حديث: دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بشرية الرّسول ﷺ-

عن أنس بن مالك قال: كانت عند أمِّ سليم يتيمةٌ -وهي أمُّ أنس- فرأى رسول اللَّه ﷺ اليتيمةَ. فقال: «آنتِ هِيَهْ؟ لقدْ كبِرْتِ، لا كبرَ سِنُّكِ». فرجعتِ اليتيمةُ إلى أمِّ سُليم تبكي. فقالت أمُّ سُليم: مالك؟ يا بنيَّةُ قالت الجاريةُ: دعا عليَّ نبيُّ اللَّه ﷺ أن لا يكبرُ سنّي أبدًا. أو قالتْ قرْني. فخرجتْ أمُّ سُليم مُستعجلةً تلوثُ خِمارها. حتّى لقيتْ رسول اللَّه ﷺ. فقال لها رسولُ اللَّه ﷺ «مالَكِ؟ يا أمَّ سُليم!». فقالتْ: يا نبيَّ اللَّه، أدعوتَ على يتيمتي؟ قال: «وماذاكِ يا أمَّ سُليم؟». قالت: زعمتْ أنَّكَ دعوتَ أن لا يَكْبَرَ سِنُّها ولا يَكْبَرَ قرْنُها. قال: فضحك رسولُ اللَّه ﷺ ثم قال: «يا أمَّ سليم، أما تعلمين أنّ شرطي على ربِّي، أني اشترطتُ على ربّي فقلتُ: إنّما أنا بشر. أرْضي كما يرْضى البشرُ، وأَغْضبُ كما يغضبُ البشر، فأيُّما أحدٍ دعوتُ عليه، من أمّتي بدعوةٍ ليس لها بأهل، أن تجعلها له طهورًا وزكاة وقُربة يقرّبه بها منه يوم القيامة».
وقال أبو مَعْن: يُتَيِّمةٌ. بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث.

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٠٣) عن زهير بن حرب وأبي معن الرّقاشيّ -واللّفظ لزهير- قالا: حدّثنا عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمار، حدّثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدّثني أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: كانت عند أمِّ سليم يتيمةٌ -وهي أمُّ أنس- فرأى رسول اللَّه ﷺ اليتيمةَ. فقال: «آنتِ هِيَهْ؟ لقدْ كبِرْتِ، لا كبرَ سِنُّكِ». فرجعتِ اليتيمةُ إلى أمِّ سُليم تبكي. فقالت أمُّ سُليم: مالك؟ يا بنيَّةُ قالت الجاريةُ: دعا عليَّ نبيُّ اللَّه ﷺ أن لا يكبرُ سنّي أبدًا. أو قالتْ قرْني. فخرجتْ أمُّ سُليم مُستعجلةً تلوثُ خِمارها. حتّى لقيتْ رسول اللَّه ﷺ. فقال لها رسولُ اللَّه ﷺ «مالَكِ؟ يا أمَّ سُليم!». فقالتْ: يا نبيَّ اللَّه، أدعوتَ على يتيمتي؟ قال: «وماذاكِ يا أمَّ سُليم؟». قالت: زعمتْ أنَّكَ دعوتَ أن لا يَكْبَرَ سِنُّها ولا يَكْبَرَ قرْنُها. قال: فضحك رسولُ اللَّه ﷺ ثم قال: «يا أمَّ سليم، أما تعلمين أنّ شرطي على ربِّي، أني اشترطتُ على ربّي فقلتُ: إنّما أنا بشر. أرْضي كما يرْضى البشرُ، وأَغْضبُ كما يغضبُ البشر، فأيُّما أحدٍ دعوتُ عليه، من أمّتي بدعوةٍ ليس لها بأهل، أن تجعلها له طهورًا وزكاة وقُربة يقرّبه بها منه يوم القيامة».
وقال أبو مَعْن: يُتَيِّمةٌ. بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

أولاً. شرح المفردات:


● يتيمة: صغيرة مات أبوها.
● هيه: كلمة للنداء، كأن يقول: "أنتِ هي" أي أنتِ نفس تلك الصغيرة التي كنت أعرفها.
● كبر سنك: كبرت في العمر.
● قرنها: هنا بمعنى عمرها وقوتها، وقيل: شأنها وحالها.
● تلوث خمارها: تسرع حتى يلتاث خمارها (غطاء رأسها) من شدة العجلة.
● شرطي على ربي: أي عهدي واتفاقي مع ربي.
● طهورًا: تطهيرًا من الذنوب.
● زكاة: نموًا في الخير وبركة.
● قربة: وسيلة تقرب إلى الله تعالى.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


كانت هناك جارية يتيمة في رعاية أم سليم (والدة أنس بن مالك رضي الله عنهما)، فزارها النبي ﷺ ورأى تلك اليتيمة، فعجب من كبر حجمها ونموها، فقال لها كلمة تعجب وتحبب: "أنتِ هي؟! لقد كبرتِ! لا كبر سنك!" (أي لقد كبرتِ في الحجم، ولكنني لا أدعو بأن تكبري في السن بشكل مذموم أو يطول عمرك بدون خير). ففهمت الجارية أن النبي ﷺ دعا عليها بعدم الكبر، فذهبت تبكي. فسألتها أم سليم، فأخبرتها، فخرجت مسرعة إلى النبي ﷺ مستفسرة، فوضح لها النبي ﷺ أنه لم يدعُ عليها، ثم بين لها أن الله تعالى قد قبل منه شرطًا أن أي دعاء يدعو به على أحد من أمته ليس أهلاً له (أي لا يستحقه)، فإن الله يحوله له طهارة وزكاة وقربة يتقرب بها إلى الله يوم القيامة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- بشريَّة النبي ﷺ: فهو ﷺ يفرح ويعجب ويتكلم بكلام البشر العادي، وهو معصوم في تبليغ الشرع، لكنه بشر في مشاعره وأحواله الدنيوية.
2- رفق النبي ﷺ وحسن تعامله: حتى مع الصغار، كان يمازحهم ويداعبهم، وليس في كلامه سوء.
3- سرعة استفسار الصحابة: حرص أم سليم على معرفة الحقيقة وعدم التسرع في الحكم، وهذا من أدب الصحابة مع النبي ﷺ.
4- عظمة منزلة النبي ﷺ عند الله: حيث قبل الله منه هذا الشرط العظيم، مما يدل على مكانته وشفاعته.
5- تحويل الدعاء غير المستحق إلى أجر: فمن دعا عليه النبي ﷺ بغير حق، فإن الله يجعله له طهارة وتكفيرًا للذنوب ورفعة في الدرجات.
6- الحذر من سوء الظن: خاصة بالنبي ﷺ وأهل الخير، والأصل في كلامهم الخير والبركة.
7- العبرة بالمعنى لا باللفظ فقط: فقد فهمت الجارية表面的 المعنى، ولكن القصد كان التعجب والمؤانسة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في بيان كمال رحمة النبي ﷺ بأمته، وشفقته عليهم.
- فيه بيان أن دعاء النبي ﷺ مستجاب، سواء في الخير أو الشر، ولكن الله يحول الدعاء غير المستحق إلى خير لأهل الإيمان.
- يستفاد منه أهمية التوضيح وطلب البيان عند سماع ما يُشكل، وعدم ترك الأمور على إشكالها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٠٣) عن زهير بن حرب وأبي معن الرّقاشيّ -واللّفظ لزهير- قالا: حدّثنا عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمار، حدّثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدّثني أنس بن مالك، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 755 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة

  • 📜 حديث: دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب