حديث: رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صلاة النَّبِيّ ﷺ النافلة بعضها قاعدًا وبعضها قائمًا

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ أنها أخبرت: أنها لم تر رسولَ الله ﷺ يُصَلِّي صلاة الليل قاعدًا قط حتَّى أسَنَّ، فكان يقرأ قاعدًا، حتَّى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوًا من ثلاثين، أو أربعين آية. ثمّ ركع.

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الجماعة (٢٢) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرت مثله.

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ أنها أخبرت: أنها لم تر رسولَ الله ﷺ يُصَلِّي صلاة الليل قاعدًا قط حتَّى أسَنَّ، فكان يقرأ قاعدًا، حتَّى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوًا من ثلاثين، أو أربعين آية. ثمّ ركع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يصف هدي النبي ﷺ في صلاة الليل في أواخر عمره الشريف.

أولاً. شرح المفردات:


● يُصَلِّي صلاة الليل قاعدًا قط: أي لم تره يصلي النوافل الليلية (كالتهجد) وهو جالس من أولها إلى آخرها.
● حَتَّى أَسَنَّ: حتى كبر في السن وتقدم به العمر.
● يقرأ قاعدًا: كان يبدأ القراءة في الصلاة وهو جالس.
● نحوًا من ثلاثين، أو أربعين آية: مقدار ما يقارب ثلاثين أو أربعين آية من القرآن الكريم.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها لم تر النبي ﷺ طوال حياتها يؤدي صلاة الليل (التهجد) كاملة وهو جالس من أولها إلى آخرها. ولكن عندما تقدم به العمر وأثقلته السنون، كان يبدأ الصلاة بالقراءة وهو جالس، ثم عندما يحين وقت الركوع، يقوم ويقف ليقرأ مقدارًا من القرآن (ما يعادل ثلاثين أو أربعين آية) واقفًا، ثم بعد ذلك يكمل الركوع وسائر أركان الصلاة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التيسير على النفس في العبادة مع التقدم في السن: الحديث دليل على رحمة الشريعة ومراعاتها للظروف البشرية، فالنبي ﷺ مع علو منزلته لم يمنعه كبر سنه من القيام في الصلاة، ولكنه خفف على نفسه بالجلوس في جزء منها، وهذا تيسير عظيم من الدين.
2- فضل القيام في الصلاة ولو لبعضها: حرص النبي ﷺ على القيام ولو لجزء من الصلاة (قدر ثلاثين أو أربعين آية) يدل على فضل القيام وعظم أجره، وأنه ينبغي للمصلي أن يجتهد في القيام ما استطاع.
3- الجمع بين الرخصة والعزيمة: النبي ﷺ جمع بين الرخصة (الجلوس للتخفيف) والعزيمة (القيام لأجل الفضل)، وهذا من كمال فقهه ﷺ، وهو درس للمسلم أن لا يترك الرخصة كاملة إذا احتاجها، ولا يترك الفضل كله إذا استطاع إلى بعضه سبيلاً.
4- بيان هدي النبي ﷺ في الصلاة: الحديث يوضح صفة من صفات صلاة النبي ﷺ، وهي جواز القراءة في الصلاة جالسًا ثم القيام للركوع، وأن الصلاة صحيحة بهذه الكيفية.
5- العناية بسنة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة: حرص أم المؤمنين عائشة على ملاحظة ورواية هذه التفاصيل الدقيقة في عبادة النبي ﷺ يدل على عناية الصحابة الكبيرة بسنة رسول الله ونقلها للأمة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الفعل من النبي ﷺ (القراءة جالسًا ثم القيام للركوع) يدخل تحت القاعدة الفقهية: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، فقيامه للركوع هو لأن الركوع لا يصح إلا من قيام، فقام لأداء الركوع فقط.
- الحديث دليل على أن الصلاة جالسًا لها أجر، ولكن أجرها على النصف من أجر الصلاة قائمًا، كما في الحديث الصحيح، إلا أن النبي ﷺ هنا لم يصل كاملة جالسًا، بل جمع بين الحالتين.
- يستفاد منه أن للمصلي في النافلة أن يقرأ جالسًا إذا شق عليه القيام، ثم يقوم لأداء الركوع والسجود.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الجماعة (٢٢) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرت مثله.
رواه البخاريّ في تقصير الصّلاة (١١١٨) من طريق مالك، به.
ورواه هو (١١٤٨) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٣١) من طريق يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها قالت: ما رأيتُ رسول الله ﷺ يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسًا. حتَّى إذا كبِرَ قرأ جالسًا، حتَّى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن، ثمّ ركع.
ورواه أيضًا مالك (٢٣) عن عبد الله بن يزيد المدنيّ، وعن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: إن رسول الله ﷺ كان يُصَلِّي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءتِه قدرُ ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأ وهو قائم، ثمّ ركع وسجد، ثمّ صنع في الركعة الثانية مثل ذلك.
ورواه البخاريّ (١١١٩) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (٧٣١/ ١١٢) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.
وأحاديث البابين تدل على جواز الأمرين؛ بأن يفتتح قائمًا ويركع قائمًا، أو يفتتح قاعدًا ويركع قاعدًا أو قائمًا، فلا تناقض بين الأمرين .. وهذه كلها في صلاة الناقلة. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 979 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه

  • 📜 حديث: رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب