حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إحياء معظم اللَّيلة أو كلّها أحيانًا

عن خَبَّاب بن الأرَتِّ قال: صلى رسول الله ﷺ صلاة فأطالها فقالوا: يا رسول الله! صليتَ صلاة لم تكن تُصليها. قال: «أجل، إنها صلاة رغبةٍ ورهبةً، إنِّي سألت الله فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنةٍ فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم، فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُذيق بعضَهم بأسَ بعضٍ فمنعنيها».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢١٧٥)، والنسائي (١٦٣٨) كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خبَّاب بن الأَرَتِّ، عن أبيه فذكر الحديث واللّفظ للترمذي.

عن خَبَّاب بن الأرَتِّ قال: صلى رسول الله ﷺ صلاة فأطالها فقالوا: يا رسول الله! صليتَ صلاة لم تكن تُصليها. قال: «أجل، إنها صلاة رغبةٍ ورهبةً، إنِّي سألت الله فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنةٍ فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم، فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُذيق بعضَهم بأسَ بعضٍ فمنعنيها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي، وغيرهما، عن الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● فأطالها: أي أطال القيام فيها أكثر من المعتاد.
● صلاة رغبة ورهبة: صلاة يدعو فيها الإنسان راغبًا فيما عند الله، خائفًا من عذابه.
● سنة: هنا تعني القحط والجدب وانقطاع المطر، أو تعني العذاب العام كالمجاعة والطاعون.
● أن لا يُسلط عليهم عدوًا من غيرهم: أي أن لا يجعل عليهم عدوًا أجنبيًا يتغلب عليهم ويستبيح حرماتهم.
● أن لا يُذيق بعضهم بأس بعض: أي أن لا يوقع بينهم القتال والفتن والحروب الأهلية، حيث يقتل بعضهم بعضًا.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة أطال فيها الدعاء والمناجاة أكثر من العادة، فلما انتهى سأله أصحابه عن سبب ذلك، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أنها كانت صلاة خاصة، صلى فيها بدافع من الرغبة في فضل الله والرهبة من عقابه، وسأل الله تعالى فيها ثلاث مسائل عظيمة تتعلق بمستقبل أمته:
1- أن لا يهلكهم بعذاب عام يشمل الجميع، مثل القحط أو الطاعون أو الصيحة- فأعطاه الله هذه المسألة.
2- أن لا يُسلط عليهم عدوًا أجنبيًا (كفارًا من غير العرب في ذلك الوقت، أو أي عدو خارجي في كل زمان) يستبيح بلادهم ويذلهم- فأعطاه الله هذه المسألة أيضًا.
3- أن لا يوقع بينهم العداوة والبغضاء والقتال الداخلي، حيث يقتل بعضهم بعضًا ويُذيق بعضهم بأس بعض- فمنعه الله هذه المسألة.
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله استجاب له في المسألتين الأوليين، ومنعه الثالثة لحكمة يعلمها سبحانه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: فقد تجلت شفقة النبي ورحمته بأمته في هذا الدعاء العظيم، حيث خاف عليهم من أنواع الهلاك كلها.
2- فضل الدعاء في الصلاة وخاصة في السجود: فإن الصلاة موطن للإجابة، وخصوصًا عندما يخلص العبد ويطيل مناجاة ربه.
3- أن الدعاء يكون برغبة ورهبة: فيجب على الداعي أن يجمع بين الرجاء في فضل الله والخوف من عقابه.
4- حكمة الله تعالى في قضائه وقدره: فمنع الله استجابة الدعاء بعدم إيقاع الفتنة بين المسلمين لحكمة عظيمة، منها:
* تمحيص المؤمنين وتمييز الصادق من المنافق.
* تطهير المؤمنين من ذنوبهم ورفع درجاتهم بالابتلاء.
* إظهار سنة الله في الاختلاف والامتحان في هذه الحياة الدنيا.
5- تحذير شديد من الفتنة والاقتتال الداخلي: فقد بين الحديث أن أعظم ما يخافه النبي على أمته هو بأسهم الذي يسلطه بعضهم على بعض. وهذا ما نراه عبر التاريخ من حروب وفتن داخلية كانت وبالاً على الأمة أشد من أي عدو خارجي.
6- نعمة الله العظيمة في حفظ الأمة من الهلاك العام ومن تسلط العدو الخارجي الكامل: فهاتان نعمتان عظيمتان تستوجبان الشكر والدوام على الطاعة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن مستقبل أمته، وقد وقع ما أخبر به، فكم من عدو خارجي هجم على الأمة فانتهى أمره، ولكن الفتن الداخلية هي التي استمرت وتوالت.
- يستفاد منه أهمية الدعاء للأمة الإسلامية بالتماسك ووحدة الصف ورفع الفتن عنها.
- يجب على المسلم أن يعي أن الفتن والاقتتال الداخلي من أعظم البلاء، فيجب أن يحذر من الوقوع في أسبابها من تخوين وتباغض وتفرق.
نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوحد صفوفهم، ويجمع كلمتهم على الحق، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢١٧٥)، والنسائي (١٦٣٨) كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خبَّاب بن الأَرَتِّ، عن أبيه فذكر الحديث واللّفظ للترمذي.
ولفظ النسائيّ: أنه راقب رسول الله ﷺ الليلة كلّها حتَّى كان مع الفجر، فلمّا سلَّم رسول الله ﷺ من صلاته جاءه خَبَّاب. فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي! لقد صليت الليلة صلاةً ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله ﷺ: «أجل» فذكر الحديث وفيه: «سألت ربي عز وجل أن لا يُهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها. وسألت ربي عز وجل أن لا يُظهر علينا عدوًّا من غيرنا، فأعطانيها. وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها».
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢١٠٥٣)، والطَّبرانيّ (٣٦٢١) من طريق الزّهريّ، ولفظ أحمد مثل لفظ النسائيّ.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب».
قال الأعظمي: وهو كذلك فإن رجاله ثقات، وإسناده صحيح.
وقوله: «صلاة رغبة ورهبة» أي: صلاة دعوت فيها راغبًا في الإجابة، وراهبًا عن ردها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 988 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها

  • 📜 حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب