حديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كان آخر كلامه: لا إله إلَّا الله دخل الجنة

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».

حسن: رواه أبو داود (٣١١٦) عن مالك بن عبد الواحد المِسْمَعِي، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي غَريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل فذكره.

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه أبو داود في سننه، وغيره، بإسناد حسن.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● من كان آخر كلامه: أي آخر ما ينطق به عند موته أو عند خروج روحه.
● لا إله إلا الله: كلمة التوحيد والإخلاص، وهي مفتاح الجنة وأساس الدين.
● دخل الجنة: أي نالها وثبت له دخولها برحمة الله وفضله.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يبين فضل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وأنها تكون سببًا في دخول الجنة لمن ختم بها حياته، بشرط أن تكون صادقةً خالصةً من قلبه، موافقةً لاعتقاده وعمله.
وليس المقصود مجرد النطق باللسان فقط دون يقين أو إخلاص، بل لابد أن يكون قولاً عن صدق ويقين، مع البراءة من الشرك وأهله، وهذا هو شرط النجاة بها في الدنيا والآخرة.
وقد جاءت أحاديث أخرى تُبين أن هذه الكلمة لها شروطٌ لابد من تحققها، منها: العلم المنافي للجهل، واليقين المنافي للشك، والإخلاص المنافي للشرك، والصدق المنافي للكذب، والمحبة المنافية للبغض، والقبول المنافي للرد، والانقياد المنافي للترك.


3. الدروس المستفادة منه:


● عظم شأن كلمة التوحيد: فهي أفضل الذكر، وأساس الدين، وسبب النجاة من النار ودخول الجنة.
● أهمية الخاتمة الحسنة: فالموت على التوحيد من أعظم نعم الله على العبد، وهو علامة على رضى الله تعالى.
● الحث على المداومة على ذكر الله:特别是 ذكر "لا إله إلا الله" حتى يكون آخر كلام العبد.
● التذكير بحسن الظن بالله: فمن مات على التوحيد فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وقد وعده بالجنة.
● التحذير من الغرور: فلا ينبغي لأحد أن يعتمد على مجرد النطق بالشهادة دون عمل صالح أو إخلاص، بل لابد من تحقيق معناها والعمل بمقتضاها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الرجاء" و"التوكل على الله"، ولكن مع عدم إغفال العمل الصالح والخوف من سوء الخاتمة.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بحسن الخاتمة، وأن يموت على التوحيد، فقد كان النبي يدعو: «اللهم احيني مسلمًا وتوفني مسلمًا».
- من مات على غير التوحيد فهو من أهل النار، والعياذ بالله، كما قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}.

أسأل الله تعالى أن يختم لنا ولك بالحسنى، وأن يجعلنا من أهل التوحيد والإخلاص، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣١١٦) عن مالك بن عبد الواحد المِسْمَعِي، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي غَريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل فذكره. وصحَّحه الحاكم (١/ ٣٥١).
ورواه الإمام أحمد (٢٢٠٣٤) من وجه آخر عن عبد الحميد -يعني ابن جعفر- بإسناده.
وفيه: قال لنا معاذ في مرضه: قد سمعت من رسول الله ﷺ شيئًا كنت أَكتمكموه، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة».
وصالح بن أبي عريب روي عنه جماعة منهم الليث وحيوة بن شُريح وابن لهيعة وعبد الحميد بن
جعفر الأنصاري وغيرهم إلا أنه لم يرد فيه توثيق من أحد الأئمة غير ابن حبان، وبهذا ترتفع عنه جهالة العين، وتبقى جهالة الحال كما هو معروف ومقرر في علم الحديث.
ولذا قال ابن القطان فيه: «لا يعرف».
رُوي عنه أيضًا مرفوعًا: «ما من نفس تموت تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، يرجع ذلك إلى قلب مُوقِنٍ، إلا غفر الله لها» رواه ابن ماجه (٣٧٩٦) من حديث يونس، عن حُميد بن هلال، عن هِصَّانَ بن الكاهل، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن معاذ بن جبل فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢١٩٩٨)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (١١٣٦)، وابن حبان في صحيحه (٢٠٣).
ومداره على هِصَّان بن الكاهل، ويقال: الكاهن، روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان فهو مجهول الحال عند جمهور المحدثين، وفي التقريب «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد له المتابعة إلا في المعنى العام كما سبق وبهذا يرتقي الحديث إلى درجة «جيد الإسناد».
وفي الباب ما روي عن حذيفة قال: أسندتُ النبي ﷺ إلى صدري فقال: «من قال: لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله، خُتِم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجهِ الله، خُتم له بها دخلَ الجنة، ومن تصدق بصدقةٍ ابتغاء وجهِ الله، خُتم له بها، دخلَ الجنة» إلا أنه منقطع.
رواه الإمام أحمد (٢٣٣٢٤) من طريق حماد بن سلمة، عن عثمان البَتِّي، عن نُعيم قال عفان في حديثه: ابن أبي هند - عن حذيفة فذكره.
ونعيم بن أبي هند لم يلق حذيفة. وهذا أصح ما رُوي به هذا الحديث.
وأخرجه البزار «كشف الأستار» (١٠٣٨) من وجه آخر عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن حذيفة مختصرًا في ذكر الصوم فقط.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن نُعيم إلا محمد، ولا عنه إلا الحسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد تفرد الحسن بن أبي جعفر بهذا الإسناد وهو ممن ضعَّفه جمهور أهل العلم منهم البخاري والنسائي وابن المديني والعجلي وأبو حاتم وغيرهم. وأطلق عليه الحافظ كلمة «ضعيف الحديث مع عبادته وفضله» إذا عرفت هذا فقول الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٢٤): «رواه أحمد، وروى البزار طرفا منه في الصيام فقط، ورجاله موثقون»، دليل على تساهله، وكذلك قال أيضًا في «المجمع» (٣/ ١٨٣): «رواه البزار، وهو مطول عند أحمد، وقد تقدم في تلقين الميت، ورجاله موثقون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 139 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

  • 📜 حديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب