حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في وصيته فيدخل النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الإضرار في الوصية

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته، فيختم له بشر عمله، فيدخل النّار. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيختم له بخير عمله، فيدخل الجنّة».
قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾ إلى قوله ﴿وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [سورة النساء: ١٢ - ١٤].

حسن: رواه أبو داود (٢٨٦٧)، وابن ماجه (٢٧٠٤)، والترمذي (٢١١٧)، وأحمد (٧٧٤٣) واللفظ لأحمد، كلهم من حديث أشعث بن عبد اللَّه، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته، فيختم له بشر عمله، فيدخل النّار. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيختم له بخير عمله، فيدخل الجنّة».
قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾ إلى قوله ﴿وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [سورة النساء: ١٢ - ١٤].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه:

الحديث:


«إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته، فيختم له بشر عمله، فيدخل النار. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيختم له بخير عمله، فيدخل الجنة».

1. شرح المفردات:


● لَيَعْمَلُ: يدوم على العمل ويستمر فيه.
● عَمَلَ أَهْلِ الْخَيْرِ: الأعمال الصالحة التي يقوم بها الصالحون من طاعة الله وعبادته.
● حَافَ: من الحيف، وهو الظلم والجور. أي يظلم في وصيته ويجور فيها.
● يُخْتَمُ لَهُ: يُختَم عمله ويُخْتَم عليه، أي يكون آخر عمله.
● يُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ: يكون خاتمة عمله وعاقبته عملٌ سيء.
● يُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ: يكون خاتمة عمله وعاقبته عملٌ صالح.
● يُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ: يكون خاتمة عمله وعاقبته عملٌ صالح.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أهمية خاتمة الإنسان، وأن العبرة بخاتمة العمل، فالإنسان قد يعمل طوال عمره أعمالاً صالحة، ولكن إذا انتهى عمره بعمل سيء - كأن يظلم في وصيته - فإن هذا العمل السيء يكون هو الخاتمة التي يُحكم عليه بها، فيدخل النار. والعكس صحيح، فقد يعمل الإنسان طوال عمره أعمالاً سيئة، ولكن إذا انتهى عمره بعمل صالح - كالعدل في وصيته - فإن هذا العمل الصالح يكون هو الخاتمة التي يُحكم عليه بها، فيدخل الجنة.
والوصية هنا هي ما يوصي به الإنسان بعد موته من تقسيم ماله أو التصرف فيه، فإذا ظلم فيها - كأن يحرم من يستحق أو يعطي من لا يستحق - فقد ارتكب إثماً عظيماً، وإذا عدل فيها فقد أحسن.

3. الدروس المستفادة:


● أهمية الخاتمة: العبرة بخاتمة الإنسان، فالإنسان لا يدري بأي عمل يختم له، فيجب أن يدعو الله دائماً أن يختم له بخير.
● خطورة الظلم في الوصية: الوصية من الأمور المهمة التي يجب العدل فيها، والظلم فيها من الكبائر.
● رحمة الله تعالى: الله تعالى واسع المغفرة، يقبل التوبة من عباده، وقد يغفر للعبد سيئاته كلها إذا تاب وأناب.
● الحذر من الغرور: لا ينبغي للإنسان أن يغتر بعمله الصالح، فقد يختم له بسوء، فيجب أن يستمر في الدعاء والاستغفار.
● الأمل في رحمة الله: حتى من كان يعمل بالمعاصي، فإنه لا ينبغي له أن يقنط من رحمة الله، فإذا تاب وأناب قبل الله توبته.

4. معلومات إضافية:


- استشهد أبو هريرة رضي الله عنه بالآيات من سورة النساء (من الآية 12 إلى 14) والتي تتحدث عن فرائض المواريث وحدود الله فيها، وتحذر من تعدي هذه الحدود، وتتوعد من يفعل ذلك بعذاب أليم. وهذا يؤكد على أهمية العدل في الوصية وعدم مخالفة شرع الله فيها.
- ينبغي للإنسان أن يحذر من الظلم في وصيته، وأن يستشير أهل العلم في ذلك حتى لا يقع في المحظور.
- الدعاء بخير الخواتيم من أهم الأدعية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
نسأل الله تعالى أن يختم لنا بخير، وأن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يجنبنا الظلم والجور في كل أمورنا.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٦٧)، وابن ماجه (٢٧٠٤)، والترمذي (٢١١٧)، وأحمد (٧٧٤٣) واللفظ لأحمد، كلهم من حديث أشعث بن عبد اللَّه، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذي: «حسن غريب».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن شهر بن حوشب عندي حسن الحديث، وثّقه أحمد، وابن معين، وغيرهما. وأما ما روي عن ابن عباس مرفوعا: «الإضرار في الوصية من الكبائر». فالصحيح أنه موقوف. رواه الدارقطني (٤/ ١٥١)، والعقيلي (٣/ ١٨٩) من طريق عمر بن مغيرة، نا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره مرفوعا.
قال العقيلي: «لا نعرف أحدا رفعه غير عمر بن المغيرة المصيصي».
ورواه سعيد بن منصور (٣٤٢ - ٣٤٤)، ومن طريقه البيهقي (٦/ ٢٧١) موقوفا على ابن عباس، وقال: «هذا هو الصحيح موقوف، وروي من وجه آخر مرفوعا، ورفعه ضعيف».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في وصيته فيدخل النار

  • 📜 حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في وصيته فيدخل النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في وصيته فيدخل النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في وصيته فيدخل النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في وصيته فيدخل النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب