حديث: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وصية رسول اللَّه ﷺ في المصلحة العامة
فقال بعضهم: إن رسول اللَّه ﷺ قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللَّه، فاختلف أهل البيت، واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. ومنهم من يقول غير ذلك.
فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول اللَّه ﷺ: «قوموا».
قال عبيد اللَّه: فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللَّه ﷺ وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغَطهم.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٣٢)، ومسلم في الوصية (١٦٣٧: ٢٢) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس فذكره، واللفظ للبخاري.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً. شرح المفردات:
● حُضِرَ: قرب أجله واشتد به المرض.
● هلموا: تعالوا وأقبلوا.
● اللغو: الكلام الكثير غير المفيد والجدال.
● الرزية: المصيبة العظيمة والكارثة.
● اللغط: الضجيج والاختلاف في الكلام.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن اللحظات الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان في بيته مجموعة من الصحابة، فطلب النبي الكريم أن يأتوه بكتف (لوح أو ورقة) ليكتب لهم كتابًا يكون هداية للأمة ومنارة تستضيء به فلا تضل أبدًا.
لكن بعض الحاضرين -وكان منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه- رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلبه المرض والألم، وقالوا: "عندكم القرآن، وحسبنا كتاب الله"، فوقع اختلاف بين الصحابة في البيت، فمن قائل: اقتربوا ليكتب لكم، ومن قائل: لا تفعلوا.
فلما كثر الجدال والضجيج، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقيوم والخروج، تألمًا مما جرى.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- عظم المصيبة: كما عبر ابن عباس بأنها "الرزية كل الرزية"، لأن الأمة حرمت من كتاب عظيم كان سيكتبه النبي بيده، ويكون حجة وهداية.
2- احترام آراء الصحابة: موقف عمر ومن معه كان عن اجتهاد خالص، ظنوا أنهم يخففون عن النبي مرضه، ولم يكن عن قصد مخالفته.
3- النهي عن الجدال واللغط: خاصة في المواقف الجليلة والعظيمة، فإنه قد يحرم الخير.
4- الحكمة من المنع: علم الله أن في ترك كتابة هذا الكتاب مصلحة، ولذلك قدَّر هذا الموقف، ورب ضارة نافعة.
5- الاعتصام بالوحي: أن القرآن الكريم هو الأساس والمرجع الأول، وهو كافٍ وهادٍ للأمة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- اختلف العلماء في ماهية هذا الكتاب، فقيل: كان سيكتب اسم الخليفة بعده صراحة، وقيل: كان سيدون قواعد وأصول تحفظ الأمة من الضلال.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على اجتهاد الصحابة ومحبتهم للنبي، وحسن نواياهم.
- يستفاد منه أن المشورة والهدوء في الأمور مهمة، وأن الجدال والضجيج قد يحرم بركة العلم والخير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي مسلم: «فيهم عمر بن الخطاب، فقال: إن رسول اللَّه ﷺ قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللَّه».
وقول عمر: «حسبنا كتاب اللَّه» رد على من نازع رسول اللَّه ﷺ، لا على أمر رسول اللَّه ﷺ. ومعناه أن كتاب اللَّه شامل لكل شيء، كقوله تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٣٨] وهو أراد بذلك الترفيه على رسول اللَّه ﷺ، لا الاستغناء عن السنة؛ فإن كتاب اللَّه أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب لمعرفة المراد من كتاب اللَّه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث
- 2 الوصية للوالدين والأقربين حتى نسختها آية الميراث
- 3 وصية المسلم مكتوبة عنده لا تبيت ليلتين
- 4 الرجل يعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ثم يحيف في...
- 5 إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية...
- 6 إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث
- 7 إن الله جعل لكل ذي حق حقه، ألا لا وصية...
- 8 الولد للفراش وللعاهر حجر
- 9 أفضل عنوان للحديث: "الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك...
- 10 الثلث والثلث كثير
- 11 الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس عشرة
- 12 أعتق ستة مملوكين عند موته لم يكن له مال غيرهم
- 13 أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة
- 14 ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ولا شاة ولا...
- 15 ما ترك رسول الله عند موته درهما ولا دينارا
- 16 أوصى النبي ﷺ بكتاب الله
- 17 الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم
- 18 أخرجوا المشركين من جزيرة العرب
- 19 ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا
- 20 هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
- 21 متى أوصى النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي؟
- 22 أعتق عنه لو كان مسلما بلغه ذلك
- 23 تصدق عمر بأرض خيبر على الفقراء وابن السبيل
- 24 اركبها ثلاثا
- 25 أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك
- 26 أجر الصدقة عن الميت ينفعه
- 27 يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا
- 28 كُلْ من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر
- 29 ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن
معلومات عن حديث: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
📜 حديث: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








