حديث: النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك القيام للمريض

عن جندب بن عبد الله البجلي قال: اشتكى النَّبِيّ ﷺ فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التهجد (١١٢٤) عن أبي نُعيم، قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ جنديًا يقول فذكر الحديث هكذا مختصرًا، وساقه في فضائل القرآن تامًّا (٤٩٨٣) عن أبي نُعيم، حَدَّثَنَا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ جندبًا يقول: اشتكى النَّبِيّ
ﷺ فلم يَقُم ليلةً، أو ليلتين، فأتتْه امرأةٌ فقالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إِلَّا قد تركك.

عن جندب بن عبد الله البجلي قال: اشتكى النَّبِيّ ﷺ فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: "اشْتَكَى النَّبِيُّ ﷺ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ".
مصدر الحديث:
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الجماعة والإمامة، باب إذا مرض الإمام أو عذر.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● اشْتَكَى: أي مرض واعتلّ جسده الشريف.
● فَلَمْ يَقُمْ: أي لم يقم لصلاة الليل (قيام الليل أو التهجد)، وهي الصلاة التي كان يواظب عليها النبي ﷺ.
● لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ: مدة زمنية قصيرة، ليست محددة بدقة، للدلالة على قصر مدة مرضه ذلك.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي جندب البجلي رضي الله عنه أن النبي ﷺ أصابه مرضٌ (وعكة صحية) حالت بينه وبين القيام للصلاة في جوف الليل، وهي العبادة التي كان لا يتركها، فلم يستطع أداءها ليلة واحدة أو ليلتين متتاليتين بسبب شدة المرض وإعاقته له عن القيام.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● بشريّة النبي ﷺ: الحديث من أوضح الأدلة على بشرية النبي ﷺ الكاملة، فهو يعتريه ما يعتري البشر من المرض والضعف، وهذا من كمال رسالته، فهو بشر يُوحى إليه، وليس بإله أو شبه إله. قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ}.
● الاجتهاد في العبادة وعدم التفريط: حرص النبي ﷺ على قيام الليل ومواظبته عليه يدل على عظيم مكانة هذه الصلاة وفضلها، حتى إن فقده ليلةً بسبب المرض كان أمراً يُذكر وينقل.
● رخصة الشرع ورفع الحرج: الحديث يُستدل به على أن المرض عذرٌ شرعي يبيح للمسلم ترك النوافل والرواتب إذا شق عليه أداؤها، فإذا كان النبي ﷺ قد ترك قيام الليل بسبب المرض، فالمسلم من باب أولى له أن يرخص لنفسه ويحتسب الأجر عند الله.
● عدم مؤاخذة الإمام إذا ترك الصلاة بالجماعة لعذر: حيث استشهد البخاري بهذا الحديث في باب "إذا مرض الإمام أو عُذر"، ليبيّن أن الإمام إذا كان مريضاً ولم يحضر المسجد للصلاة بالجماعة فلا لوم عليه، بل هذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
● الصبر على المرض واحتساب الأجر: مرض النبي ﷺ واحتسب ذلك عند الله، وهو درس للمسلم أن يصبر على بلاء المرض ويحتسب الأجر عند الله، فرب عملٍ كان يعمله فمنعه المرض فكتب الله له أجر ذلك العمل.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● جندب بن عبد الله البجلي: صحابي جليل، شهد غزوة الخندق وما بعدها، وكان من فقهاء الصحابة وعبّادهم.
● قيام الليل: هو من أعظم القربات وأفضل النوافل، قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}. وكان النبي ﷺ يحافظ عليه حتى تتفطر قدماه.
● الفقه المستنبط: يستفاد من الحديث أيضاً أن العبادة إذا فُعلت على وجهٍ معتاد ثم تركت لعذر، فإن ذلك لا ينقص من قدر العابد، بل قد يكتب له أجرها كاملاً لنيته وحرصه.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التهجد (١١٢٤) عن أبي نُعيم، قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ جنديًا يقول فذكر الحديث هكذا مختصرًا، وساقه في فضائل القرآن تامًّا (٤٩٨٣) عن أبي نُعيم، حَدَّثَنَا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ جندبًا يقول: اشتكى النَّبِيّ
ﷺ فلم يَقُم ليلةً، أو ليلتين، فأتتْه امرأةٌ فقالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إِلَّا قد تركك. فأنزل الله عز وجل: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ [سورة الضحى: ١ - ٣].
ورواه أيضًا مسلم في كتاب الجهاد (١٧٩٧/ ١١٥) من حديث سفيان به مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 986 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

  • 📜 حديث: النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب