حديث: لا هجرة بعد الفتح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا هجرة بعد فتح مكة

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله ﷺ لما فتحت مكة: «لا هجرة بعد الفتح، ولا شغار في الإسلام».

حسن: رواه أبو داود (٢٧٥١، ١٥٩١) والتِّرمذيّ (١٤١٣) والنسائي (٤٨٠٦) وابن ماجة (٢٩٥٩) وأحمد (٧٠١٢) وصحّحه ابن خزيمة (٢٢٨٠) كلّهم من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله ﷺ لما فتحت مكة: «لا هجرة بعد الفتح، ولا شغار في الإسلام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله ﷺ لما فتحت مكة: «لا هجرة بعد الفتح، ولا شغار في الإسلام».


1. شرح المفردات:


● الهجرة: في الأصل هي الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام، وكانت واجبة قبل فتح مكة.
● الفتح: المقصود به فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
● الشغار: هو نكاح كان معروفًا في الجاهلية، حيث يزوج الرجل ابنته أو أخته لرجل آخر على أن يزوجه الرجل الآخر ابنته أو أخته، دون مهر.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يعلن رسول الله ﷺ فيه حكمين مهمين بعد فتح مكة:
أولاً: "لا هجرة بعد الفتح":
- قبل فتح مكة، كانت الهجرة من مكة إلى المدينة واجبة على المسلمين، لأن مكة كانت دار كفر، والمدينة كانت دار إسلام.
- بعد فتح مكة، أصبحت مكة دار إسلام، فلم يعد هناك حاجة للهجرة منها، لأن الهجرة تكون من دار الكفر إلى دار الإسلام.
- وهذا لا يعني انقطاع مفهوم الهجرة بالمعنى العام، فالهجرة بمعنى ترك المعاصي والذنوب باقية، كما في الحديث: «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه».
- كما أن الهجرة قد تكون واجبة من دار أصبحت فيها الفتنة أو لا يستطيع المسلم فيها إظهار دينه.
ثانيًا: "ولا شغار في الإسلام":
- الشغار كان نوعًا من الزواج في الجاهلية، حيث يتبادل رجلان التزويج بدون مهر، كأن يقول الرجل: زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي.
- هذا النوع من الزواج باطل في الإسلام، لأنه لا يتضمن مهرًا معلوماً للمرأة، والمهر حق للمرأة شرعه الله تعالى.
- الإسلام أبطل هذه الصورة من النكاح، وأوجب للمرأة مهرًا معلوماً، سواء كان قليلاً أو كثيراً، كما قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء:4].


3. الدروس المستفادة:


● انتهاء مرحلة الهجرة من مكة: بعد أن أصبحت مكة دار إسلام، لم يعد هناك وجوب للهجرة منها، وهذا يدل على أن الأحكام الشرعية قد تتغير بتغير الزمان والمكان.
● إبطال العادات الجاهلية: الإسلام يبطل كل عادة تخالف شرع الله، ويأتي بما فيه مصلحة الناس في الدنيا والآخرة.
● حقوق المرأة: النهي عن الشغار يؤكد على حق المرأة في المهر، وأنه لا يجوز حرمانها منه بأي صورة من الصور.
● التدرج في التشريع: الإسلام جاء بإلغاء العادات السيئة تدريجيًا، حتى يستقر الأمر على ما فيه الخير والعدل.


4. معلومات إضافية:


- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- الهجرة بمعناها العام باقية، وهي هجرة المعاصي والذنوب، وهجرة أهل الفسق والبدع، كما قال النبي ﷺ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه».
- الشغار محرم بإجماع العلماء، ونكاح الشغار باطل لا يصح.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٥١، ١٥٩١) والتِّرمذيّ (١٤١٣) والنسائي (٤٨٠٦) وابن ماجة (٢٩٥٩) وأحمد (٧٠١٢) وصحّحه ابن خزيمة (٢٢٨٠) كلّهم من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 416 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا هجرة بعد الفتح

  • 📜 حديث: لا هجرة بعد الفتح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا هجرة بعد الفتح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا هجرة بعد الفتح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا هجرة بعد الفتح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب