حديث: فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بشرية الرّسول ﷺ-

عن أمّ سلمة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّما أنا بشر، وإنّه يأتيني الخصم، فلعلّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنّه صدق، فأقضي له بذلك، فمن قضيتُ له بحقّ مسلم فإنّما هي قطعة من النّار، فليأخذها أو فليتركها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٥٨)، ومسلم في الأقضية (١٧١٣) كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنّ زينب بنت أمّ سلمة أخبرته، أنّ أمّها أم سلمة زوج النبي ﷺ أخبرتها، فذكرته.

عن أمّ سلمة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّما أنا بشر، وإنّه يأتيني الخصم، فلعلّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنّه صدق، فأقضي له بذلك، فمن قضيتُ له بحقّ مسلم فإنّما هي قطعة من النّار، فليأخذها أو فليتركها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن أم سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ، فَأَقْضِي لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ فَلْيَتْرُكْهَا».
شرح المفردات:
● بَشَرٌ: إنسان، ليس بمَلَكٍ معصوم من الخطأ في الاجتهاد.
● الْخَصْمُ: المتخاصمون، المدعي والمدعى عليه.
● أَبْلَغَ: أكثر فصاحة وحجة في عرض دعواه.
● أَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ: أظن أنه صادق بناءً على ما يظهر لي من الأدلة.
● قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ: جزء من عذاب النار بسبب أخذ الحق بغير وجه شرعي.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ طبيعة البشرية التي جُبل عليها، وأنه كبشر قد يقع منه الاجتهاد في القضاء بين المتخاصمين بناءً على ما يظهر له من أدلة وحجج، فقد يأتي أحد الخصمين بأدلة تبدو صحيحة أو يكون أكثر بلاغة وحجة فيعطيه الحق بناءً على ذلك، لكن قد يكون في الواقع ظالماً آخذاً حق غيره. فمن حكم له النبي ﷺ بحق أخيه المسلم بناءً على ذلك الاجتهاد، فإنما ذلك الحق هو في الحقيقة جزء من النار، فله الخيار في أخذه أو تركه تورعاً وخوفاً من الله.
الدروس المستفادة والعبر:
1- بشرية النبي ﷺ في الاجتهاد: فهو معصوم في التبليغ عن الله، لكن في الاجتهاد في الأمور الدنيوية كالقضاء قد يخطئ ويصيب، وهذا من كمال نبوته حيث يعلّم أمته التواضع والعدل.
2- أهمية النية والتقوى في الخصومات: على المسلم أن يتقي الله في خصومته، ولا يستغل مهاراته في الكلام أو الحجة لأخذ حقوق الآخرين.
3- تحذير من أكل حقوق المسلمين: أخذ حق المسلم بغير وجه حق من الكبائر، وعاقبته النار، كما جاء في الحديث: «مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ».
4- فضل ترك الشبهات: الحديث يحث على ترك ما فيه شبهة، حتى لو 是 كان ظاهره الحل، عملاً بقوله ﷺ: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ».
5- أهمية البيّنات والإثبات في القضاء: على القاضي أن يتحرى الحق ما استطاع، وأن يعلم أن حكمه بالظاهر فقط، والله يتولى السرائر.
مصادر الحديث ودرجته:
- رواه البخاري (2458) ومسلم (1713) في صحيحيهما، فهو حديث صحيح متفق عليه.
نسأل الله أن يجنبنا الظلم والخصومات، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٥٨)، ومسلم في الأقضية (١٧١٣) كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنّ زينب بنت أمّ سلمة أخبرته، أنّ أمّها أم سلمة زوج النبي ﷺ أخبرتها، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 751 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها

  • 📜 حديث: فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب