حديث: أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوصية بالثلث

عن أبي هريرة أن رجلا كان له ستة أعبد، فأعتقهم عند موته، فأقرع النبي ﷺ بينهم، فأعتق منهم اثنين، وأرق أربعة.

صحيح: رواه ابن أبي شيبة (٢٣٨٤٧، ٣٧٢٣٩) عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن عبد اللَّه بن المختار، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رجلا كان له ستة أعبد، فأعتقهم عند موته، فأقرع النبي ﷺ بينهم، فأعتق منهم اثنين، وأرق أربعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دروس وعبر عظيمة في أحكام العتق والوصية، وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً كان له ستة أعبد، فأعتقهم عند موته، فأقرع النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فأعتق منهم اثنين، وأرق أربعة.


1. شرح المفردات:


● أعبد: جمع عبد، وهم الرقيق المملوكون.
● أعتقهم: حررهم وجعلهم أحرارًا.
● عند موته: في حالة المرض الذي توفي فيه (المرض المخوف).
● أقرع: أجرى القرعة، وهي طريقة عادلة للاختيار بينهم.
● أعتق منهم اثنين: حَرَّر اثنين فقط.
● أرق أربعة: أبقاهم على الرق، ولم يعتقهم.


2. شرح الحديث:


كان لهذا الرجل ستة عبيد، فأراد أن يعتقهم جميعًا عند موته كوصية أو كفارة أو صدقة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوافق على ذلك، لأن العتق في هذه الحالة يعتبر وصية، والوصية لا تجوز إلا في حدود الثلث، كما أن العتق يستغرق جميع ماله، وهذا فيه ضرر على الورثة.
فأجرى النبي صلى الله عليه وسلم القرعة بين العبيد الستة، فخرجت القرعة لاثنين، فأعتقهما، وأبقى الأربعة الباقين على الرق، لأن العتق في هذه الحالة لا يصح إلا بقدر الثلث، والثلث هنا يساوي عبدين من أصل ستة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق الشرع: حيث لم يترك الأمر للعاطفة، بل طبق القاعدة الشرعية التي تحفظ حقوق الورثة.
2- الوصية لا تجوز إلا في الثلث: كما في الحديث الصحيح: "الثلث والثلث كثير"، فلا يجوز للشخص أن يوصي بأكثر من ثلث ماله، وإلا كانت الوصية باطلة فيما زاد على الثلث.
3- العدل والإنصاف: استخدام القرعة عند التساوي في الحقوق أو الحاجة إلى الاختيار بطريقة عادلة.
4- مراعاة حقوق الورثة: الشرع يحفظ حقوق الورثة ويحرم الإضرار بهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس".
5- أن العتق عبادة عظيمة، لكنها مقيدة بالضوابط الشرعية حتى لا تضر بالغير.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الوصايا" وأحكامها.
- لو كان العتق في حال الصحة لكان جائزًا، لأنه تصرف في الملك، أما في المرض المخوف فيعتبر وصية.
- القرعة سنة نبوية في الأمور التي تحتاج إلى عدل واختيار، مثل تقسيم الغنائم أو الاختيار بين المتساوين.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على أن الوصية بأكثر من الثلث لا تنفذ إلا بإجازة الورثة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنة نبيه ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة (٢٣٨٤٧، ٣٧٢٣٩) عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن عبد اللَّه بن المختار، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح، وعبد اللَّه بن المختار ثقة، وثقه ابن معين، والنسائي، وغيرهما. وقال أبو حاتم: «لا بأس به».
وفي الباب ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رجلا في عهد رسول اللَّه ﷺ أعتق ستة مملوكين، لم يكن له مال غيرهم، ومات الرجل، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فأقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة.
رواه البزار -كشف الأستار- (١٣٩٦) عن بشر بن خالد العسكري، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد فذكره.
قال البزار: «رواه غير يزيد عن سعيد بن المسيب مرسلا، ووصله يزيد مرة بغداد».
قال الأعظمي: وفيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان ضعيف.
ورواه البيهقي (١٠/ ٢٨٦) من طريق ابن جريج، أخبرني قيس بن سعد، أنه سمع مكحولا يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: «أعتقت أمرأة أو رجل ستة أعبد لها. . .، فذكر نحوه.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي أمامة، رواه الدارقطني (٤/ ٢٣٤).
ذهب إلى هذه الأحاديث والآثار جمهور أهل العلم: مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وجماعة من أهل الحديث والأثر.
وقال أبو حنيفة وأصحابه فيمن أعتق عبيدا له في مرضه، ولا مال له غيرهم، أنه يعتق من كل واحد منهم ثلثه، ويسعى في ثلثي قيمته الورثة، وقال: حكمه ما دام يسعى حكم المكاتب.
وقال أبو يوسف، ومحمد: هم أحرار، وثلثا قيمتهم دين عليهم، يسعون في ذلك حتى يؤدوه إلى الورثة.
انظر للمزيد: التمهيد (٢٣/ ٤٢١)، فقد بسط الكلام عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة

  • 📜 حديث: أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعتق ستة أعبد فأقرع النبي بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب