حديث: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد رسول الله ﷺ -

عن جابر أن رسول الله ﷺ قال: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سِواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألْف صلاةٍ فيما سواه».

صحيح: رواه ابن ماجه (١٤٠٦) عن إسماعيل بن أسد، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: أنبأنا عبيدالله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر فذكره.

عن جابر أن رسول الله ﷺ قال: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سِواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألْف صلاةٍ فيما سواه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام ابن ماجه في سننه، وغيرهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فيه فضل عظيم للمساجد الثلاثة المباركة، وبيان لتفاضل الأعمال الصالحة بحسب أمكنتها.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● صلاة في مسجدي: أي المسجد النبوي في المدينة المنورة.
● أفضل من ألف صلاة: أي ثواب الصلاة فيه يعدل ثواب ألف صلاة في غيره من المساجد عدا المسجد الحرام.
● إلا المسجد الحرام: يستثني النبي ﷺ المسجد الحرام (الكعبة وما حولها في مكة المكرمة) من هذه القاعدة، فهو أفضل من المسجد النبوي.
● أفضل من مائة ألف صلاة: أي أن ثواب الصلاة في المسجد الحرام يعادل ثواب مائة ألف صلاة في أي مسجد آخر غير المسجد النبوي والحرام.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث التفاضل الكبير في أجر الصلاة بين المساجد. فالصلاة في المسجد النبوي لها فضل عظيم، حيث تعدل أجر ألف صلاة في أي مسجد آخر عدا المسجد الحرام. وأما الصلاة في المسجد الحرام، فهي ذات فضل أعظم، حيث تعدل أجر مائة ألف صلاة في أي مسجد آخر غير هذين المسجدين.
وهذا التفاوت في الأجر ليس لقصور في الصلاة ذاتها خارج هذه المساجد، ولكن لشرف المكان وبركته. فالمسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس، والمسجد النبوي هو مسجد النبي  الذي أسسه على التقوى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفاضل الأماكن والبقاع: كما أن الأزمنة تتفاضل (كشهر رمضان ويوم الجمعة)، فإن الأماكن تتفاضل أيضاً بحسب ما خصها الله تعالى من فضل وبركة.
2- الحث على شد الرحال إلى المساجد الثلاثة: الحديث من أعظم الحوافز للمسلم على السفر لزيارة المسجد الحرام لأداء العمرة والحج، وزيارة المسجد النبوي للصلاة فيه والسلام على رسول الله ﷺ وصاحبيه.
3- عظم فضل الله وكرمه: أن يجعل الله تعالى للمسلم من الأجر والثواب ما يعادل مائة ألف صلاة بصلاة واحدة، فهذا من فضله تعالى وجوده على عباده.
4- مكانة المسجد النبوي: فهو ثاني أفضل بقعة على وجه الأرض بعد المسجد الحرام، وتشرع زيارته والصلاة فيه.
5- الحكمة من التفاوت: هذا التفاوت يشجع المسلمين على الاجتماع في هذه الأماكن المباركة، مما يقوي أواصر الأمة ويذكّرها بوحدتها وقبلتها الأولى.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الفضل خاص بالصلاة المفروضة والنافلة على حد سواء، فجميع الصلوات فيها هذا الأجر المضاعف.
- يشمل الفضل المسجد الحرام كله، بما فيه الحرم المكي بأكمله، وليس فقط الكعبة.
- يشمل الفضل المسجد النبوي كله، بما في ذلك روضته الشريفة (ما بين بيته ﷺ ومنبره).
- المسجد الثالث الذي له فضل خاص هو المسجد الأقصى، كما في الحديث: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ﷺ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى». (رواه البخاري ومسلم). لكن الحديث الذي بين أيدينا يذكر فضل المضاعفة في الأجر للصلاة، وهو خاص بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لعبادته على الوجه الذي يرضيه، وأن يكتب لنا زيارة بيته الحرام ومسجد نبيه ﷺ، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٤٠٦) عن إسماعيل بن أسد، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: أنبأنا عبيدالله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر فذكره.
وإسناده صحيح، إسماعيل بن أسد هو: إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين البغداديّ وثقه أبو حاتم والدّارقطني وابن حبان وغيرهم.
وتُكلِّم فيه بدون حجة، وتابعه الإمام أحمد (١٤٦٩٤) فرواه من طريق حسين بن محمد وعبد الجبار بن محمد الخطابي، كلاهما عن عبيدالله بن عمر به مثله. وعبيدالله بن عمر هو: ابن أبي الوليد الرَّقِّي من رجال الجماعة.
وعبد الكريم هو: ابن مالك الجزري.
قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: إسناده صحيح.
وقال الحافظ في الفتح (٣/ ٦٧): «رجال إسناده ثقات».
وسيأتي أيضًا من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن الزبير، ومن الجائز أن يكون عند عطاء عنهما جميعًا.
قال الحافظ: «ويؤيد ذلك أن عطاء إمام واسع الرواية، معروف بالرواية عن جابر وابن الزبير».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه

  • 📜 حديث: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب