حديث: من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل عيادة المريض

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: «من أتي أخاه المسلم عائدًا مشى في خِرافة الجنّة حتّى يجلس، فإذا جلس غَمَرَتْه الرحمةُ، فإن كان غدوةً صلي عليه سبعون ألف ملك حتّى يُمسى، وإن كان مساءً صلي عليه سبعون ألف ملك حتَّى يُصبح».

صحيح: رواه ابن ماجه (١٤٤٢) وأبو داود (٣٠٩٩) كلاهما من طريق أبي معاوية، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليّ فذكره واللّفظ لابن ماجه، ولفظ أبي داود بمعناه.

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: «من أتي أخاه المسلم عائدًا مشى في خِرافة الجنّة حتّى يجلس، فإذا جلس غَمَرَتْه الرحمةُ، فإن كان غدوةً صلي عليه سبعون ألف ملك حتّى يُمسى، وإن كان مساءً صلي عليه سبعون ألف ملك حتَّى يُصبح».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تحث على فضل عيادة المريض، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني.

شرح المفردات:


● عائدًا: زائرًا للمريض بقصد المواساة والدعاء له.
● مشى في خِرافة الجنة: أي سار في طريق مؤد إلى الجنة، أو في بستان من بساتينها. والخِرافة: البستان أو الطريق المزين.
● غَمَرَتْه الرحمة: أحاطت به رحمة الله من جميع الجهات.
● صلي عليه: أي دعوا له واستغفروا له.

شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل عيادة المريض، وأن المسلم الذي يزور أخاه المريض يُكافأ بأجر عظيم من الله تعالى. فمنذ أن يبدأ الزائر مشيه toward بيت المريض، يكون قد دخل في نطاق رحمة الله وفضله، وكأنه يمشي في طريق من طرق الجنة أو في رياضها. وإذا جلس عند المريض، فإن رحمة الله تعالى تُحيط به وتغشاه من كل جانب.
أما الجزء الثاني من الحديث فيذكر الأجر العظيم الذي يناله العائد إذا كانت عيادته في وقت مبكر من النهار (غدوة) أو في المساء؛ حيث يبعث الله سبعين ألف ملك يدعون له ويستغفرون له حتى ينتقل الوقت إلى المساء أو الصباح التالي.

الدروس المستفادة:


1- عيادة المريض من الأعمال العظيمة التي تقرب العبد إلى الله، وتُدخله في رحمة الله.
2- المشي لزيارة المريض له فضل خاص، حيث يُكتب للزائر الأجر منذ أن يبدأ خطواته toward بيت المريض.
3- الدعاء للعائد من قبل الملائكة يدل على عظم هذا العمل عند الله.
4- الترابط الاجتماعي بين المسلمين من خلال المواساة في الأوقات الصعبة، مما يقوي أواصر المحبة والأخوة.
5- الحث على المسارعة في فعل الخير في أوقات النهار والليل، فإن كل وقت له فضله.

فوائد إضافية:


- يستحب للعائد أن يدعو للمريض بالشفاء، كما يُستحب له أن يذكر الله ويسبحه أثناء الطريق.
- ينبغي للزائر أن يقصد بعيادته وجه الله تعالى والتخفيف عن المريض، لا المظهر أو السمعة.
- هذا الحديث يظهر جانبًا من رحمة الإسلام واهتمامه بالعلاقات الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع.
أسأل الله أن يعيننا على طاعته، وأن يجعلنا ممن يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٤٤٢) وأبو داود (٣٠٩٩) كلاهما من طريق أبي معاوية، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليّ فذكره واللّفظ لابن ماجه، ولفظ أبي داود بمعناه.
ورواه الإمام أحمد (٦١٢) عن أبي معاوية بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن عليّ يعوده، فقال له عليّ: أعائدًا جئتَ أم شامتًا؟ قال: لا، بل عائدًا. قال: فقال له علي: إن كنت جئت عائدًا فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: فذكر الحديث مثل لفظ ابن ماجه.
وهذا إسناد صحيح، والحكم هو ابن عتيبة، وصحَّحه أيضًا الحاكم (١/ ٣٤٩ - ٣٥٠) على شرط الشّيخين، وقال: لم يخرجاه لخلاف على الحكم فيه، ثمّ رأى أن هذه العلة غير قادحة، وقال أيضًا (١/ ٣٤١ - ٣٤٢): «صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر، عن ابن أبي ليلى، عن عليّ من حديث شعبة، وأنا على أَصْلي في الحكم لراوي الزيادة».
قال الأعظمي: وهو يشير إلى ما رواه شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، عن عليّ مرة مرفوعًا، ومرة موقوفًا.
فمن المرفوع ما رواه الإمام أحمد (٩٧٥) عن عبد الله بن يزيد، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع قال: عاد أبو موسى الأشعريُّ الحسنَ بن عليّ، فقال له عليّ: أعائدًا جئت أم زائرًا؟ فقال أبو موسى: بل جئت عائدًا فقال عليّ: سمعتُ رسول الله ﷺ فذكر نحوه.
وعبد الله بن نافع هو أبو جعفر الهاشمي مولاهم، كان غلامًا للحسن بن عليّ، لم يرو عنه غير الحكم بن عُتيبة، وذكره ابن حبَّان في: الثقات (٧/ ٢٤) وقال: «صدوق».
ومن هذا الوجه رواه أيضًا البيهقيّ (٣/ ٣٨١) وقال: «وكذلك رواه محمد بن عديّ، عن شعبة مرفوعًا. ورواه محمد بن كثير، عن شعبة موقوفًا».
قال الأعظمي: وعن محمد بن كثير رواه أبو داود (٣٠٩٨) وقال: رواه منصور، عن الحكم كما رواه شعبة (يعني موقوفًا). ثمّ رواه من طريق جرير، عن منصور به.
وقال: أُسند هذا عن عليّ، عن النَّبِيّ ﷺ من غير وجه صحيح».
قال الأعظمي: ومن هذه الوجوه غير الصحيحة ما رواه الترمذيّ (٩٦٩) عن أحمد بن مُنيع، حَدَّثَنَا الحسن بن محمد، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن ثُوير (وهو ابن أبي فاختة) عن أبيه قال: أخذ عليّ بيدي قال: انطلِق بنا إلى الحسن نعودُه. فوجدنا عنده أبا موسى، فقال عليّ: أعائدًا جئت يا أبا موسي! أم زائرًا؟ فقال: لا بل عائدًا. فقال عليّ: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: فذكر الحديث مثله. وزاد فيه: «وكان له خريف في الجنّة».
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب، وقد رُوي عن عليّ هذا الحديث من غير وجه، منهم من وقَّفه، ولم يرفعه. وأبو فاختة اسمه: سعيد بن عِلاقة» انتهى.
قال الأعظمي: بل إسناده ضعيف جدًّا من أجل ثوير -مصغرًا- ابن أبي فاختة فقد ضعَّفه جمهور أهل العلم وقال فيه الدَّارقطنيّ وابن الجنيد: «متروك» وقال ابن حبَّان: «كان يقلب الأسانيد حتي يجئ في روايته أشياء كأنّها موضوعة» وقال الحافظ: «ضعيف رمي بالرفض».
وأمّا أبوه أبو فاختة سعيد بن عِلاقة فثقة.
ومن هذه الطرق ما رواه الإمام أحمد (٧٥٤) وأبو يعلى (٢٨٩) وابن حبَّان في صحيحه (٢٩٥٨)
كلهم من حديث حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار أن عمرو بن حُريث عاد الحسن بن عليّ فقال له عليّ: أتعود الحسن، وفي نفسك ما فيها؟ فقال له عمرو: إنك لست بربيّ، فتُصرف قلبي حيثُ شئتَ قال عليّ: أما إن ذلك لا يمنعنا أن نُودي إليك النصيحة سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ما من مسلم عاد أخاه إِلَّا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يُصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يُمسى، ومن أي ساعات الليل كان حتّى يُصبح».
وعبد الله بن يسار، أبو همام الكوفيّ، ويقال: عبد الله بن نافع «مجهول» كما قال الحافظ في التقريب ومع هذا ذكره ابن حبَّان في «الثّقات» (٥/ ٥١) ولم يذكر من الرواة عنه سوى أبي صخرة جامع بن شداد، وأخرج حديثه في صحيحه، وفيه دليل على أنه يوثق المجاهيل وإن كان روي في صحيحه عن يعلى بن عطاء عنه.
وللحديث أسانيد أخرى لا تخلو من ضعف أو مجهول. إِلَّا أن هذه الأسانيد لا تعلل ما صحَّ منها.
وأمّا كونه رُوي مرفوعًا أو موقوفًا فذهب الحافظ الدَّارقطنيّ في كتابه «العلل» (٣/ ٢٦٩) إلى ترجيح الموقوف. وذهب غيره إلى ترجيح المرفوع لما فيه من زيادة علم كما قال الحاكم: «وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة» كما أن ما ثبت مرفوعًا أقوى إسنادًا فإنه على شرط الشّيخين كما قال الحاكم، ثمّ مثل هذا لا يقال بالرأي، لأنه يشتمل على الأمور الغيبية التي لا تعلم إِلَّا بالوحي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة

  • 📜 حديث: من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب