حديث: تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشهداء سوى القتيل في سبيل الله

عن سعد بن أبي وقَّاص قال: قال رسول الله ﷺ: «تُستشهدون بالقتل، والطاعون، والغرق، والبطن، وموت المرأة جُمعًا موتها في نفاسها».

صحيح: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده (١٩٢٠ - المطالب)، وعنه عبد بن حميد (١٥٤)، - ومن طريقه الضياء في المختارة (٢/ ٢٢٥) - والبزّار (١١٩١) كلّهم من حديث أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد، عن عمر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص .

عن سعد بن أبي وقَّاص قال: قال رسول الله ﷺ: «تُستشهدون بالقتل، والطاعون، والغرق، والبطن، وموت المرأة جُمعًا موتها في نفاسها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأحاديث التي تبين فضل الله تعالى على عباده، حيث جعل لهم أنواعاً من الموت تكون كفارة للذنوب ورفعة في الدرجات، بل وتعد من أنواع الشهادة في سبيل الله.

أولاً. نص الحديث وروايته:


روى الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي في "السنن الكبرى"، والحاكم في "المستدرك" عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تُستشهدون بالقتل، والطاعون، والغرق، والبطن، وموت المرأة جُمعًا موتها في نفاسها».
(جمعًا): أي مع ولدها، أي تموت وهي مجتمعة مع ولدها في بطنها، أي وهي حامل.

ثانياً. شرح المفردات:


● تُستشهدون: من الاستشهاد، أي تُحسبون شهداء، وتنالون أجر الشهادة.
● القتل: أي القتل في سبيل الله في المعركة.
● الطاعون: مرض وبائي معروف.
● الغرق: الموت غرقاً في الماء.
● البطن: يقصد به مرض البطن، وهو الموت بداء البطن كالاستسقاء والقرحة وغيرها.
● موت المرأة جُمعًا: أي تموت وهي حامل، مجتمعة مع جنينها.
● نفاسها: النفاس هو الدم الذي يخرج من المرأة بعد الولادة، والمقصود هنا الموت أثناء الولادة أو بسببها.

ثالثاً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن هناك أنواعاً من الموت إذا مات بها المسلم فإنه يكتب له أجر الشهيد، مع أنه لم يقتل في ساحة القتال. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، حيث وسع من أبواب الخير وأجر الشهادة ليشمل هذه الحالات، مما يدل على عظيم رحمة الله بعباده.
1- القتل في سبيل الله: هذا هو الشهادة الحقيقية في المعركة، وهو أعلى درجات الشهادة.
2- الطاعون: وهو مرض وبائي قاتل، وقد جاء في أحاديث أخرى التصريح بأن الموت بالطاعون شهادة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الطاعون شهادة لكل مسلم» (متفق عليه).
3- الغرق: من مات غرقاً فهو شهيد.
4- البطن: وهو الموت بأمراض البطن، مثل القرحة أو الانفجار أو غير ذلك.
5- موت المرأة في النفاس: أي التي تموت بسبب الحمل أو الولادة أو في فترة النفاس، وهي شهيدة.
ويضاف إلى هذه الأنواع ما جاء في أحاديث أخرى، مثل المبطون (صاحب داء البطن)، والحرق، والهدم، وغيرها.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل أبواب الخير والثواب واسعة، فلم يحصر أجر الشهادة في القتال فقط، بل شمل حالات أخرى يمر بها الناس في حياتهم.
2- التسليم بقضاء الله وقدره: فمن مات في واحدة من هذه الحالات، فعليه أن يحسن الظن بالله ويأمل أن يكون من الشهداء.
3- الاحتساب والأجر: يحث الحديث على الاحتساب عند المصائب، فمن أصيب بمثل هذه الأمراض أو الكوارث فليصبر وليحتسب الأجر عند الله.
4- تكفير الذنوب: هذه الأنواع من الموت تكون كفارة للذنوب وسبباً لدخول الجنة كما جاء في الأحاديث.
5- الرفق بالمرأة وإكرامها: حيث خصص النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي تموت في النفاس بالذكر، مما يدل على الاعتراف بما تتحمله من مشاق وآلام، وجعل ذلك من أسباب الشهادة.

خامساً:

ملاحظات مهمة:
- ليس معنى أن هذه الأنواع تعد شهادة أن المتوفى بها يُغسل ولا يُصلى عليه كالشهيد في المعركة، بل هو كغيره من المسلمين في الأحكام الظاهرة من الغسل والصلاة عليه، ولكن له أجر الشهيد في الآخرة.
- أجر الشهادة مرتبط بالإيمان والتقوى، فليس كل من مات بهذه الأمراض يكون شهيداً، بل من مات وهو مؤمن محتسب.
- هذه الفضائل من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت دون تشبيه أو تمثيل.
أسأل الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان والتقوى، وأن يجعلنا من الشهداء في سبيله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده (١٩٢٠ - المطالب)، وعنه عبد بن حميد (١٥٤)، - ومن طريقه الضياء في المختارة (٢/ ٢٢٥) - والبزّار (١١٩١) كلّهم من حديث أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد، عن عمر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص .. فذكره.
وقال البزّار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إِلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد».
وإسناده صحيح وكذا صحّحه أيضًا البوصيري في إتحاف الخيرة (٣/ ١٨٤) فقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه عبد بن حميد بسند صحيح.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٣٠١): رواه البزّار ورجاله رجال الصَّحيح.
إِلَّا أن الدَّارقطنيّ يرى أن المرسل هو الأشبه. علل الدَّارقطنيّ (٦٢٢).
تنبيه: وقع في المطالب العالية عدة تحريفات فتنبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 396 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن

  • 📜 حديث: تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب