حديث: صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية رفع النّبيّ ﷺ فوق المنزلة التي أنزله اللَّه ﷾

عن المغيرة بن شعبة، أنّ النبيّ ﷺ صَلَّى حتى انتفختْ قدماه، فقيل له: أتُكلّف هذا، وقد غفر اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال: «أفلا أكونُ عبدًا شكورًا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التهجّد (١١٣٠)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨١٩) كلاهما من حديث زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.

عن المغيرة بن شعبة، أنّ النبيّ ﷺ صَلَّى حتى انتفختْ قدماه، فقيل له: أتُكلّف هذا، وقد غفر اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال: «أفلا أكونُ عبدًا شكورًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً في دينه واتباعاً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، يحمل في طياته معاني عظيمة ودروساً بليغة.

أولاً. شرح المفردات:


● انتفخت قدماه: تورمتا وتشقتا من طول القيام في الصلاة.
● تُكلف هذا: تتعمد وتجهد نفسك هذا الجهد العظيم.
● عبداً شكوراً: عبداً كثير الشكر لله تعالى على نعمه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يصلي الليل ويطيل القيام فيه، حتى أن قدميه الشريفتين تورمتا وتشقتا من طول الوقوف. فلما رآه أصحابه على هذه الحالة، قالوا له متعجبين: لماذا تبلغ هذا المبلغ من المشقة والتعب في العبادة، والله تعالى قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فأجابهم النبي ﷺ رداً بليغاً يعلمهم فيه حقيقة العبودية: «أفلا أكون عبداً شكوراً»، أي كيف لا أكون عبداً شاكراً لله على نعمه العظيمة التي أنعمها عليّ.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- كمال عبودية النبي ﷺ لله تعالى: فمع أنه ﷺ هو المعصوم المغفور له، إلا أنه كان أكثر الناس عبادة واجتهاداً، مما يدل على كمال عبوديته وامتثاله لأمر ربه.
2- الشكر الحقيقي على النعم يكون بالعمل الصالح: فالنبي ﷺ علمنا أن شكر نعمة المغفرة والاصطفاء لا يكون بالقول فقط، بل بالعمل والاجتهاد في الطاعة. فالشكر هو القيام بحق الله تعالى على عباده.
3- الرد على منهج المتكاسلين في الطاعة: بعض الناس إذا ذكر بالطاعة قال "الله غفور رحيم" أو "لا إله إلا الله تغفر الذنوب"، يتعلل بهذا ليتكاسل عن العمل. وهذا الحديث يرد على هذه النفسية، فالنبي المعصوم المغفور له هو الأكثر اجتهاداً، فكيف بمن هو مليء بالذنوب والخطايا؟
4- الاجتهاد في العبادة ولو كانت غير مفروضة: صلاة الليل نافلة، ومع ذلك كان ﷺ يجتهد فيها، مما يدل على فضل الاجتهاد في النوافل لتقريب العبد إلى ربه.
5- التواضع لله تعالى: فكلما ازداد العبد علماً ومعرفة بالله، ازداد تواضعاً وخشية وعبودية له سبحانه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب الشكر و الاجتهاد في العبادة.
- يستحب للإنسان أن ينظر إلى من هو فوقه في الدين والعبادة ليتحفز، ولا ينظر إلى من هو دونه في الدنيا لئلا يحتقن ما في يديه.
- فيه تربية للنفس على المراقبة، فالعبد يعبد الله ليس خوفاً من النار فقط، ولا طمعاً في الجنة فقط، بل حباً له وشكراً لنعمه التي لا تعد ولا تحصى.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الشكورين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التهجّد (١١٣٠)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨١٩) كلاهما من حديث زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 756 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا

  • 📜 حديث: صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب