حديث: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في مخالطة أموال اليتامى في الطعام

روي عن ابن عباس قال: لما أنزل اللَّه عز وجل ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الأنعام: ١٥٢] و﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا﴾ [النساء: ١٠] انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل من طعامه، فيُحبس له حتى يأكله، أو يفسُد، فاشتد
ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٠] فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه.

ضعيف: رواه أبو داود (٢٨٧١) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.

روي عن ابن عباس قال: لما أنزل اللَّه ﷿ ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الأنعام: ١٥٢] و﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا﴾ [النساء: ١٠] انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل من طعامه، فيُحبس له حتى يأكله، أو يفسُد، فاشتد
ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٠] فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنَّة نبيه والعمل بها.
أولاً: نص الحديث وتخريجه:
هذا الأثر رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٧٣٧)، والإمام البخاري في "الأدب المفرد" (١٣٧)، والإمام عبد الرزاق في "مصنفه" (١٤٦٩٩)، والإمام الطبري في "تفسيره" (٤/ ٣٩٩)، وغيرهم عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وهو حديث صحيح الإسناد، وقد صححه عدد من الأئمة منهم الإمام ابن حجر العسقلاني.
ثانياً: شرح المفردات:
* عزل طعامه من طعامه: أي فصلوا وجبة اليتيم عن وجباتهم، وجعلوها منفصلة تماماً.
* فجعل يفضل من طعامه: أي كان يتبقى من طعام اليتيم زيادة عن حاجته.
* فيُحبس له: يُترك ويُخزَّن له.
* حتى يأكله أو يفسد: فيضطرون لأكله بعد فترة (خوفاً من إتلاف مال اليتيم) أو يتركوه حتى يتلف ويصبح غير صالح للأكل.
* فاشتد ذلك عليهم: صار هذا الفعل عبئاً ثقيلاً ومشقة عظيمة عليهم.
* فخلطوا طعامهم بطعامه: أي أعادوا الخلطة والمشاركة في الأكل والشرب كما كانوا يفعلون من قبل.
ثالثاً: شرح الحديث وقصته:
يشرح لنا ابن عباس رضي الله عنهما السياق التاريخي والسبب الذي نزلت لأجله الآية الكريمة من سورة البقرة.
1- المرحلة الأولى (الحذر الشديد): عندما نزلت الآيات الأولى في سورة الأنعام والنساء التي تحذر من أكل مال اليتيم وتحرم الاقتراب منه إلا بالطريقة الحسنة، فهم الصحابة رضي الله عنهم هذا النهج فهمًا دقيقاً وعميقاً. خشيةً من أن يقعوا في الإثم، لم يكتفوا بعدم أكل مال اليتيم ظلماً، بل تجاوزوا ذلك إلى عزل طعام اليتيم وشرابه عن طعامهم وشرابهم تماماً. كانوا يطعمون اليتيم حصته منفردة، وإذا فضل شيء منها، امتنعوا عن أكله خوفاً من أن يكون ذلك من أكل مال اليتيم، فكان يتراكم عليهم حتى يضطروا لأكله بعد مدة (مما قد يجعله غير لذيذ أو ضار) أو يتركوه حتى يفسد، مما يتسبب في إتلاف مال اليتيم نفسه. فصار هذا الحل مشقة كبيرة عليهم وعلى اليتيم أيضاً.
2- المرحلة الثانية (التبيين والتيسير): شكا الصحابة هذا الإشكال والمشقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى الحل والتيسير في قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾.
* معنى الآية: أن الإصلاح لأموال اليتامى والقيام على مصلحتهم هو المطلوب والأفضل. وأما مخالطتهم (أي مشاركتهم في المأكل والمشرب بخلط طعامكم بطعامهم)، فلا حرج في ذلك ما دام القصد هو الإحسان إليهم والقيام على شؤونهم، وليس أكل أموالهم ظلماً. فأنتم وإياهم إخوة في الدين، فمخالطتكم إياهم من باب البر والإحسان، وليست من باب الظلم والاعتداء.
3- المرحلة الثالثة (التطبيق بعد التيسير): بعد هذا البيان الإلهي، اطمأنت قلوب الصحابة، وعادوا إلى خلط طعامهم بطعام اليتيم وشرابهم بشرابه، يأكلون جميعاً من نفس الطعام دون حرج، لأن نيتهم هي الإصلاح والإحسان، وليس الأكل من مال اليتيم.
رابعاً: الدروس والعبر المستفادة:
1- حرص الصحابة على تطبيق أوامر الله ونواهيه: فهم لم يتساهلوا أو يتكاسلوا، بل بالغوا في الحذر حتى من مجرد الشبهات، وهذا دليل على قوة إيمانهم وتقواهم.
2- رفع الحرج ويسر الشريعة الإسلامية: جاءت الشريعة لتحقيق مصالح العباد ودفع المشاق عنهم. فلم يرد الله تعالى أن يوقع الأمة في الحرج والعسر، بل بين لهم الطريق المستقيم الذي يجمع بين تحقيق التقوى وتجنب المشقة.
3- أهمية النية والقصود: الفارق بين الجائز والمحروم هو النية. فمخالطة اليتيم بقصد الإحسان إليه وإصلاح شأنه (كأن يأكل الوصي معه ليشجعه أو ليرعاه) هو أمر محمود ومأجور عليه. أما الأكل من ماله بقصد الانتقاص أو الاستئثار فهو الحرام. فالأعمال بالنيات.
4- حسن فهم النصوص وعدم المغالاة: يعلمنا هذا الأثر أن فهم النصوص يجب أن يكون متوازناً، فلا إفراط ولا تفريط. وأن المرجع عند الالتباس هو الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأهل العلم للفهم الصحيح.
5- العناية بأموال اليتامى ومشاعرهم: المقصد الأعلى هو "الإصلاح لهم". فكل تصرف يكون لمصلحة اليتيم ورعايته وحفظ ماله فهو مطلوب. والمخالطة في الطعام قد تكون من الإحسان الذي يزرع الطمأنينة في قلب اليتيم ويشعره بأنه among أهله وإخوته.
**خامس
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٧١) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وأخرجه البيهقي (٦/ ٢٨٤) من وجه آخر عن جرير.
وإسناده ضعيف من أجل عطاء، وهو ابن السائب بن مالك الثقفي الكوفي مختلط، وجرير -وهو ابن عبد الحميد- روى عنه بعد الاختلاط.
ولا تنفع متابعة إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي؛ فإنه روى عنه أيضًا بعد الاختلاط، ومن طريقه رواه الإمام أحمد (٣٠٠٠)، والحاكم (٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، والبيهقي (٥/ ٢٥٨ - ٢٥٩).
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وكذلك لا تنفع متابعة أبي كدينة، وعمران بن عيينة، عن عطاء بن السائب؛ فإن كلا من هؤلاء رووه عنه بعد الاختلاط، ومن طريقهما رواه النسائي (٣٦٦٩، ٣٦٧٠).
ولكن صح عن قتادة، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، وابن أبي ليلى، وغيرهم سبب نزول هذه الآية، كما ذكره ابن كثير في تفسيره، وأخرج ابن جرير الطبري بعض آثار هؤلاء في تفسيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن

  • 📜 حديث: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب