حديث: إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخذ حسنات الظالم، وإعطائها للمظلوم يوم القيامة

عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ قال: «إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمُحَقِّرات، وهي الموبِقات يوم القيامة، اتقوا المظالم ما استطعتم؛ فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنه ستنجيه، فما زال عبد يقوم، فيقول: يا رب، ظلمني عبدك مظلمة. فيقول: امْحُوا من حسناته. وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب، وإن مثل ذلك
كسَفْرٍ نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حَطَب، فتفرق القوم ليحتطبوا، فلم يلبثوا أن حطبوا، فأَعْظَمُوا النار، وطبخوا ما أرادوا، وكذلك الذنوب».

حسن: رواه أبو يعلى (٥١٢٢) عن محمد بن أبي بكر، عن محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، قال أبو يعلى: أحسبه عن ابن مسعود فذكره.

عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ قال: «إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمُحَقِّرات، وهي الموبِقات يوم القيامة، اتقوا المظالم ما استطعتم؛ فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنه ستنجيه، فما زال عبد يقوم، فيقول: يا رب، ظلمني عبدك مظلمة. فيقول: امْحُوا من حسناته. وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب، وإن مثل ذلك
كسَفْرٍ نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حَطَب، فتفرق القوم ليحتطبوا، فلم يلبثوا أن حطبوا، فأَعْظَمُوا النار، وطبخوا ما أرادوا، وكذلك الذنوب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً. شرح المفردات:


● يئس: أي قطع الأمل وأقنط.
● المُحَقِّرات: صغار الذنوب التي يستخف بها الناس ويحتقرونها.
● الموبِقات: المهلكات، من الإيباق وهو الهلاك.
● المظالم: كل تعدٍ على حقوق العباد سواء في النفس أو المال أو العرض.
● سَفْرٍ: مسافرون أو ركب مسافر.
● فلاة: صحراء واسعة ليس فيها شيء.
● حَطَب: ما يُتخذ وقوداً للنار من خشب وغيرها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم أن الشيطان قد أيس من تحقيق هدفه الكبير في إضلال المسلمين بعبادة الأصنام كما كان يفعل في الجاهلية، لكنه لم ييأس من الوسائل الأخرى لإغوائهم وإهلاكهم.
فبدلاً من الكبائر والشرك، يرضى الشيطان بأن يوقع المسلمين في صغار الذنوب والمحقرات التي يستخفون بها ولا يهتمون لها، مع أنها تكون سبباً في هلاكهم يوم القيامة إذا استمروا عليها ولم يتوبوا.
ثم يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من المظالم خاصة، لأنها من أعظم المحقرات التي يستهين بها الناس، فيأكلون أموال بعضهم ويظلمون بعضهم، ويظنون أن هذه الأمور الصغيرة ستمر يوم القيامة.
ويبين النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن هذه المظالم تهلك صاحبها يوم القيامة، حيث يأتي العبد بحسنات كثيرة يظن أنها ستنجيه، فيقوم أحد من كان قد ظلمه ويشكو مظلمته، فيأمر الله تعالى بأن تؤخذ من حسنات الظالم وتعطى للمظلوم، وهكذا حتى تذهب جميع حسناته، وإذا فنيت حسناته أخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه، فيخسر خسارة عظيمة.
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً توضيحياً لهذه الذنوب المحتقرة، فشبهها بحطب يجمع قليلاً قليلاً حتى يصبح كومة كبيرة توقد ناراً عظيمة، فكما أن الحطب القليل يتجمع حتى يصبح ناراً هائلة، فكذلك الذنوب الصغيرة إذا تجمعت ولم يتب منها صاحبها، أصبحت كالجبل العظيم من الإثم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1. خطورة الاستهانة بصغار الذنوب، فإن تجمعها يؤدي إلى الهلاك.
2. التحذير الشديد من ظلم العباد، فإنه من أعظم أسباب الخسران يوم القيامة.
3. أهمية المسارعة إلى التوبة من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها.
4. وجوب رد المظالم إلى أهلها والتحلل منهم في الدنيا قبل الآخرة.
5. بيان حكمة الشيطان ومكائده في إغواء بني آدم، حيث يرضى باليسير إذا لم يستطع الكثير.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه على الصغائر كما يحاسب على الكبائر.
- من أعظم ما يعين على ترك المحقرات: استحضار مراقبة الله تعالى، وتذكر عقوبة الآخرة.
- المظالم لا تغفر إلا برد الحقوق إلى أصحابها أو بالتحلل منهم.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأن يوفقنا لترك المحقرات من الذنوب، وأن يحفظنا من ظلم العباد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٥١٢٢) عن محمد بن أبي بكر، عن محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، قال أبو يعلى: أحسبه عن ابن مسعود فذكره.
وإبراهيم الهجري -وهو ابن مسلم- ضعيف باتفاق أهل العلم، ولكن قال ابن عدي: «ومع ضعفه يكتب حديثه، وهو عندي ممن لا يجوز الاحتجاج بحديثه». أي إذا انفرد.
وقد وجدت رواه الإمام أحمد (٣٨١٨) من وجه آخر عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه بن مسعود بدون شك نحوه.
وعبد ربه هو ابن أبي يزيد، لم يرو عنه سوى قتادة، وقال ابن المديني: «مجهول».
ثم إبراهيم الهجري هذا روى عنه سفيان بن عيينة، كما رواه الحميدي في مسنده (٩٨) عنه نحوه.
وسفيان بن عيينة يقول: أتيت إبراهيم الهجري، فدفع إلي عامة كتبه، فرحمت الشيخ، وأصلحت له كتابه، قلت: هذا عن عبد اللَّه، وهذا عن النبي ﷺ، وهذا عن عمر. (تهذيب التهذيب ١/ ١٦٥).
قال ابن حجر: «هذه القصة عن ابن عيينة تقتضي أن حديثه عنه صحيح؛ لأنه إنما عيب عليه رفعه أحاديث موقوفة، وابن عيينة ذكر أنه ميز حديث عبد اللَّه من حديث النبي ﷺ». اهـ. إلا أن الراوي عنه هنا محمد بن دينار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب

  • 📜 حديث: إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب