أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

حديث: أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين! كيف كان عمل النَّبِيّ ﷺ هل كان يخصُّ شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عملُه دِيمةً، وأيّكم يستطيع ما كان النَّبِيّ ﷺ يستطيع.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٦٦)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٨٣) من حديث جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يُبين لنا هدي النبي ﷺ في العبادة والمداومة عليها.
أولاً: شرح المفردات:
● يخص شيئًا من الأيام: أي هل كان النبي ﷺ يختص أياماً معينة بعبادة زائدة أو صيام دون غيرها من الأيام.
● كان عمله ديمة: "ديمة" من الدوام والاستمرار، أي كان عمله مستمراً ثابتاً لا انقطاع فيه.
● وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع: أي أن النبي ﷺ كان له قوة ونشاط في العبادة لا يطيقها غيره، فمن أراد أن يداوم على العمل فليأخذ بما يطيق ويداوم عليه.
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
يسأل الصحابي الجليل علقمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن طبيعة عبادة النبي ﷺ، وهل كان يختص أياماً بعبادة معينة، فتجيب رضي الله عنها بأن عبادة النبي ﷺ كانت مستمرة ودائمة دون انقطاع، ثم توجهنا إلى حكمة عظيمة وهي أن النبي ﷺ كان له من القوة والنشاط ما ليس لأمته، فلا ينبغي للمسلم أن يتحمل من العبادة ما لا يطيق ثم ينقطع عنها.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل المداومة على العمل الصالح: أعظم الأعمال عند الله أدومها وإن قل. فالعمل القليل الذي يدوم عليه المسلم خير من العمل الكثير الذي ينقطع عنه.
2- الاعتدال في العبادة وعدم المغالاة: من رحمة الله تعالى وهدي نبيه ﷺ أن العبادة مبنية على التيسير وعدم المشقة، فلا يجوز للمسلم أن يرهق نفسه في العبادة حتى يمل وينقطع.
3- الحكمة في مشروعية العبادات: كلما كان العمل متناسباً مع طاقة الإنسان كان ذلك أدوم له وأقرب إلى القبول.
4- التأسّي بالنبي ﷺ في استمراريته في الطاعة: كان Nabi الله ﷺ أحسن الناس عبادة وأكثرهم دواماً عليها مع كمال قوته ونشاطه.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل عظيم في باب "قصد العمل والمداومة عليه"، وقد جمع النبي ﷺ بين كمال القوة في العبادة وكمال الدوام عليها.
- يستفاد من الحديث أيضاً أن الأفضل للمسلم أن يختار من الأعمال ما يستطيع المداومة عليه، وهذا من التخطيط الحكيم للعبادة.
- ينبغي للمسلم أن يجعل له ورداً يومياً من القرآن والذكر والدعاء يناسبه ويستطيع المداومة عليه.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يجعلنا من المداومين على العمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٦٦)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٨٣) من حديث جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 993 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

📜 حديث: أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية