حديث: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول النبيّ ﷺ: أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم ﵍

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم في الدّنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعِلَّاتٍ، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٣) عن محمد بن سنان، حدّثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، فذكر مثله.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم في الدّنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعِلَّاتٍ، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم في الدّنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعِلَّاتٍ، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد».


1. شرح المفردات:


● أولى: الأقرب والأحق، أي الأكثر أحقية وقرابة.
● بعيسى ابن مريم: بالنبي عيسى عليه السلام.
● إخوة لعلات: الإخوة من أب واحد وأمهات مختلفة، والعلة (بكسر العين) هي الأم المختلفة.
● أمهاتهم شتى: أمهاتهم مختلفة ومتفرقة.
● دينهم واحد: الدين هو التوحيد والإسلام، وهو عبادة الله وحده لا شريك له.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث علاقته الخاصة بالنبي عيسى عليه السلام، حيث يؤكد أنه الأقرب إليه والأحق به في الدنيا والآخرة، كما يوضح أن جميع الأنبياء يجمعهم أصل واحد وهو الدعوة إلى التوحيد، وإن اختلفت شرائعهم التفصيلية.


3. تفصيل الشرح:



# أ. قوله ﷺ:

«أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة»:
● في الدنيا: لأن النبي ﷺ هو خاتم الأنبياء، وقد بشّر به عيسى عليه السلام في الإنجيل كما قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]. فالنبي ﷺ هو الذي جاء مصدقًا لما جاء به عيسى ومكمّلاً لرسالته.
● في الآخرة: لأن النبي ﷺ سيكون قائد الأنبياء وإمامهم في المحشر، وعيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان ويصلي خلفه، كما أن عيسى عليه السلام هو أحد أولي العزم من الرسل، والنبي ﷺ هو سيدهم جميعًا.

# ب. قوله ﷺ:

«والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد»:
- هذا تشبيه بليغ حيث شبه الأنبياء بالإخوة من أب واحد (وهو التوحيد) وأمهات مختلفة (وهي الشرائع التفصيلية). فجميع الأنبياء دعوا إلى عبادة الله وحده، ولكن شرائعهم اختلفت في بعض التفاصيل كالصلاة والصوم وغيرها، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48].
- فدينهم واحد في الأصل وهو الإسلام (الاستسلام لله بالتوحيد)، ولكن شرائعهم تختلف في الفروع، وهذا من حكمة الله تعالى ليتناسب مع أحوال الأمم المختلفة.


4. الدروس المستفادة من الحديث:


1- مكانة النبي ﷺ: فهو سيد الأنبياء وأولاهم بهم، خاصة بعيسى عليه السلام الذي كان له مكانة خاصة في الرسالات.
2- وحدة الرسالة السماوية: جميع الأنبياء جاءوا بدين واحد هو التوحيد، وإن اختلفت الشرائع، مما يدل على أن الدين عند الله هو الإسلام.
3- التعظيم والاحترام لجميع الأنبياء: فهم إخوة في الدعوة إلى الله، ولا يجوز التفريق بينهم أو تنقص أحد منهم.
4- الحكمة من اختلاف الشرائع: أن الله تعالى شرع لكل أمة ما يناسبها، مما يدل على رحمة الله بعباده.


5. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي ترد على من يحاولون فصل الأنبياء عن بعضهم، أو يدّعون تعارض رسالاتهم.
- يؤكد الحديث أن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان سيكون تحت راية النبي ﷺ وشريعته، مما يدل على أن شريعة الإسلام هي الشريعة الخاتمة.
- يستفاد من الحديث وجوب اتباع النبي ﷺ لأنه خاتم الرسل، وأن من يؤمن بنبي يجب أن يؤمن بجميع الأنبياء، كما قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من اتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٣) عن محمد بن سنان، حدّثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
ورواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٥) من وجه آخر عن همّام بن منبه، عن أبي هريرة وزاد في آخره: «فليس بيننا نبيٌّ».
ورواه الشّيخان البخاريّ (٣٤٤٣)، ومسلم كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة، قال (فذكر الحديث).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 696 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة

  • 📜 حديث: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب