حديث: اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وضع اليد على المريض والدعاء له

عن عائشة بنت سعد أن أباه قال: تشكيت بمكة شكوى شديدة فجاءني النبي ﷺ يعودني فوضع يَدَه على جبهتي، ثم مسح يديه على وجهي وبطني، ثم قال: «اللَّهم اشف سعدًا، وأتمم له هجرته» فمازلت أجد بردَه على كبدي فيما يُخال إلي حتى الساعة.

متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (٥٦٥٩) عن المكي بن إبراهيم، أخبرنا الجُعيد، عن عائشة بنت سعد فذكرته.

عن عائشة بنت سعد أن أباه قال: تشكيت بمكة شكوى شديدة فجاءني النبي ﷺ يعودني فوضع يَدَه على جبهتي، ثم مسح يديه على وجهي وبطني، ثم قال: «اللَّهم اشف سعدًا، وأتمم له هجرته» فمازلت أجد بردَه على كبدي فيما يُخال إلي حتى الساعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه من بركات النبي ﷺ ودعائه ما يشرح الصدر، وها أنا أشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
الراوي والحدث:
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح. والراوية هي السيدة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهما-، وهي تحكي قصة مرض أبيها الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في مكة.
شرح المفردات:
* تشكَّيتُ: أي اشتكيتُ ومرضتُ.
* شَكوى شديدة: مرضاً شديداً.
* يَعُودُنِي: يزورني ليطمئن على صحتي، وهذه من سنن النبي ﷺ وآداب الإسلام (عيادة المريض).
* جَبْهَتِي: مقدّم الرأس (الجبين).
* بَطْنِي: ما بين الصدر والحوض.
* أتمم له هجرته: أكمل له هجرته ولم تنقطع بها. وكان سعد قد هاجر إلى المدينة، لكنه عاد إلى مكة لبعض شأنه فمرض هناك، فدعا له النبي ألا يقطع هذا المرض هجرته بل يتمها الله له.
* بِرْدَهُ: بردة يده ومسحته المباركة. والبرد: ضد الحر.
* كَبِدِي: هنا يعني فؤاده وداخله. والكبد معروفة، ولكن العرب تطلقها ويريدون بها مكان الوجدان والشعور.
* فِيما يُخَالُ إلَيَّ: فيما أظن وأحس.
شرح الحديث:
يخبرنا سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه مرض في مكة مرضاً شديداً، فتشوّف النبي ﷺ إليه وقام بزيارته لتطييب خاطره ودعوته بالشفاء.
وفعل النبي ﷺ أثناء الزيارة أمرين:
1- فعلٌ جسديٌّ مبارك: وضع يده الشريفة على جبهة سعد الحارة من الحمى، ثم مسح بها على وجهه وبطنه. وهذا من رقيه ﷺ وبركته، وكان يفعله لأهل بيته وأصحابه، وهو نوع من التداوي والرحمة.
2- فعلٌ دعائيٌّ عظيم: دعا له دعاءً مختصراً جامعاً: (اللَّهم اشف سعدًا، وأتمم له هجرته). فهو جمع بين سؤال العاجلة (الشفاء من المرض) وسؤال الآجلة (إكمال الهجرة التي هي سبب الفوز في الآخرة).
ثم يختم سعد رضي الله عنه قصته بشهادة عظيمة على إجابة الدعاء وتحقق البركة، فيقول: فمازلت أجد بَرْدَهُ على كَبِدِي فيما يُخَال إلي حتى الساعة. أي أن أثر بركة مسحته ودعائه ﷺ بقي في نفسه وجسده يشعره بالانشراح والراحة والبرودة ( ضد حرارة المرض والهم ) طوال عمره، حتى بعد أن شفاه الله وعاش سنين طويلة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- سنية عيادة المريض: زيارة المريض من سنن النبي ﷺ وهي تزيد في المودة وتخفف عن المريض وتدخل السرور عليه.
2- بركة دعاء النبي ﷺ ومسه: كان ﷺ إذا دعا لأحد استجاب الله دعاءه، وإذا مسح على مريض برئ بإذن الله. وهذه خاصة له ﷺ.
3- التداوي والرقية المشروعة: المسح على موضع الألم مع الدعاء من أسباب الشفاء المباحة.
4- حب النبي ﷺ لأصحابه وشفقته عليهم: فقد كان ﷺ يهتم بأصحابه ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
5- قوة تأثير الدعاء: الدعاء سبب عظيم للشفاء ودفع البلاء، وينبغي للمسلم أن يلجأ إليه دائماً.
6- فضل الهجرة وأهمية إتمامها: الهجرة لله كانت من أعظم الأعمال، ودعاء النبي ﷺ لسعد بإتمامها يدل على عظم شأنها.
7- صدق الصحابة وحبهم للنبي ﷺ: ظل سعد -رضي الله عنه- طوال حياته يذكر تلك اللحظة بكل حب ووفاء، مما يدل على عمق الأثر الذي تركه النبي في قلوب أصحابه.
خاتمة:
هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر الجانب الإنساني والرحيم في شخصية النبي محمد ﷺ، كما يظهر مكانة سعد بن أبي وقاص ومنزلته عند الله ورسوله، حيث استجاب الله لدعاء نبيه فشُفي من مرضه وعاش حتى كان آخر المهاجين وفاة، فأتم الله له هجرته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المرضى (٥٦٥٩) عن المكي بن إبراهيم، أخبرنا الجُعيد، عن عائشة بنت سعد فذكرته.
ورواه مسلم في الوصايا (١٦٢٨/ ٨) من أوجه أخرى عن ثلاثة من ولد سعد، كلهم يحدثه عن أبيه، أن النبي ﷺ دخل على سعد يعوده بمكة، فبكى، قال: «ما يبكيك؟» فقال: قد خشيتُ أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مَات سعد بن خولة، فقال النبي ﷺ: «اللَّهم! اشف سعدًا اللهم! اشف سعدًا» ثلاث مرار فذكر الحديث بطوله وسيأتي في الوصية.
وثلاثة أولاد سعد هم: عامر بن سعد، ومصعب بن سعد، وعائشة بنت سعد، وحديث عائشة بنت سعد لم يخرجه مسلم، وإنما أخرجه البخاري وحده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته

  • 📜 حديث: اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب