حديث: من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ذكر من نوى قيام الليل فغلبه النوم
حسن: رواه النسائيّ (١٧٨٧)، وابن ماجة (١٣٤٤) كلاهما عن هارون بن عبد الله الحمَّال، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن عليّ الجُعفيّ، عن زائدة، عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدة بن أبي لُبابة، عن سُويد بن غَفَلَة، عن أبي الدّرداء فذكره.

شرح الحديث:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام النسائي في *السنن الكبرى*، والإمام ابن ماجه في *سننه*، والإمام أحمد في *مسنده*، وصححه عدد من الأئمة منهم الشيخ الألباني في *صحيح الجامع*.
وفيما يلي شرحه على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
● من أتى فراشه: أي من ذهب إلى سريره لينام.
● وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل: أي عازمًا في قلبه ومقصدًا أن يستيقظ في جزء من الليل ليصلي التهجد أو قيام الليل.
● فغلبتْه عيناه: أي غلبه النوم فنام بشدة ولم يستطع الاستيقاظ.
● حتى يصبح: أي استمر نومه إلى وقت طلوع الفجر.
● كُتِبَ له ما نوى: أي سُجِّل له في صحيفة حسناته الأجر الكامل كمن صلى بالفعل.
● وكان نومُه صدقةً عليه من ربِّه: أي أن نومه هذا الذي منعه من القيام أصبح بمثابة هبة وعطاء من الله تعالى له، يحصل به على الأجر والراحة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضلًا عظيمًا من فضائل الله تعالى وكرمه على عباده. فإذا عزم المسلم عند ذهابه إلى النوم على القيام ليلاً للصلاة والتهجد، ولكن غلبه النوم فلم يستيقظ حتى الصباح، فإن الله تعالى - بمَنِّه وفضله - يكتب له أجر القيام كاملاً كما لو صلى بالفعل، بل ويجعل نومه هذا الذي كان سببًا في تفويته للطاعة نفعًا له وأجرًا، فيصبح كالصدقة يتقبلها الله منه.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سعة فضل الله وكرمه: الحديث من أعظم الأدلة على سعة رحمة الله تعالى وفضله على عباده، حيث يعطيهم الأجر على مجرد النية الصادقة والعزيمة الصالحة، حتى لو لم يتمكنوا من تنفيذها لعذر خارج عن إرادتهم.
2- أهمية النية الصالحة: النية هي روح العمل وقاعدته، بها يتحول العادي إلى عبادة، وبها يكتب الأجر حتى لو لم يتم الفعل. فهي ترفع همة المسلم وتجعله دائمًا في حالة من الطاعة والقرب من الله.
3- التيسير ورفع الحرج عن الأمة: الشرع الإسلامي مليء بالتيسيرات ورفع المشقة. فالإنسان قد يعتريه الكسل أو النعاس، وهذا الحديث يطمئن من غلبه النوم أنه لن يضيع أجره، بل سيأخذ أجره كاملاً بنيته الصادقة.
4- الترغيب في قيام الليل: يحث الحديث بطريقة غير مباشرة على الاجتهاد في قيام الليل والحرص على هذه السنة العظيمة، ويبشر من ينوي فعلها بأنه لن يخسر شيئًا حتى لو نام.
5- أن النوم نفسه يمكن أن يكون عبادة: إذا نوى المسلم بالنوم التقوي على طاعة الله، فإن نومه يصبح عبادة يؤجر عليها، كما في هذا الحديث حيث جعله الله صدقة على عبده.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب "النية" وأثرها في كتابة الأجر، وهو من القواعد الكلية في الإسلام: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ".
- الفرق بين هذا الحديث وحديث "من نام عن حزبه..." أن الحديث الآخر فيه تفريط في الأصل (لم ينو القيام من الأساس)، أما هنا ففيه نية صادقة ثم عذر.
- يستفاد منه أيضًا أهمية استحضار النية في جميع الأمور، حتى في الذهاب إلى النوم، ليكون المسلم في عبادة دائمة.
- هذا الكرم الإلهي خاص بمن صدق في نيته ولم يتعمد التساهل أو التكاسل، فإن كان يتكاسل ويتعلل بالنوم وهو قادر على الاستيقاظ فإنه لا يدخل تحت هذا الوعد.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للنية الصالحة والعمل الصالح، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأخرجه ابن خزيمة (١١٧٢)، والحاكم (١/ ٣١١) من طريق حبيب بن أبي ثابت.
وأعلّه النسائيّ وابن خزيمة بالوقف.
وأمّا الحاكم فقالي: «صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما أعلاه بتوقيف من روى عن زائدة» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال فقد خالفه معاوية بن عمرو فرواه عن زائدة من قول أبي الدّرداء، أخرجه الحاكم.
ورواه أيضًا عبد الرزّاق (٤٢٢٨) عن سفيان عن عبدة بإسناده عن أبي ذرّ أو أبي الدّرداء موقوفًا.
وهذا الموقوف رواه أيضًا النسائيّ وابن خزيمة.
ولكن رواه شعبة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة أنه عاد زِر بن حُبيش في مرضه فقال أبو ذرّ، أو أبو الدّرداء - شكَّ شعبة - قال رسول الله ﷺ فذكر الحديث مرفوعًا، رواه ابن حبَّان (٢٥٨٨) من طريق مسكين بن بكير، عن شعبة به. ولكن فيه محمد بن سعيد الأنصاري أبو إسحاق الحراني الراوي عن مسكين بن بكير لم يوثقه غير ابن حبَّان. وقال الحافظ في التقريب: «شيخ».
إِلَّا أنَّ هذا الطريق يقوي الطريق السابق الذي فيه حبيب بن أبي ثابت، فيكون المرفوع حكما وإسنادًا وإن كان بعض أهل العلم رجّحوا الموقوف ثمّ قالوا: وحكمه الرفع لأنه مثل هذا لا يقال بالرأي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 984 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 959 صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة
- 960 كان رسول الله ﷺ يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل
- 961 سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر
- 962 صلى النبي العشاء ثم صلى ثمان ركعات وركعتين جالسًا
- 963 صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر
- 964 كان رسول الله يُصلّي بالليل ثلاث عشرة ركعة
- 965 يُصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس
- 966 كان النبي ﷺ يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة
- 967 يُصَلِّي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة
- 968 كان رسول الله يصلي من الليل تسعا فلما أسن صلى...
- 969 صلاة رسول الله ﷺ ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم أوتر
- 970 صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح
- 971 الركعتان قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة
- 972 من صلى من الليل فليصل مثنى مثنى
- 973 صلاة النبي قاعدًا في السُّبحة قبل وفاته بعام
- 974 النَّبِيّ ﷺ لم يمت حتَّى صلى قاعدًا
- 975 لم يمت النبي ﷺ حتى كان كثير من صلاته جالسًا
- 976 كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل
- 977 أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
- 978 كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا
- 979 رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه
- 980 من صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم
- 981 صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة
- 982 يُصَلِّي متربِّعًا
- 983 من نام عن حزبه فقرأه بين الفجر والظهر كتب له...
- 984 من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
- 985 من يغلبه النوم عن صلاة الليل كتب له أجرها
- 986 النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.
- 987 كان النبي ﷺ إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام...
- 988 سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
- 989 لا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة
- 990 إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد
- 991 إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ
- 992 إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن فليضطجع
- 993 أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع
- 994 الدائم أحب العمل إلى رسول الله ﷺ
- 995 أي الأعمال أحب إلى الله؟ أدومها وإن قل
- 996 خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى...
- 997 أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- 998 خذوا من العمل ما تطيقون فالله لا يمل حتى تملوا
- 999 حلوا ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد
- 1000 صُم وأفطِر وقُم ونَمُ فإن لنفسك حقًا
- 1001 من اقتدي بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس...
- 1002 يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك...
- 1003 إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق
- 1004 إنه سينهاه ما تقول
- 1005 صلاة من يسرق لا تنفعه
- 1006 خمس صلوات كتبهن الله على العباد
- 1007 إن الله وتر يحب الوتر
- 1008 أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر
معلومات عن حديث: من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
📜 حديث: من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








