حديث: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قصاص المظالم يوم القيامة

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا خَلَص المؤمنون من النّار حُبِسُوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصُّون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد ﷺ بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدلُّ بمنزله كان في الدنيا».

صحيح: رواه البخاري في المظالم (٢٤٤٠) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا خَلَص المؤمنون من النّار حُبِسُوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصُّون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد ﷺ بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدلُّ بمنزله كان في الدنيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث أهوال يوم القيامة وأحداثه، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.
أولاً: شرح المفردات:
● خَلَص المؤمنون من النار: أي نَجَوْا منها ولم يدخلوها، أو خرج منها من دخلها من عصاة المؤمنين بعد أن تم تطهيرهم.
● حُبِسُوا بقنطرة: القنطرة هي الجسر أو المعبر. حبسوا: أي أُوقِفُوا فيها.
● بين الجنة والنار: مكان يقع بين دار النعيم ودار العذاب.
● فيَتَقاصُّون مظالم: أي يقتص بعضهم من بعض، ويسوّون الحقوق والمظالم التي كانت بينهم في الدنيا.
● حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبُوا: نقُّوا: طُهِّروا من الذنوب والآثام. هُذِّبُوا: جُُعلوا مهذَّبين من كل عيب أو ظلمة.
● أذن لهم بدخول الجنة: أُعطُوا الإذن والتصريح بالدخول.
● لأحدهم بمسكنه في الجنة أدلُّ بمنزله كان في الدنيا: أدلُّ: أي أهدى وأعرف. والمعنى: أن المؤمن سيكون أعرف بمنزله في الجنة من منزله الذي كان يسكنه في الدنيا.
ثانيًا: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مرحلة عظيمة يمر بها المؤمنون بعد النجاة من النار، وقبل دخول الجنة. فهناك قنطرة أو جسر يحبس عليه المؤمنون، فيقومون هناك بالمقاصة والمحاسبة النهائية لأي مظالم دنيوية كانت بينهم، كالغصب، أو القذف، أو الضرب، أو الاعتداء على الأموال والأعراض وغيرها. فيأخذ المظلوم حقه من الظالم حتى يصفو الجميع من هذه المظالم وتزول كل الشحناء والضغائن.
وبعد أن يتطهر المؤمنون تمامًا من هذه الآثام ويصبحون أهلاً للقرب من الله ودخول دار كرامته، يُفتح لهم باب الجنة ويدخلونها. ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بقسم على عظمة هذا الأمر، فيقسم بالله الذي holds his soul in His hand أن المؤمن سيعرف مكانه في الجنة ويعثر عليه بسهولة ويسر، أكثر مما كان يعرف بيته الذي كان يسكنه في الدنيا. وهذا يدل على الألفة والاطمئنان والاستقرار الذي سينعم به المؤمن في دار الخلد.
ثالثًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- عدل الله المطلق: فالله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة، ولن يدخل أحد الجنة وبقيت عليه مظلمة لأخيه لم يُقتص منها.
2- الحث على المسارعة في التخلص من المظالم في الدنيا: الحديث تحذير شديد من التهاون في حقوق العباد، وحث على رد المظالم إلى أهلها والاستحلال منهم في الدنيا، قبل أن يأتي يوم تكون فيه الخصومة والقصاص على أشد ما يكون.
3- طهارة القلب وسلامة الصدر: المقاصة في ذلك الموقف ستؤدي إلى تطهير القلوب من كل حقد أو ضغينة، ليدخل المؤمنون الجنة وقلوبهم نقية صافية لا يعكر صفوها شيء.
4- عظمة نعيم الجنة وألفتها: حيث سيكون المؤمن فيها في غاية السعادة والراحة والاطمئنان، حتى لكأنه في بيته الذي ألفه في الدنيا، بل وأكثر.
5- التصديق بما أخبر به النبي ﷺ: من أحداث يوم القيامة التي لا نعرف كنهها إلا من خلال الوحي، مما يزيد الإيمان ويقويه.
رابعًا: معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "القتص من الظالم في الآخرة" وهو من عدل الله تعالى.
- ينبغي للمسلم أن يحرص كل الحرص على أن يخلي صحيفته من حقوق العباد قبل الموت، بالرد أو الاستحلال أو التوبة النصوح مع رد الحقوق إذا أمكن.
- هذه القنطرة أو الجسر غير الصراط المستقيم الذي يعبر الناس على حسب أعمالهم، فهي مرحلة لاحقة للنجاة من النار.
نسأل الله أن ينجينا من النار، ويدخلنا الجنة بغير حساب، وأن يطهر قلوبنا من الغل والحقد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المظالم (٢٤٤٠) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار

  • 📜 حديث: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب