حديث: لا تُشد الرَّحال إلا إلى ثلاثة مساجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المساجد التي تشدّ الرِّحال إليها

عن أبي الجعد الضَمري قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُشد الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».

حسن: رواه البزار «كشف الأستار» (١٠٧٤)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٦٦) كلاهما من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا عَبْثَر بن القاسم، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد به.

عن أبي الجعد الضَمري قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُشد الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث «لا تُشد الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● تُشَدُّ الرِّحَال: أي تُعَقَدُ وتُثَبَّتُ على الدواب للسفر والارتحال. والرَّحْل هو القتب الذي يوضع على الدابة للركوب.
● المسجد الحرام: الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
● مسجدي هذا: المسجد النبوي في المدينة المنورة.
● المسجد الأقصى: المسجد المبارك في بيت المقدس (فلسطين).

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُبيِّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه لا يجوز قصد السفر والارتحال لزيارة مسجد من المساجد بنية التعبد فيه إلا إلى هذه المساجد الثلاثة فقط، لما لها من فضل ومزية خاصة. وأما غيرها من المساجد، فلا يُسافر لها بنية الاعتكاف أو الصلاة فيها فقط.

3. الدروس المستفادة منه:


● تخصيص هذه المساجد بالفضل: فهي أعظم المساجد على وجه الأرض، وقد خصها الله تعالى بمزايا عظيمة؛ فالمسجد الحرام أول بيت وضع للناس، والمسجد النبوي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى هو قبلة الأنبياء ومَسْرَى رسول الله.
● تحريم السفر لغيرها من المساجد بقصد التعبد: فلا يسافر لمسجدٍ غيرها بنية الصلاة أو الاعتكاف، لأن ذلك قد يؤدي إلى الغلو أو ابتداع عبادات لم يشرعها الله.
● إبطال البدع في السفر للقبور والمساجد المشهورة: فالحديث يمنع السفر لزيارة قبور الأنبياء أو الصالحين أو المساجد التاريخية بنية التعبد، لأن العبادة يجب أن تكون خالصة لله تعالى وفق ما شرعه.
● الحكمة من التحديد: الحفاظ على عقيدة التوحيد، ومنع الغلو في الأشخاص والأماكن، وتوجيه الناس إلى المساجد التي شرع الله السفر إليها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث يدل على فضل هذه المساجد الثلاثة، وأن الصلاة فيها مضاعفة؛ فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي المسجد النبوي بألف صلاة، وفي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة.
- لا يعني الحديث تحريم السفر لغير هذه المساجد لأغراض أخرى؛ كزيارة الأقارب، أو طلب العلم، أو التجارة، أو السياحة المباحة.
- من زار المسجد النبوي فإنه يصلي فيه ويزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه، ولكن لا يُسافر لهذا الغرض فقط، بل يقصد المسجد للصلاة فيه، والزيارة تبعٌ لذلك.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «كشف الأستار» (١٠٧٤)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٦٦) كلاهما من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا عَبْثَر بن القاسم، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد به.
ورجاله رجال الصحيح غير أن محمد بن عمرو بن علقمة مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث وهو من رجال مسلم.
قال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٤): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار أيضًا».
قال الأعظمي: ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا كل من ابن قانع في معجم الصّحابة» (٧١١)، وأبي نعيم في «معرفة الصحابة» (٦٧٢٥) ولكن الذي عند البزار: سعيد بن محمد، عن عبثر، وأظن أنه خطأ. وإنما هو سعيد بن عمرو الأشعثي وهو من رجال مسلم.
قال البزار: لا نعلم روى أبو الجعد إلا هذا، وآخر.
قال الأعظمي: الحديث الآخر هو ما رواه أصحاب السنن وصحّحه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما وهو من الترهيب «من ترك صلاة الجمعة»، وسيأتي تخريجه، ولكن يُعكر هذا ما قاله البخاري كما في «الإصابة» (٤/ ٣٢) بأنه لا يعرف لأبي الجعد إلا الحديث المذكور أعني الترهيب من ترك الجمعة، فهل حديث الباب لم يقف عليه؟ أو يرى أنه لا يَصح. والله تعالى أعلم.
وأما أبو الجعد فإنه قد اختلف في اسمه، ولكن ثبتت صحبته.
قال البغوي: سكن المدينة، وكانت له دار في بني ضمرة.
وقال ابن البرقي: قتل مع عائشة في وقعة الجمل.
وفي معناه ما رُوي عن عبد الله بن عمر مرفوعا: لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس.
رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٣٧، ٣٣٨)، وفي إسناده عبد الله بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعيف عند جمهور أهل العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُشد الرَّحال إلا إلى ثلاثة مساجد

  • 📜 حديث: لا تُشد الرَّحال إلا إلى ثلاثة مساجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُشد الرَّحال إلا إلى ثلاثة مساجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُشد الرَّحال إلا إلى ثلاثة مساجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُشد الرَّحال إلا إلى ثلاثة مساجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب