حديث: لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك التطوع في السفر

عن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال: كنا في سفر، ومعنا ابن عمر فسألته فقال: رأيتُ رسول الله ﷺ لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٠١٢) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، فذكر الحديث، وإسناده صحيح.

عن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال: كنا في سفر، ومعنا ابن عمر فسألته فقال: رأيتُ رسول الله ﷺ لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو يتعلق بسنن الصلاة في السفر. وإليك الشرح الوافي له على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● في سفر: أي في حالة السير والترحال، وهي الحالة التي يقصر فيها المسافر الصلاة.
● ومعنا ابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، الصحابي الجليل، المعروف باتباعه الشديد لسنة النبي ﷺ.
● لا يسبح في الصلاة: المقصود بـ "يسبح" هنا: لا يصلي السنن الرواتب، وهي صلاة النوافل التي تسبق أو تعقب الصلاة المفروضة. وسميت "تسبيحاً" لأن الصلاة فيها ذكر وتسبيح لله تعالى.
● قبل الصلاة ولا بعدها: أي لا يصلي السنة القبلية ولا السنة البعدية للصلاة المفروضة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي عثمان بن عبد الله بن سراقة، أنه كان في رحلة سفر، وكان معهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فسأله عن حكم صلاة السنن الرواتب في السفر، فأخبره ابن عمر بأنه رأى رسول الله ﷺ لا يصلي أي سنن رواتب لا قبل الفريضة ولا بعدها أثناء أسفاره.
وهذا لا يعني ترك النوافل مطلقاً في السفر، بل المقصود هو الرواتب المؤقتة المرتبطة بالفرائض (كسنة الظهر القبلية والبعدية، وسنة المغرب القبلية والبعدية... إلخ). أما النوافل المطلقة، مثل صلاة الليل والضحى، فكان ﷺ يحافظ عليها في السفر والحضر.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير في السفر: من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم الرخص في السفر، ومنها التخفيف في العبادات، وترك بعض المستحبات تخفيفاً عليهم وتيسيراً.
● اتباع السنة: الحديث دليل على أن هدي النبي ﷺ في السفر كان ترك الرواتب، وهذا من السنة التي ينبغي للمسلم أن يقتدي بها، فلا ينبغي له أن يشق على نفسه بما لم يشرعه الله.
● الفقه في الدين: يستفاد من هذا الحديث أن صلاة النافلة في السفر لا بأس بها، لكن الأفضل ترك الرواتب منها اقتداءً بالنبي ﷺ، وهذا من فقه ابن عمر رضي الله عنه حيث بين السنة في ذلك.
● عدم التشديد على النفس: السفر فيه مشقة، فترك هذه السنن دليل على أن الإسلام دين يسر، وليس عسراً، ولا ينبغي للمسلم أن يتحرج من تركها في السفر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحكم (ترك الرواتب في السفر) هو مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة، وهو الراجح.
- يستثنى من ذلك سنة الفجر (ركعتا السنة قبل صلاة الفجر)، فإن النبي ﷺ كان يحافظ عليها في السفر والحضر، وهذا مما اتفق عليه العلماء.
- كما يستثنى الوتر، فإنه سنة مؤكدة يحافظ عليها المسافر.
- من صلى الرواتب في السفر فلا بأس، فصلاتها صحيحة، ولكن خالف الأفضل وهو تركها اقتداءً بالنبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٥٠١٢) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، فذكر الحديث، وإسناده صحيح.
ومراده بالتسبيح هنا السنة الراتبة، وإلَّا فقد صحَّ عنه أنَّه كان يُسبِّح على ظهر دابته حيث كان وجهه.
قال الشافعي: وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يتنفل ليلا وهو يَقْصر.
وسئل الإمام أحمد عن التطوع في السفر فقال: أرجو أن لا يكون بالتطوع في السفر بأس.
وأمَّا ما روي عن البراء بن عازب الأنصاري قال: صَحِبتُ رسول الله ﷺ ثمانية عشر سفرًا، فما رأيتُه ترك ركعتين إذا زاغتِ الشمس قبل الظهر.
فهو حديث ضعيف. رواه أبو داود (١٢٢٢)، والترمذي (٥٥٠) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن صفوان بن سُليم، عن أبي بُسرة الغفاري، عن البراء بن عازب فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، قال: وسألت محمدًا - يعني البخاري - عنه فلم يعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، ولم يعرف اسم أبي بُسرة، ورآه حسنًا».
قال الأعظمي: أبو بُسرة - بضم الباء وسكون السين - لا يعرف كما قال الذّهبي.
ولم يوثقه غير ابن حبان فهو مجهول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1105 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها

  • 📜 حديث: لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب