حديث: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا وصية لوارث

عن عمرو بن خارجة، أن النبي ﷺ خطبهم وهو على راحلته، وإن راحلته لتقصع بجرتها، وإن لُعَابها ليسيل بين كتفي قال: «إن اللَّه قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا يجوز لوارث وصية».

حسن: رواه الترمذي (٢١٢١)، والنسائي (٦/ ٢٤٧)، وابن ماجه (٢٧١٢)، وأحمد (١٧٦٦٩) لهم من طرق عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن عمرو بن خارجة، فذكره في حديث طويل تم تخريجه في العيدين.

عن عمرو بن خارجة، أن النبي ﷺ خطبهم وهو على راحلته، وإن راحلته لتقصع بجرتها، وإن لُعَابها ليسيل بين كتفي قال: «إن اللَّه قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا يجوز لوارث وصية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عمرو بن خارجة، أن النبي ﷺ خطبهم وهو على راحلته، وإن راحلته لتقصع بجرتها، وإن لعابها ليسيل بين كتفيه قال: «إن اللَّه قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا يجوز لوارث وصية».

1. شرح المفردات:


● خطبهم: أي ألقى عليهم خطبة أو موعظة.
● راحلته: ناقته التي كان يركبها.
● لتقصع بجرتها: "تقصع" يعني تمضغ، و"جرتها" هي الحبل الذي في فمها لتقوده، أي كانت الناقة تمضغ الحبل الذي في فمها.
● لعابها: ريقه ا.
● ليسيل بين كتفيه: أي كان يسيل على ظهر الناقة بين كتفي النبي ﷺ.
● قسم: حدد وأعطى.
● وارث: من له حق في الميراث.
● نصيبه: حقه المقدر.
● لا يجوز لوارث وصية: لا تصح وصية لوارث.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يخطب الناس وهو على ناقته، مما يدل على تواضعه ﷺ وعدم التكلف، وكانت الناقة تمضغ الحبل ويسيل لعابها على ظهرها بين كتفيه، وهذا الوصف يدل على صدق الرواية ودقتها في نقل المشهد.
ثم قال النبي ﷺ: «إن اللَّه قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا يجوز لوارث وصية».
هذا الحديث يبين حكمًا مهمًا في الميراث، حيث أن الله تعالى قد حدد في القرآن الكريم أنصبة الورثة بتفصيل دقيق في سورة النساء، فلا يجوز لأحد أن يغير هذه الأنصبة أو يتحايل عليها.
ومعنى «لا يجوز لوارث وصية» أي لا تصح وصية يوصي بها الميت لأحد ورثته، لأن الله قد أعطى كل وارث حقه، فالوصية للوارث تعتبر زيادة على حقه الشرعي، وهذا محرم لأنه تغيير لما قسمه الله.
وقد جاء هذا الحديث مؤكدًا لقوله تعالى:
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11]، وغيرها من آيات الميراث.

3. الدروس المستفادة منه:


● عدل الله تعالى: حيث قسم الميراث بنفسه، فلا يجوز للبشر تغييره.
● تحريم الظلم: الوصية للوارث ظلم للورثة الآخرين، لأنه يأخذ أكثر من حقه.
● التواضع: النبي ﷺ يخطب على ناقته دون تكلف، مما يدل على تواضعه وعدم الترفع عن الناس.
● التأكيد على حرمة الميراث: الميراث حق مقدر شرعًا، فلا يجوز الاعتداء عليه بالوصية أو غيرها.
● الوصية مشروعة لغير الوارث: الحديث لا يمنع الوصية مطلقًا، بل يمنعها للوارث فقط، أما لغير الوارث فهي جائزة بل مستحبة إذا كانت في الخير.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وهو حسن.
- اتفق الفقهاء على أن الوصية للوارث لا تجوز إلا إذا أجازها الورثة الآخرون بعد موت الموصي.
- من حاول التحايل على حرمان الورثة بحيلة مثل الهبة في مرض الموت، فإنها تعتبر وصية ولا تجوز.
- يستثنى من ذلك إذا كان الوارث فقيرًا وحاجه إلى المساعدة، فيمكن مساعدته في حياته بالهبة أو الصدقة، لا بالوصية بعد الموت.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢١٢١)، والنسائي (٦/ ٢٤٧)، وابن ماجه (٢٧١٢)، وأحمد (١٧٦٦٩) لهم من طرق عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن عمرو بن خارجة، فذكره في حديث طويل تم تخريجه في العيدين.
قال الترمذي: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب، غير أنه حسن الحديث، إذا لم يخالف، ولم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
وأما عمرو بن خارجة فقيل هكذا، وقيل: خارجة بن عمرو. والأول أصح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث

  • 📜 حديث: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب