حديث: فنادى المهاجر: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نصر المسلم ظالما أو مظلوما

عن جابر قال: اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين. ونادى الأنصاري: يا للأنصار. فخرج رسول اللَّه ﷺ، فقال: «ما هذا دعوى أهل الجاهلية». قالوا: لا، يا رسول اللَّه، إلا أن غلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر. قال: «فلا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه؛ فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٤) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين. ونادى الأنصاري: يا للأنصار. فخرج رسول اللَّه ﷺ، فقال: «ما هذا دعوى أهل الجاهلية». قالوا: لا، يا رسول اللَّه، إلا أن غلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر. قال: «فلا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه؛ فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن جابر قال: اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين. ونادى الأنصاري: يا للأنصار. فخرج رسول اللَّه ﷺ، فقال: «ما هذا دعوى أهل الجاهلية». قالوا: لا، يا رسول اللَّه، إلا أن غلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر. قال: «فلا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه؛ فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره».

1. شرح المفردات:


● اقتتل: تخاصم وتضارب.
● كسع: الضرب على المؤخرة، أو هو نوع من الضرب والإيذاء.
● دعوى أهل الجاهلية: المناداة بالعصبية القبلية والتفاخر بالأنساب.
● فلينهه: يمنعه وينكر عليه ظلمه.
● نصر: هنا بمعنى معونة على الخير والهدى، وليس الإعانة على الظلم.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن واقعة جرت بين غلامين، أحدهما من المهاجرين والآخر من الأنصار، فحدث بينهما مشاجرة وضرب. عندها نادى أحد المهاجرين: "يا للمهاجرين" مستغيثًا بقومه، ونادى الأنصاري: "يا للأنصار" مستنفرًا قومه أيضًا.
فخرج النبي ﷺ مستنكرًا هذا المناداة، معتبرًا إياها من دعاوى الجاهلية التي كانت تقوم على العصبية للقبيلة أو العرق دون الحق. فأخبره الصحابة أن الأمر مجرد شجار بين غلامين، فبيّن ﷺ الموقف الشرعي الصحيح.
فأقرَّ ﷺ أن نصر الأخ المسلم واجب، لكن ليس blindly (بدون تمييز)، بل بحسب حاله:
● إن كان مظلومًا: فينصره ويمنع الظلم عنه.
● إن كان ظالمًا: فينصره بمنعه من الظلم، وردعه عن الباطل، فهذا هو النصر الحقيقي له.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم العصبية الجاهلية: النهي الشديد عن التعصب للقبيلة أو العرق أو اللون، وجعل الدين والعدل هما الأساس.
2- وجوب نصر المسلم لأخيه: لكن هذا النصر ليس مطلقًا، بل مقيد بالحق والعدل.
3- النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: من أعظم أنواع نصر الأخ منعه من الظلم وإرشاده إلى الحق.
4- الحكمة النبوية في معالجة المشكلات: حيث لم ينه ﷺ عن النصرة مطلقًا، بل صحح المفهوم ووجهه الوجهة الصحيحة.
5- التربية على تحمل المسؤولية: حيث جعل كل فرد مسؤولًا عن تصحيح أخيه وإرشاده.

4. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب المعاملة والعلاقات الاجتماعية.
● العصبية المحرمة: هي التي تكون لمجرد الانتماء القبلي أو العرقي، حتى لو كان على الباطل.
● العصبية المشروعة: هي نصر الحق وأهله، والدفاع عن المظلوم، والانتماء للإسلام وأهله.
فالحديث يحثنا على أن تكون ولاءاتنا للدين والحق، لا للأشخاص والقبائل، وأن تكون نصرتنا لأخواننا المسلمين نُصرةً تهديهم إلى الصواب وتقودهم إلى الخير، لا مجرد تأييد أعمى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٤) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو الزبير، عن جابر فذكره. وأصل القصة مخرج في الصحيحين، ولكن ليس فيهما قول النبي ﷺ: «فلا بأس، ولينصر الرجل. . .». وهو مذكور في محله.
وقوله: «كسع» أي ضرب دبره.
وقوله: «فلا بأس» معناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خِفْتُه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: فنادى المهاجر: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار

  • 📜 حديث: فنادى المهاجر: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فنادى المهاجر: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فنادى المهاجر: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فنادى المهاجر: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب