حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في إحياء معظم اللَّيلة أو كلّها أحيانًا
صحيح: رواه الترمذيّ (٢١٧٥)، والنسائي (١٦٣٨) كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خبَّاب بن الأَرَتِّ، عن أبيه فذكر الحديث واللّفظ للترمذي.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي، وغيرهما، عن الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام.
أولاً. شرح المفردات:
● فأطالها: أي أطال القيام فيها أكثر من المعتاد.
● صلاة رغبة ورهبة: صلاة يدعو فيها الإنسان راغبًا فيما عند الله، خائفًا من عذابه.
● سنة: هنا تعني القحط والجدب وانقطاع المطر، أو تعني العذاب العام كالمجاعة والطاعون.
● أن لا يُسلط عليهم عدوًا من غيرهم: أي أن لا يجعل عليهم عدوًا أجنبيًا يتغلب عليهم ويستبيح حرماتهم.
● أن لا يُذيق بعضهم بأس بعض: أي أن لا يوقع بينهم القتال والفتن والحروب الأهلية، حيث يقتل بعضهم بعضًا.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة أطال فيها الدعاء والمناجاة أكثر من العادة، فلما انتهى سأله أصحابه عن سبب ذلك، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أنها كانت صلاة خاصة، صلى فيها بدافع من الرغبة في فضل الله والرهبة من عقابه، وسأل الله تعالى فيها ثلاث مسائل عظيمة تتعلق بمستقبل أمته:
1- أن لا يهلكهم بعذاب عام يشمل الجميع، مثل القحط أو الطاعون أو الصيحة- فأعطاه الله هذه المسألة.
2- أن لا يُسلط عليهم عدوًا أجنبيًا (كفارًا من غير العرب في ذلك الوقت، أو أي عدو خارجي في كل زمان) يستبيح بلادهم ويذلهم- فأعطاه الله هذه المسألة أيضًا.
3- أن لا يوقع بينهم العداوة والبغضاء والقتال الداخلي، حيث يقتل بعضهم بعضًا ويُذيق بعضهم بأس بعض- فمنعه الله هذه المسألة.
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله استجاب له في المسألتين الأوليين، ومنعه الثالثة لحكمة يعلمها سبحانه.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: فقد تجلت شفقة النبي ورحمته بأمته في هذا الدعاء العظيم، حيث خاف عليهم من أنواع الهلاك كلها.
2- فضل الدعاء في الصلاة وخاصة في السجود: فإن الصلاة موطن للإجابة، وخصوصًا عندما يخلص العبد ويطيل مناجاة ربه.
3- أن الدعاء يكون برغبة ورهبة: فيجب على الداعي أن يجمع بين الرجاء في فضل الله والخوف من عقابه.
4- حكمة الله تعالى في قضائه وقدره: فمنع الله استجابة الدعاء بعدم إيقاع الفتنة بين المسلمين لحكمة عظيمة، منها:
* تمحيص المؤمنين وتمييز الصادق من المنافق.
* تطهير المؤمنين من ذنوبهم ورفع درجاتهم بالابتلاء.
* إظهار سنة الله في الاختلاف والامتحان في هذه الحياة الدنيا.
5- تحذير شديد من الفتنة والاقتتال الداخلي: فقد بين الحديث أن أعظم ما يخافه النبي على أمته هو بأسهم الذي يسلطه بعضهم على بعض. وهذا ما نراه عبر التاريخ من حروب وفتن داخلية كانت وبالاً على الأمة أشد من أي عدو خارجي.
6- نعمة الله العظيمة في حفظ الأمة من الهلاك العام ومن تسلط العدو الخارجي الكامل: فهاتان نعمتان عظيمتان تستوجبان الشكر والدوام على الطاعة.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن مستقبل أمته، وقد وقع ما أخبر به، فكم من عدو خارجي هجم على الأمة فانتهى أمره، ولكن الفتن الداخلية هي التي استمرت وتوالت.
- يستفاد منه أهمية الدعاء للأمة الإسلامية بالتماسك ووحدة الصف ورفع الفتن عنها.
- يجب على المسلم أن يعي أن الفتن والاقتتال الداخلي من أعظم البلاء، فيجب أن يحذر من الوقوع في أسبابها من تخوين وتباغض وتفرق.
نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوحد صفوفهم، ويجمع كلمتهم على الحق، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ولفظ النسائيّ: أنه راقب رسول الله ﷺ الليلة كلّها حتَّى كان مع الفجر، فلمّا سلَّم رسول الله ﷺ من صلاته جاءه خَبَّاب. فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي! لقد صليت الليلة صلاةً ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله ﷺ: «أجل» فذكر الحديث وفيه: «سألت ربي عز وجل أن لا يُهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها. وسألت ربي عز وجل أن لا يُظهر علينا عدوًّا من غيرنا، فأعطانيها. وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها».
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢١٠٥٣)، والطَّبرانيّ (٣٦٢١) من طريق الزّهريّ، ولفظ أحمد مثل لفظ النسائيّ.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب».
قال الأعظمي: وهو كذلك فإن رجاله ثقات، وإسناده صحيح.
وقوله: «صلاة رغبة ورهبة» أي: صلاة دعوت فيها راغبًا في الإجابة، وراهبًا عن ردها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 988 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 963 صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر
- 964 كان رسول الله يُصلّي بالليل ثلاث عشرة ركعة
- 965 يُصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس
- 966 كان النبي ﷺ يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة
- 967 يُصَلِّي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة
- 968 كان رسول الله يصلي من الليل تسعا فلما أسن صلى...
- 969 صلاة رسول الله ﷺ ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم أوتر
- 970 صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح
- 971 الركعتان قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة
- 972 من صلى من الليل فليصل مثنى مثنى
- 973 صلاة النبي قاعدًا في السُّبحة قبل وفاته بعام
- 974 النَّبِيّ ﷺ لم يمت حتَّى صلى قاعدًا
- 975 لم يمت النبي ﷺ حتى كان كثير من صلاته جالسًا
- 976 كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل
- 977 أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
- 978 كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا
- 979 رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه
- 980 من صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم
- 981 صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة
- 982 يُصَلِّي متربِّعًا
- 983 من نام عن حزبه فقرأه بين الفجر والظهر كتب له...
- 984 من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
- 985 من يغلبه النوم عن صلاة الليل كتب له أجرها
- 986 النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.
- 987 كان النبي ﷺ إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام...
- 988 سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
- 989 لا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة
- 990 إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد
- 991 إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ
- 992 إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن فليضطجع
- 993 أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع
- 994 الدائم أحب العمل إلى رسول الله ﷺ
- 995 أي الأعمال أحب إلى الله؟ أدومها وإن قل
- 996 خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى...
- 997 أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- 998 خذوا من العمل ما تطيقون فالله لا يمل حتى تملوا
- 999 حلوا ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد
- 1000 صُم وأفطِر وقُم ونَمُ فإن لنفسك حقًا
- 1001 من اقتدي بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس...
- 1002 يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك...
- 1003 إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق
- 1004 إنه سينهاه ما تقول
- 1005 صلاة من يسرق لا تنفعه
- 1006 خمس صلوات كتبهن الله على العباد
- 1007 إن الله وتر يحب الوتر
- 1008 أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر
- 1009 صلاة الوتر بين العشاء والفجر
- 1010 كان رسول الله يُوتر على البعير
- 1011 كان النبي يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه
- 1012 اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا
معلومات عن حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
📜 حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








