عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

حديث: عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

عن النّواس بن سمعان، قال: ذكر رسولُ اللَّه ﷺ الدّجّال ذات غداة، فخفَّض فيه ورفَّع حتّى ظننّاه في طائفة النّخل. فما ذكر فيه: «إنّ عيسى عليه السلام يدركهـ باب لدٍّ فيقتله».

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٣٧) في حديث طويل سبق ذكره في أوّل الباب.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن النّواس بن سمعان، قال: ذكر رسولُ اللَّه ﷺ الدّجّال ذات غداة، فخفَّض فيه ورفَّع حتّى ظننّاه في طائفة النّخل. فما ذكر فيه: «إنّ عيسى ﵇ يدركهـ باب لدٍّ فيقتله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله ﷺ الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل. فما ذكر فيه: «إن عيسى ﷺ يدركه بباب لُدٍّ فيقتله».

1. شرح المفردات:

* ذات غداة: في وقت الصباح.
* فخفض فيه ورفع: أي خفض صوته ورفعه، إما للتعظيم والتهويل من شأن الأمر، أو لأنه كان يتكلم أحيانًا بصوت مرتفع وأحيانًا بصوت منخفض بسبب شدة انفعاله وتحذيره.
* حتى ظنناه في طائفة النخل: أي أن النبي ﷺ كان يشير بيده أو ينظر باتجاه النخل أثناء حديثه المرعب عن الدجال، فظن الصحابة أن الدجال نفسه موجود حقيقة في تلك النخيل، مما يدل على شدة وقع الحديث عليهم وقوة توصيف النبي ﷺ له.
* يدركه: يلحقه ويصل إليه.
* باب لُدٍّ: (لُدٌّ) بضم اللام وتشديد الدال: بلدة معروفة في فلسطين محاذية للرملة، قريبة من بيت المقدس. وهو مكان محدد سيقع فيه هذا المشهد العظيم.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي ﷺ ذكر في إحدى خطبه صباحًا فتنة المسيح الدجال، وهو يصف شدة خطورته وعظم بلائه، وكان ﷺ يخفض صوته ويرفعه أثناء الوصف تهويلًا لأمر الدجال وتحذيرًا للأمة منه، حتى إن الحاضرين من شدة التأثر وظنوا أن الدجال يختفي بين النخيل قريبًا منهم.
وفي سياق هذا الحديث الطويل (الذي اقتطع منه هذا الجزء)، بين النبي ﷺ أن الله تعالى سينجي المؤمنين من فتنة الدجال على يد عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي سينزل من السماء في آخر الزمان. وسيلحق عيسى بالدجال عند باب لُدّ في فلسطين، وهناك سيقوم بقتله، وينهي فتنته العظيمة التي ستزلزل العالم.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظم فتنة الدجال: الحديث يبين بالقول والفعل (تغيير نبرة الصوت) أن فتنة الدجال هي أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، مما يحتم على المسلم الاستعاذة منها دائمًا، خاصة في الصلاة.
2- نزول عيسى عليه السلام حقيقة: من عقائد أهل السنة والجماعة الإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان حاكمًا بشريعة محمد ﷺ، لا بنبي جديد، وهو الذي سيقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية.
3- انتصار الحق على الباطل: في النهاية، يكون النصر حليفًا للمؤمنين على أيدي أنبياء الله وأوليائه. فمهما عظم الباطل واشتدت فتنته، فإن مصيره إلى زوال.
4- دقة نبوة محمد ﷺ: الحديث يذكر مكانًا محددًا (باب لُد) سيقع فيه هذا المشهد، وهو إخبار عن غيب، مما يزيد المؤمن يقينًا بنبوة محمد ﷺ.
5- اهتمام النبي ﷺ بأمته: حرص النبي ﷺ على تحذير أمته من أعظم الفتن، وبيان طريق النجاة منها، وهذا من كمال رحمته وشفقته ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث جزء من حديث طويل رواه الإمام مسلم في صحيحه.
* قتل عيسى للدجال يكون بحربة (رمح)، فيطعنه بها فيقتله، ويهرب اليهود والمنافقون الذين اتبعوا الدجال، فيسلط الله عليهم المؤمنين، فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر: "يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله"، إلا شجرة الغرقد (شجرة اليهود) فإنها لن تنطق بذلك.
* نزول عيسى عليه السلام وقتله للدجال من أشراط الساعة الكبرى، التي إذا ظهرت بعضها تبعها البعض الآخر بسرعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٩٣٧) في حديث طويل سبق ذكره في أوّل الباب.
ولُدّ: مدينة تقع غرب القدس تبعد عنها ٢٦ ميلًا تقريبًا.
وفي الباب ما يستشهد به، وهو ما رواه مجمع بن جارية يقول: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يقتل ابن مريم الدّجال بباب لُدّ».
رواه الترمذيّ (٢٢٤٤) عن قتيبة حدّثنا اللّيث، عن ابن شهاب، أنّه سمع عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثعلبة الأنصاريّ يحدّث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاريّ -من بني عمرو بن عوف- قال: سمعت عمّي مجمع بن جارية الأنصاريّ، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٣/ ٤٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٨١١) كلاهما من طريق اللّيث بن سعد، بإسناده، مثله.
قال الترمذيّ: «صحيح». وفي نسخة: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: بل فيه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثعلبة الأنصاريّ المدنيّ، وقيل: عبد اللَّه بن عبد اللَّه لا يعرف من هو؟ .
قال المزيّ في «تهذيبه»: «اختلف فيه على الزّهريّ، وعلى أصحابه اختلافًا كثيرًا».
وقال الذهبيّ في «الميزان»: «لا ذكر له في تاريخ البخاريّ، ولا ابن أبي حاتم، ولا روي عنه سوى الزّهريّ، وفي علّة الحديث أقوال عدّة». انتهى.
وقال الحافظ: «شيخ الزهريّ لا يعرف، واختلف في إسناد حديثه».
قال الأعظمي: ولكن لا بأس بالاستشهاد به لما ثبت في حديث النواس بن سمعان بأن المسيح ابن مريم يقتل الدّجال في باب لُدّ؛ ولعلّ الترمذيّ لذلك صحّحه أو حسّنه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 693 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

📜 حديث: عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية