حديث: بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المبايعة على عدَم الإشراك باللَّه

عن أمِّ عطيّة قالت: بايعنا رسول اللَّه ﷺ، فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ [سورة الممتحنة: ١٢]، ونهانا عن النّياحة، فقبضتْ امرأةٌ يدها، فقالت: أسعدتْني فلانة، أريد أن أجزيَها، فما قال لها النّبيُّ ﷺ شيئًا، فانطلقتْ ورجعتْ فبايعها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٩٢)، ومسلم في الجنائز (٩٣٦: ٣٣) كلاهما من حديث حفصة بنت سيرين، عن أمّ عطيّة، فذكرتْه، واللّفظ للبخاريّ.

عن أمِّ عطيّة قالت: بايعنا رسول اللَّه ﷺ، فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ [سورة الممتحنة: ١٢]، ونهانا عن النّياحة، فقبضتْ امرأةٌ يدها، فقالت: أسعدتْني فلانة، أريد أن أجزيَها، فما قال لها النّبيُّ ﷺ شيئًا، فانطلقتْ ورجعتْ فبايعها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابية الجليلة أم عطية نسيبة بنت كعب الأنصارية رضي الله عنها، وهو يتعلق ببيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم.

شرح المفردات:


● بايعنا رسول الله ﷺ: أي بايعناه على الإسلام والطاعة، وبيعة النساء كانت بالكلام دون المصافحة.
● فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾: أي تلا علينا الآية الكريمة من سورة الممتحنة التي تبين شرط البيعة.
● عن النياحة: النياحة هي رفع الصوت بالبكاء والعويل على الميت، وهي من أمر الجاهلية.
● فقبضت امرأة يدها: أي امتنعت عن المبايعة وسحبت يدها.
● أسعدتني فلانة: أي خدمتني وأحسنت إليّ، من السعادة بمعنى الخدمة والإحسان.
● أريد أن أجزيها: أي أريد أن أكافئها وأرد لها الجميل.
● فما قال لها النبي ﷺ شيئًا: لم يوبخها أو يجبرها على البيعة.
● فانطلقت ورجعت فبايعها: ذهبت ثم عادت وبايعت طواعية.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الحديث أن نساء الصحابة، ومنهن أم عطية، أتين النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعنه على الإسلام. فقرأ عليهن شرط البيعة الأساسي وهو ألا يشركن بالله شيئاً، ونهاهن عن عادة جاهلية سيئة وهي النياحة (الصياح والعويل) على الموتى. إلا أن إحدى النساء ترددت في المبايعة لأنها أرادت أن تنيح تكريماً وإكراماً لإحدى قريباتها التي أحسنت إليها سابقاً. تركها النبي صلى الله عليه وسلم دون إجبار أو توبيخ، فما كان منها إلا أن غادرت ثم عادت بعد أن هداها الله واقتنعت، فبايعهن النبي صلى الله عليه وسلم.

الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية بيعة النساء: بيعة النساء على الإسلام والتزام شرائعه مشروعة، وهي تختلف عن بيعة الرجال.
2- أركان بيعة النساء: كما بينتها الآية الكريمة، تشمل البيعة على عدم الإشراك بالله، وعدم السرقة، وعدم الزنى، وعدم قتل الأولاد، وعدم الإتيان بالبهتان، وعدم المعصية في المعروف.
3- تحريم النياحة: النياحة على الميت بالصياح ولطم الخدود وشق الجيوب من الأمور المحرمة وهي من عادات الجاهلية؛ لأنها تتضمن الاعتراض على قضاء الله وقدره.
4- الحكمة في الدعوة والرفق بالناس: موقف النبي صلى الله عليه وسلم من المرأة التي امتنعت عن البيعة يدل على حكمته ورفقه في الدعوة إلى الله. لم يجبرها بل تركها لتفكر وتختار، فكانت النتيجة أن عادت طائعة مختارة.
5- قبول التوبة والعودة إلى الحق: الحديث يدل على أن من ترك شيئاً من الحق ثم عاد إليه، فإنه يُقبل منه ويُغفر له.
6- تقدير حقوق الآخرين والوفاء لهم: حرص المرأة على مكافأة من أحسن إليها يدل على خلق الوفاء والاعتراف بالجميل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين لها أن ذلك لا يكون بمعصية الله.

معلومات إضافية مفيدة:


- النياحة محرمة بالإجماع، وهي من الكبائر لأنها تدل على عدم الرضا بقضاء الله.
- بيعة النساء كانت بالكلام فقط، دون مصافحة، كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة.
- هذا الحديث من أدلة سماحة الإسلام ويسره، ورفقه بالنساء وتعليمهن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٩٢)، ومسلم في الجنائز (٩٣٦: ٣٣) كلاهما من حديث حفصة بنت سيرين، عن أمّ عطيّة، فذكرتْه، واللّفظ للبخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 208 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا

  • 📜 حديث: بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب