حديث: الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما من شيء بين السماء والأرض إلّا يشهد لنبوّة محمد رسول اللَّه ﷺ-

عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أقبلنا مع رسول اللَّه ﷺ من سفر، حتّى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النّجار، إذا فيه جملٌ لا يدخل الحائط أحدٌ إلّا شدّ عليه. قال: فذكروا للنبيّ ﷺ، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعير، فجاء واضعًا مشْفَرَه إلى الأرض، حتى برك بين يديه. قال: فقال النبيُّ ﷺ: «هاتُوا خطامه» فخطمه ودفعه إلى صاحبه. قال: ثم الْتفتَ إلى النّاس فقال: «إنّه ليس شيءٌ بين السّماء والأرض، إلّا يعلمُ أنّي رسولُ اللَّه، إلّا عاصيَ الجنّ والإنس».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٣٣٣)، وعبد بن حميد (١١٢٢)، والدّارميّ (١٨) كلّهم من طرق عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أقبلنا مع رسول اللَّه ﷺ من سفر، حتّى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النّجار، إذا فيه جملٌ لا يدخل الحائط أحدٌ إلّا شدّ عليه. قال: فذكروا للنبيّ ﷺ، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعير، فجاء واضعًا مشْفَرَه إلى الأرض، حتى برك بين يديه. قال: فقال النبيُّ ﷺ: «هاتُوا خطامه» فخطمه ودفعه إلى صاحبه. قال: ثم الْتفتَ إلى النّاس فقال: «إنّه ليس شيءٌ بين السّماء والأرض، إلّا يعلمُ أنّي رسولُ اللَّه، إلّا عاصيَ الجنّ والإنس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

1. شرح المفردات:


● حائط: بستان أو حديقة فيها نخيل وأشجار.
● بني النجار: هي قبيلة من الأنصار في المدينة المنورة، وكانت منازلهم قريبة من المسجد النبوي.
● جمل: أي بعير.
● شَدَّ عليه: هاجم عليه وعدا إليه ليؤذيه.
● مشفره: طرف فمه أو شفته.
● برك: أناخ على ركبتيه كإبراك الجمل عند الركوع.
● خطامه: الحبل الذي يقاد به البعير ويُسيّر به.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم كانوا عائدين مع النبي صلى الله عليه وسلم من سفر، فلما اقتربوا من بستان لقبيلة بني النجار في المدينة، وجدوا فيه جملاً هائجاً لا يسمح لأحد بالدخول إلى البستان إلا ويهاجمه ويؤذيه. فلمّا أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر، جاء بنفسه إلى البستان، فدعا الجمل فجاء إليه مسرعاً حتى وضع فمه على الأرض تواضعاً وخضوعاً، ثم أناخ بركبتيه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كالجلوس أمامه إجلالاً واحتراماً. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار حبله فقيدوه به وسلموه لصاحبه. ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس وقال: "إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس".

3. الدروس المستفادة منه:


● إثبات معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي أيده الله بها، حيث خاطب الحيوان فأطاعه وخضع له، وهذا دليل على نبوته.
● عالمية الرسالة وشهادة الخلق للنبي صلى الله عليه وسلم: كل المخلوقات في السماوات والأرض تشهد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتصدق برسالته، إلا من عصى من الجن والإنس، فجحدوا وكفروا مع علمهم بصدقه.
● رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وحنوه: تصرفه صلى الله عليه وسلم في تهدئة الجمل وإرجاعه لصاحبه يدل على رحمته بالحيوان وشفقته على الخلق.
● التواضع ولين الجانب: النبي صلى الله عليه وسلم لم يترفع عن سماع شكوى الناس ومشكلتهم مع الجمل، بل تحمل بنفسه حلها.
● الإيمان بقدرة الله تعالى: تسخير الحيوان للنبي صلى الله عليه وسلم هو من قدرة الله وعجائب صنعه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الجماد والنبات والحيوان تشهد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" (الإسراء: 44).
- العاصون من الجن والإنس يعلمون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم يستكبرون ويجحدون، كما قال تعالى عن إبليس: "فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة: 34).
- ينبغي للمسلم أن يتأمل في عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ويوقره، ويستشعر نعمة الله عليه بالإيمان به واتباعه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٣٣٣)، وعبد بن حميد (١١٢٢)، والدّارميّ (١٨) كلّهم من طرق عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الذيال بن حرملة، روى عنه جمع، ووثقه ابنُ حبان. وهو من رجال
«التعجيل» والأجلح هو ابن عبد اللَّه بن حُجَّية صدوق.
ورواه الطبراني في الكبير (١٢٧٤٤)، والبيهقي في الدلائل (٦/ ٣٠) كلاهما من طريق أبي بكر ابن عياش، عن الأجلح، عن ذيال بن حرملة، عن ابن عباس.
ولا يعرف لذيال بن حرملة رواية عن ابن عباس، فالظّاهر أنّ هذا من تخليط أبي بكر بن عياش؛ لأنه وصف بذلك في روايته عن غير أهل بلده الشام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 746 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه

  • 📜 حديث: الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب