حديث: لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تؤدى الفريضة على الراحلة دون النافلة

عن عطاء بن أبي رباح أنَّه سأل عائشة: هل رُخِّص للنساء أن يُصلين على الدواب؟ قالت: لم يُرخص له في ذلك في شِدَّة، ولا رخاء.
قال محمد (وهو ابن شعيب): هذا في المكتوبة

حسن: رواه أبو داود (١٢٢٨) عن محمود بن خالد، حدّثنا محمد بن شُعيب، عن النعمان بن المنذر، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.

عن عطاء بن أبي رباح أنَّه سأل عائشة: هل رُخِّص للنساء أن يُصلين على الدواب؟ قالت: لم يُرخص له في ذلك في شِدَّة، ولا رخاء.
قال محمد (وهو ابن شعيب): هذا في المكتوبة

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث نبوي شريف أخرجه الإمام البيهقي في "السنن الكبرى"، وسأقوم بشرحه وبيان دروسه على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● عطاء بن أبي رباح: هو تابعي جليل، فقيه مكة وعالمها، وكان من كبار العلماء.
● عائشة: هي أم المؤمنين رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أكثر الصحابة رواية للحديث.
● يُصلين على الدواب: أي يؤدين الصلاة راكبات على الدواب (كالخيل أو الإبل أو غيرها).
● في شدة ولا رخاء: الشدة هنا تعني السفر أو الخوف، والرخاء يعني الحضر والأمن.
● المكتوبة: الصلوات الخمس المفروضة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حكم صلاة النساء على الدواب، فتجيب بأنه لم يُرخص لهن في ذلك مطلقًا، لا في حال السفر أو الخوف (الشدة) ولا في حال الإقامة والأمن (الرخاء). ثم يوضح الراوي (محمد بن شعيب) أن هذا الحكم خاص بالصلاة المكتوبة (الفرائض)، مما يفهم منه أن الرخصة قد تكون في النوافل.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب استقبال القبلة في الصلاة المفروضة: الحديث يدل على أن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة المكتوبة، ولا تسقط هذه الرخصة إلا في حالات محدودة وردت في نصوص أخرى (كصلاة الخوف أو صلاة النافلة في السفر).
● الاحتياط في العبادات: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحذر من التهاون في شروط الصلاة، مما يعلمنا ضرورة الالتزام بأحكام الشريعة دون تفريط.
● الفرق بين الفرائض والنوافل: يفهم من تعليق الراوي أن الصلاة على الدواب قد تكون جائزة في صلاة النافلة (كصلاة التطوع في السفر)، كما ورد في أحاديث أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● حرص السلف على السؤال والتبيين: هذا السؤال يدل على حرص التابعين على فهم الدين بدقة، وعدم التردد في سؤال أهل العلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يتفق مع القاعدة الفقهية: "الضرورات تبيح المحظورات"، لكنه يبين أن صلاة الفريضة على الدواب دون عذر لا تجوز.
- وردت روايات أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى النافلة على راحلته (دابته)، مما يدل على الجواز في النوافل.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على أن المرأة كالرجل في وجوب استقبال القبلة في الصلاة المفروضة، ولا فرق بينهما في هذا الحكم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٢٢٨) عن محمود بن خالد، حدّثنا محمد بن شُعيب، عن النعمان بن المنذر، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
ورجاله ثقات غير النعمان بن المنذر وهو الغاني أبو الوزير الدمشقي، فقد تكلم فيه النسائي فقال: ليس بذاك القوى.
وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٥٣٠) وقال ابن سعد: كان كثير الحديث.
ونقل المنذري في مختصر أبي داود عن الدارقطني قال: تفرد به النعمان بن المنذر، عن سليمان بن موسى، عن عطاء، هذا آخر كلامه. وقال هو: النعمان بن المنذر - هذا - غسَّاني دمشقي ثقة، كنيته أبو الوزير. انتهى.
والملاحَظُ أنه لا يوجد في سنن أبي داود سليمان بن موسى فتأكد من صحة كلام الدارقطني.
ورُوي عن عمرو بن عثمان بن علي بن مُرَّة، عن أبيه، عن جدِّه أنَّهم كانوا مع النبي ﷺ في سيرٍ، فانتهَوْا إلى مضيق، وحضرتِ الصلاةُ فمُطِروا السماءُ من فوقهم، والبِلَّةُ من أسفَلَ مِنهم، فأذَّن رسول الله ﷺ وهو على راحلته، وأقام، فتقدم على راحلته فصلَّى بهمُ يومئُ إيماءً. يجعل السجودَ أخْفضَ من الركوع.
رواه الترمذي (٤١١) عن يحيى بن موسى، حدثنا شبابةُ بن سوَّار، حدّثنا عمر بن الرماح البلخي، عن كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن علي به فذكره.
قال الترمذي: غريب تفرَّد به عمر بن الرماح، وهو لا يُعرف إلَّا من حديثه. وقد روى عنه غير واحد من أهل العلم، وكذلك روي عن أنس بن مالك أنَّه صلَّى في ماء وطين على دابَّتِه. والعمل على هذا عند أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق» انتهى.
وهذا الحديث رواه أيضًا أحمد (١٧٥٧٣)، والبيهقي (٢/ ٧) كلاهما من طريق عمر بن ميمون بن الرماح به مثله، وقال البيهقي: «في إسناده ضَعْف، ولم يثبت من عدالة بعض رواته ما يوجب قبول خبره، ويحتمل أن يكون ذلك في شدَّة الخوف» انتهى.
قال الأعظمي: لعله يقصد عمرو بن عثمان وأبوه عثمان بن يعلى بن مُرَّة فإنَّهما لا يعرفان قال الحافظ في: التقريب«: «عمرو بن عثمان بن يعلى بن مُرَّة الثقفي «مستور» وقال عن أبيه: عثمان بن يعلى بن مُرَّة «مجهول».
وما قاله الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٦١): رواه أبو داود من حديث يعلى بن مُرَّة ... فهو سَبْقٌ قلمٍ، وإنَّما الذي رواه هو الترمذي، وهو القائل: «غريب تفرَّد به عمر بن الرماح».
ثم قوله: رجاله موثقون، أي وثَّقهم ابن حبان، وإلَّا ففيهم من المجاهيل كما سبق، وابن حبان عرف بتوثيق المجاهيل واعتمد عليه الهيثمي في توثيقهم.
وأما قول الترمذي: وكذلك رُوي عن أنس بن مالك أنَّه صلَّى في ماء وطين على دابَّته، فهو ممَّا رواه الطبراني في «الكبير» عن ابن سيرين قال: أقبلنا على أنس بن مالك من الكوفة حتَّى إذا كُنَّا بِأطيط أصبحنا والأرض طين وماء، فصلَّى المكتوبة على دابَّةٍ، ثمَّ قال: ما صلَّيت المكتوبة قط على دابَّتي قبل اليوم.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٦٢): «رجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1109 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب

  • 📜 حديث: لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب