حديث: من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب